الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: الخوف من الله المشبع بحبه من أنواع الرهبة والجلال

الخوف من الله
الخوف من الله

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الخوف من الله سبحانه وتعالى المشبع بحبه هو نوع من أنواع الهيبة والرهبة والجلال والقداسة ، وكلها معان تؤدي إلى مزيد الطلب وإلى دوام السير في طريق الله، وهذا هو الذي يساعد الإنسان على أن ينهى النفس عن الهوى، ويشعر بلذة في صدره وقلبه فيزداد من التقوى، ويزول شعوره بالحرمان والمنع، وهذا هو الفرق الكبير بين من جعل العلاقة بينه وبين ربه مبنية على الرعب والفزع، ومن جعلها مبنية على الرحمة والحب.

وأضاف علي جمعة، عبر صفحته على فيس بوك  فهم المسلمون الواعون حقيقة العلاقة بين العبد وربه عن نبيهم-صلى الله عليه وآله وسلم- فجاءت أقوالهم وأفعالهم تؤكد هذا الفهم الصحيح ليتشبع حبهم لله تعالى بمخافتهم منه سبحانه، فينصح عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أصحابه فيقول: «شاور في أمرك الّذين يخشون اللّه عزّ وجلّ». ويدعو ابن مسعود- رضي الله عنه، مناجياً ربه فيقول: «خائفا مستجيرا تائبا مستغفرا راغبا راهبا».

وتابع علي جمعة: وكما يدعو ذو النون المصري فيقول: «اللّهمّ إليك تقصد رغبتي، وإيّاك أسأل حاجتي، ومنك أرجو نجاح طلبتي، وبيدك مفاتيح مسألتي، لا أسأل الخير إلّا منك، ولا أرجوه من غيرك، ولا أيأس من روحك بعد معرفتي بفضلك»، ويفهم الإمام الغزالي هذا المعنى فيقول في كتابه الإحياء: (إنّ الرّجاء والخوف جناحان بهما يطير المقرّبون إلى كلّ مقام محمود، ومطيّتان بهما يقطع من طرق الآخرة كلّ عقبة كئود)، ويفهم أيضاً الإمام الشافعي، رحمه الله، هذا المعنى فينشد في مرض موته قائلاً:

فلمّا قسا قلبي وضاقت مذاهبي .. جعلت الرّجا منّي لعفوك سُلَّمَا

تعاظم ذنبي فلمّــا قرنته .. بعفوك ربّي كان عفوك أَعْظَمَا

هذا خائف محب .

هاتيك الجناحين؛ جناح الخوف، وجناح الرجاء، والخوف منه ما هو للأكوان -هذا ممكن نسميه رعب وهذا شيء سلبي سيؤدي إلى الهرب-، ومنه ما هو للرحمن –سيؤدي إلى الطلب ،فيدعوك إلى العمل؛ إلى ترك المنكرات، وفعل الطاعات -، وأنه ينبغي على العبد أن يقدم ما كان للرحمن على ما كان للأكوان، حتى يطمئن قلبه، وأن الخوف في اللغة معناه: تألم القلب. الرجاء في اللغة: ارتياح القلب.

وكان فهم الأتقياء، أن الخوف من الله سبحانه وتعالى هو حقيقة الرجاء، وأن الرجاء هو حقيقة الخوف، وأنه لا يتم الأمر إلا بهما.