الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القصة الكاملة لانتحار موظف بعمله.. واستشاري يكشف عن شخصية المدير ونظام الشركة

 القصة الكاملة لانتحار
القصة الكاملة لانتحار موظف بعمله.. واستشاري يحللها نفسياً

خيم الحزن على مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي إثر  انتحار موظف من الطابق الثالث بمقر شركته المالتي ناشونال في التجمع الخامس حيث ألقى بنفسه ليسقط جثة هامدة وسط تدوال واسع من بعد زملائه وشهود عيان بأنه السبب وراء ذلك هو طريقة تعامل مديره بشكل سيء ومستمر معه. 

وعلق الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية على الواقعة المؤسفة لموقع «صدى البلد» قائلاً: «انتحار موظف في مقر شركته يلقي بالضوء على أن معظم الشركات الرأسمالية البحتة لا تنظر سوى لمصحتها فقط، وتعتمد في سياستها على أن الموظف مجرد آلة مفتقدة لأي عاطفة، فلا تقدر حدوث ظرف طارىء له أدي لتأخيريه على غير عادته أو أصابه أوأحد أفراد عائلته تعب شديد ومفاجىء ولا تشاركته لحظات فرحه كالأفراح ولا تشاطه الأحزان كوفاة أحد الأشخاص المقربين منه». 

وأضاف الدكتور وليد هندي: «معظم هذه الشركات تتسم بالبرمجتية والنفعية فقط وسط بيئة عمل مستمرة تعصر العامل لإخراج أكبر فائدة منه دون أدني تفكير مغلبةً الماديات على حسابات الأخلاقيات الإنسانية، فمن الممكن أن تجبر الموظف على العمل وقت زاد بدون مقابل مع رغبة في إنزال خصومات بإختراق أيا أسباب، واعتماد الإهانة في التعامل من خلال استخدام نظرات أو كلام لا تتقبلها كل نفس كريمة، فهدفها تأخذ الموظف لحم وترميته عظم، حتي في أغلب الأحيان هتلاقيها لا هتديله تأمين ولا معاش، فهي رغم شيكاكة مظاهرها تستعبده رغم أن العبودية انتهت من العصور الوسطي، وهو سيسم متوحش عنده مخالب تعرف باسم عبودية الأجر». 

الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية 

تحليل شخصيتي المدير والموظف 

وأوضح استشاري الصحة النفسية أن شخصية المدير سادية تجد متعة في تعذيب الآخريين، وتمتاز بالقسوة العاطفية وجحود القلب في تعاملتها مع الآخريين حتى لو كانوا أحد أفراد أسرتها كالزوجة أو الأبناء، وتعتمد في أساس أسلوبها على استخدام العنف والتخويف والإهانات المتعددة بين اللفظية والمعنوية، وتفعل هذا كله من أجل الشعور بالقوة والقدرة على السيطرة وفرض الذات على الآخريين رغم أن لا تفرق عنهم في انسانيتهم. 

ونوه الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن الانتحار سلوك بائس يتبعه شخص لوضع حد لحياته نتيجة عدم قدرته على وضع حل لمشكلة يواجهها، أو عقبات يعتريها، وكذلك عدم تقديم يد العون له لحلها، و هو قتل النفس بطريقة متعمدة، وكذلك الفعل المدروس لقتل النفس.

وأكد «هندي» في تحليله النفسي لواقعة انتحار موظف بمقر علمه لموقع «صدى البلد» أن الانتحار  سلوك ضد الحياة، وضد الفطرة التي خلقنا الله عليها من التمسك بالحياة مهما كان مدي الضعف أو المرض الذي يعاني منه الشخص، لذا فإن الإقدام عليه دليلاً على أنه يوجد لدي المنتحر خلل في عقله أو تفكيره بشكل عام.


وأشار استشاري الصحة النفسية إلى أن هناك نوعين من الانتحار، الأول: الانتحار المخطط ويأتى نتيجة أمراض نفسية، مثل: الهوس الاكتئابي، الزهام، الوسواس القهري المرضي، - عبارة عن صوت ينادي الشخص بقتل نفسه أو غيره-، ومن الصعب إنقاذ صاحبه، أما الانتحار الانفعالي، فيكون نتيجة التضيق على الشخص المنتحر، أو محاولته لجذب الانتباه إلى معاناته، أو رغبة في الحصول على بعض المكتسبات، منوهًا بأنه من الممكن إنقاذ صاحبه.

ولفت إلى  أن المنتحر شخص ليس في كامل قواه العقلية، ومسلوب الإرادة، فهو لا يستطيع التفكير،  كأن عقله متوقف أو أشبه بالإنسان المنوم مغناطيسيًا، مبيناً أن آخر الإحصائيات أشارت إلى أنه يوجد منتحر كل حوالي 20 ثانية، وأن الانتحار من الأسباب الثلاثة الأساسية للموت في الفئة من  15 إلى 44 سنة، وهي الفئة الأكثر انتاجًا في المجتمعات، كما يعد الانتحار السبب الثاني للوفاة في الفئة من 15 إلى 19 سنة.

