قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

طحنون بن زايد في طهران|سر تحركات الإمارات تجاه إيران..وموقف السعودية وسوريا منها؟

تردد وسائل إعلام إيرانية أنباء عن أن مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات الشيخ طحنون بن زايد سيزور طهران غداً الإثنين، في بداية لـ"صفحة جديدة" في العلاقات بحسب وصف طهران.

وذكر موقع نور نيوز المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، أن مستشار الأمن القومي الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد، سيرزو طهران يوم غد الاثنين، حيث "يلتقي وزير الأمن القومي الإيراني علي شمخاني ومسؤولين آخرين".

كذلك، أفادت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية، اليوم الأحد، بأن مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد سيجري مشاورات مع عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين خلال الزيارة، التي تهدف إلى تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور بشأن آخر المستجدات الإقليمية.

بعدها بساعات قليلة تداولت وسائل إعلام إيرانية وسورية تقارير تفيد بأن وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، سيصل طهران على رأس وفد رسمي سوري مساء الأحد في زيارة تستمر ليومين، ما يعني أنها ستتقاطع مع الزيارة المزمعة للمسؤول الإماراتي إلى طهران.

وتعد زيارة الشيخ طحنون بن زايد - إن أجريت - التي لم تعلق وزارة الخارجية الإماراتية عليها أول زيارة لمسؤول إماراتي كبير لإيران منذ عام 2016.

زيارة مرتقبة ونتائج منتظرة

مع نهاية شهر نوفمبر الماضي، أعلن المستشار السياسي للرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، أن بلاده سترسل وفدا إلى إيران لبحث العلاقات بين البلدين، مبينا أن الإمارات تشارك المخاوف الإقليمية حول السياسات الإيرانية.

وقال قرقاش، في تصريح صحفي أدلى به ونقلته وكالة "رويترز"، إن الإمارات سترسل في وقت قريب وفدا إلى إيران في إطار الجهود لتحسين العلاقات بين الطرفين، مشيرا إلى أن بلاده ستطلع الحلفاء في منطقة الخليج على مستجدات الأمور.

وأضاف قرقاش في معرض رده على سؤال عن الموعد الذي سيعقد فيه وفد إماراتي محادثات في طهران: "كلما كان ذلك أقرب كان أفضل".

وتابع: "هناك تقدير من جانب الإيرانيين لإعادة بناء الجسور مع الخليج. نحن نتعامل مع ذلك بمنظور إيجابي".

وأضاف المسؤول الإماراتي الكبير مع ذلك أن بلاده لا تزال تشارك المخاوف إزاء أنشطة إيران الإقليمية، لكنه شدد على أن "المواجهة ليست السبيل الأمثل للمضي قدما".

وأشار قرقاش إلى أن الحوار والتعاون الاقتصادي جزء من إجراءات بناء الثقة مع إيران، مؤكدا أن "الأمر سيستغرق وقتا".

واعتبر أنه حتى إذا توصلت المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران إلى نتائج إيجابية فهي لن تعالج كل المخاوف بشأن السياسات الإيرانية.

إيران تعلن عن "صفحة جديدة"

قبل تصريحات قرقاش بأيام، أعلن علي باقري كني، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عن الاتفاق على "فتح صفحة جديدة من العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والامارات العربية المتحدة".

وجاءت تصريحات كني في أعقاب اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بحثا فيه سبل تعزيز التعاون بما يخدم مصالح البلدين.

وقال في تغريدة عبر تويتر عقب لقاء جمعه مع أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي، الشيخ خليفة بن زايد للشؤون الدبلوماسية:"استمرارا للزيارات الى دول المنطقة، التقينا اليوم في دبي في اجتماع ودي مع انور قرقاش المستشار الاعلى في الشؤون السياسية للشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الامارات، وشاهين المرر الوزير المستشار في الشؤون الخارجية بدولة الامارات، حيث اتفقنا على فتح صفحة جديدة من العلاقات الايرانية الإماراتية".