الصورة المتداولة للموظف المنتحر

تفكير الشباب في الانتحار 


ونبه الدكتور وليد هندي أن من أبرز المؤشرات التي تدل على تفكير الشباب في الانتحار، انخفاض فهمه لذاته، قسوة الوالدين والعائلة بالتعنيف أو عدم تلبية احتيجاته مع القدرة عليها، العزل الاجتماعي، رغبة في الاحتجاج العلني ومعاقبة الأهل الأقارب، الفشل في الدراسة والعلاقات الاجتماعية كالطلاق في سن مبكر أو العنوسة أوالحب الفاشل، التفكك الأسري،  والمحاكاة والتقليد للمنتحرين في المجتمع، أمراض نفسية، مثل: النرجسية و فقدان الشهية العصبي، وعدم القدرة على الكلام، ويفقد القلق من الموت.

ولفت استشاري الصحة النفسية إلى أنه من أبرز طرق علاج الشخص الذي يفكر في الانتحار تعزيز المرونة العقلية لديه، وغرز القيم الروحية فيه، والاستماع له واستيعابه، والترابط الأسري، وبث روح التفائل فيه، وإشباع أوقات فراغه بكل مفيد، ومساعدته على إثبات ذاته.

التحقيق في واقعة انتحار الموظف 

وتباشر النيابة العامة التحقيق في واقعة انتحار موظف ألقى نفسه من الطابق الثالث، بإحدي الشركات الخاصة، إثر خلاف بينه وبين مديره.


وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، إخطارًا من قسم شرطة التجمع الخامس، بورود بلاغ من الأهالي يفيد بسقوط موظف من الطابق الثالث بالشركة التي يعمل بها، بالانتقال وبالفحص تيين أن الموظف "ن.ع"، انتحر إثر خلاف وقع بينه وبين مديره المباشر، قام على إثره بالتوجه ناحية الشباك الموجود بأحد المكاتب وألقى نفسه من الطابق الثالث ليسقط جثة هامدة، قبل أن تستطع الأجهزة الطبية إنقاذه.


وعلى الفور تم إخطار النيابة التي انتقلت إلى محل الواقعة، وصرحت بدفن جثة المتوفى بعد مناظرة جثته من قبل الطب الشرعي.


وأكدت التحريات أن الموظف المنتحر، كان يمر بحالة نفسية سئية، بسبب وجود خلافات بينه وبين مديره باحد الشركات الخاصة، والذي كان يتعامل معه بقسوة، وهدده بالفصل من العمل أكثر من مرة.

شهادة شهود العيان وزملاء للموظف 


وقال أحد شهود العيان الذي يعمل بالشركة، إن المتوفى كان يمر بحالة صحية ونفسية سئية منذ فترة بسبب الخلافات مع مديره المباشر، والذي كان دائم التهديد له بطرده من العمل "كذا مرة يقوله أنا همشيك وهرفدك من الشركة"؛ مشيرًا إلى أن يوم الواقعة حدثت مشاداة بينه وبين أحد المديرين بالشركة، بسبب إصراره على توقيع جزاء عليه بالخصم من راتبه الشهري وتهديده بالإقالة، بسبب تكرار دخوله إلى الحمام، منوها إلى أن المتوفى كان يعاني من مرض السكر، ما دفع المجني عليه إلى اتخاذ قرار بإنهاء حياته، فقفز من إحدى النوافذ ليسقط جثة هامدة.


كما خرجت فتاة تدعى روشان بغدادي زميلة الموظف المنتحر خلال بث مباشر عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لتؤكد أن زميلها نور كان يقف بجانبها قبل انتحاره بدقائق، وأقدم على الانتحار بسبب معاملة مديره السيئة وتوبيخه المستمر له وخصم عدة أيام من راتبه وهدده بالرفد وكان يمر الضحية بضائقة مالية.


وقالت «البغدادي» في مداخلة تليفونية، خلال برنامج «الحكاية» مع الإعلامي «عمرو أديب»، إنها خلال تواجدها بالشركة سمعت صوت في بهو الشركة وعندما ذهبت إلى مصدر الصوت وجهت الشاب نور عاشور ملقي علي الأرض وسط بركة من الدماء وحاولت إسعافه ولكن باتت محاولتها بالفشل


وتابعت روشان، أن الموظف المنتحر بالشركة كان يعاني من مرض السكر، وبسبب ظروف مرضة فإنه يحتاج إلى دخول لدورة المياه، ولكن بسبب تعنت المدير الخاص به، كان يرفض دخوله، ويأمره بمباشرة عملة، قائلة: المدير بيعامل الموظفين في الشركة زي الخرفان، ويمنعهم من دخول الحمام، أهم حاجة عنده يحقق التارجت المطلوب منه، عشان المدير الأجنبي للشركة يصرف له بدلات لإنجاز العمل.


وأكملت روشان، أن نور عاشور الموظف المنتحر، كان يمر بظروف مادية قاسية، حيث إنه كان مديونا بملغ مالي يقدر بـ15 ألف جنيه، ولم يكن المرتب الخاص بنور يكفيه؛ بسبب ديونه، حيث كان يصرف له مرتب 4300 جنيه، ونور كان ينتظر صرف البدل السنوي لسداد تلك الديون، ولكن فوجئ بقرار المدير الخاص به، بفصله من الشركة، وعلى إثره قرر الانتحار من الطابق الثالث للشركة، وأنهي حياته هربا من تلك الضغوطات.