دول الجوار

أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن سياسة بلاده الخارجية مبنية على التعامل الفعال مع بلدان العالم، وبالدرجة الأولى مع دول الجوار والمنطقة على أعلى المستويات.

وكشف رئيسي عن توقيع إيران اتفاقيات مع دول المنطقة لم يتم الإعلان عنها بعد، وقال:"كانت لدينا مشكلة مع تركمانستان على مدار 5 سنوات، ولكن خلال الرحلة الأخيرة، تم حل المشاكل بلطف ووقعنا عقد تبادل الغاز".

وقال:"تم توقيع عقود بأرقام ضخمة مع دول المنطقة".

ماذا تعني التحركات الإماراتية الأخيرة؟

يسود توتر مستمر منذ سنوات في العلاقات السياسية بين إيران والإمارات، على خلفية قضايا عدة، إلا أن البلدين تربطهما صلات تجارية مكثفة، ووأكدت الحكومة الإيرانية سابقا أن الإمارات تعد ثاني أكبر شريك تجاري للجمهورية الإسلامية، وذلك تزامنا مع إجراءات متبادلة لتطبيع العلاقات السياسية.

وفي محاولة لتفسير هذه التحركات من جانب إيران والإمارات، خاصة أنها جاءت عقب أو بالتزامن مع محادثات إيرانية سعودية معلنة، قال الكاتب السياسي الإيراني حسين روي وران في تصريحات لـ"بي بي سي" إن المنطقة تقف على أعتاب مرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية.

وأوضح أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان شكل وما يشير إليه من عدم رغبة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانخراط في المنطقة، عنوان هذه المرحلة، ألا وهو الفراغ السياسي، الناتج عن الانسحاب الأمريكي، والذي يرى أنه لا يمكن سده إلا بطريقتين، إما التفاهم بين دول المنطقة أو التنافس والتصادم، وهو ما أعربت الأطراف عن أنه لا تفضله.

واعتبر روي وران أن جولات المحادثات السعودية الإيرانية في بغداد، والتقارب الإماراتي الإيراني الحالي دليل على أن هذه الدول راغبة في الحوار.

وقال في هذا الإطار: " الإمارات تشجعت كثيراً بعد بدء الحوار بين إيران والسعودية في بغداد، ورأت أنه من الجيد أن تسير في الاتجاه عينه مع الأخذ بعين الاعتبار أن للإمارات منحى مستقلاً عن المنحى السعودي، وإن كان ضمن الإطار نفسه".

وأضاف أن هذه التطورات دفعت بدول مجلس التعاون الخليجي إلى إجراء تغييرات ملموسة على سياساتها الخارجية والدبلوماسية.

لكن "بي بي سي" أشارت إلى أن محاولات التفاهم تلك لا تضمن بالضرورة النتائج، حيث لا تزال توجت تخوفات وخلافات أساسية بين دول الخليج وإيران، ورغم بوادر الانفتاح عبرت دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من مرة عن مخاوف عدة لديها تتمحور حول توسّع رقعة نفوذ إيران في المنطقة ومنظومتها البالستية وطموحها النووي، كما أعربت إيران عن قلقها واعتراضها على تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل والمناورات العسكرية الأخيرة التي ضمت الإمارات وإسرائيل والبحرين.

ماذا يعني تقاطع الزيارة الإماراتية والسورية؟

قالت "بي بي سي" إن الكثيرين ينظرون إلى الإمارات على أنها تقود التحركات بين الدول العربية للتمهيد لعودة سوريا إلى الحضن العربي، إذ كان وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان قد زار دمشق في 9 سبتمر والتقى الرئيس السوري، بشار الأسد، في أول زيارة لمسؤول إماراتي رفيع منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من 10 سنوات.

وقد رحبت إيران، التي تعد أبرز داعمي الأسد، وقتها بالخطوة الإماراتية على لسان وزير خارجيتها، حسين أمير عبد اللهيان.