الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شريان الحياة.. أهمية نهر النيل للمصريين.. ودور الرئيس السيسي في الحفاظ عليه

صدى البلد

اعتبر نهر النيل منذ القدم السبب الرئيسي لتشكل الحضارة والإمبراطورية المصرية فيه، لمساهمته في تخصيب التربة، وجعلها صالحة للزراعة، واستثمار ذلك في التجارة، ممّا وثق من الحضارة المصرية، ببنائهم للأهرامات، ورفع من المستوى الاقتصادي للمنطقة منذ ذلك الحين، لذا ظهرت ضرورة الحفاظ على نهر النيل من الاستنزاف والتلوث، كما برزت أهمية نهر النيل بالنسبة إلى مصر في كل من القطاع السياحي وقطاع النقل، حيث ساهم وجوده بتوفير بديل مناسب وسريع جدًا للتنقل ما بين المناطق بدلًا من الطرق البريّة، إضافةً لوجود عدد من الرحلات السياحيّة المُنظّمة إلى النيل من خلال ركوب القوارب الخاصة عبر جولة في النهر.

 

أهمية نهر النيل بالنسبة لمصر

تشكّل نهر النيل منذ آلاف السنين وساهم في تحويل مصر من صحراء جافة إلى منطقة اقتصاديّة وزراعية خصبة.

وقد برزت أهمية نهر النيل في العديد من القطاعات، التي تتضمن القطاع الزراعي، والاقتصادي، والسياحي، والنقل، وغيرها من النواحي.

 

الأهمية الاقتصادية

يُعد نهر النيل ذو أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة لمصر، وتكمن أهميته الاقتصادية في

- ساهمت فيضانات نهر النيل على أطرافه بتشكيل أراضٍ زراعيّة خصبة، مليئة بالعناصر الغذائيّة المناسبة لزراعة المحاصيل وإنتاج الغذاء.

 

- ساهم بتحقيق مصدر دخل جيد يعتمد على بيع المحاصيل الزراعيّة، خاصةً أنّ الزراعة كانت بمثابة العمود الفقري للاقتصاد الإفريقي في المناطق المحيطة بالنهر.

 

- زوّد نهر النيل المصريين بالقصب منذ القدم، الذي أُطلق عليه اسم ورق البردي، وتكمن أهميته باستخدامه في صناعة القوارب والورق، وبالتالي تعزيز التجارة مع البلدان المجاورة.

 

- ساهم وجود نهر النيل في زيادة نشاط صيد الأسماك، إذ استخدموا وسائل متعددة في صيدها كالشباك، كما أنّهم اعتمدوا عليه في نقل الأسماك من مكان لآخر لغاية التجارة.

 

- وفّر نهر النيل النقل المائي بدلاً من النقل البري، كما أنّه سهّل من عمليات التنقل بين المناطق باستخدام القوارب، الأمر الذي سهّل وشجّع التجارة فيها.


الأهمية الزراعية

يعتمد الاقتصاد المصري على الزراعة منذ زمن طويل يُقدّر بنحو 8000 عام قبل الميلاد، بسبب وجود نهر النيل ضمن أراضيه، كما يتوقّع بأنّ المصريين هم أول من مارسوا زراعة المحاصيل الزراعيّة على نطاقات واسعة، ويعود ذلك إلى براعتهم في الاستفادة من النهر بتوفير طرق ري مبتكرة.

وتكمن أهمية نهر النيل في القطاع الزراعي على النحو الآتي:

يُوظّف القطاع الزراعي ما نسبته 25% تقريبًا من إجمالي العمالة على مستوى مصر، كما أنّه يُساهم بنحو ثُمن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

 

توفر المحاصيل الزراعية جزء مهم من النقد الأوروبي، وتُستثمر الأموال في بناء القنوات، والمصارف المائية، والسدود، ومضخات المياه، والقناطر، لزيادة معدل الإنتاجية الزراعية وجودتها.

تعد الأراضي الخصبة الموجودة حول نهر النيل السبب في تكوين حضارة مصر القديمة، وبناء الإمبراطورية الخاصة بهم.

 

استطاع المصريون زراعة المحاصيل الغذائية الرئيسية، ومنها: القمح، والشعير، والمحاصيل الصناعيّة، مثل: الكتان، والبردي، كما أنّهم برعوا في البستنة.

 

استُخدمت الأراضي الضحلة التي تشكلت بسبب فياضانات نهر النيل والتي جعلت تربة الوادي تربة خصبة في زراعة الخضروات والفواكه والكروم بعد تسميدها.

 

اعتمد المصريون في وجباتهم الغذائية على معظم المحاصيل الزراعية الرئيسية؛ كالحبوب، والأرز، والشعير.

ويحدد الخبراء، أنّ معدل إنتاج الأراضي المصرية الخصبة خلال الموسم الواحد قادرة على تغطية وتلبية احتياجات كل فرد يعيش داخل الدولة، فقد كانت حقول مصر الخصبة تُنتج ما يكفي من الطعام لتغطية احتياجات كل شخص في البلاد بوفرة وفائض ولمدّة عام كامل، ممّا ساهم في ذلك الوقت تخزين كميات هائلة من الحبوب، واستثمارها في التجارة.


الأهمية السياحية

لا تقتصر أهميّة نهر النهر على القطاع الاقتصادي والزراعي فقط، بل قد تتعداها إلى أهميتها في قطاع السياحة، إذ ساهم وجود نهر النيل في زيادة النشاط السياحي، زيادة عدد المرشدين السياحيين مما قلل من نسب البطالة. 


كما ساهم في زيادة الشركات السياحيّة المُنظمة للرحلات الترفيهيّة والتعليميّة إلى نهر النيل، والتي قد تتضمن جولات ترفيهيّة رائعة بالقوارب النهريّة المريحة على طول نهر النيل العظيم.

كما يُمكن أن تشمل الرحلات زيارةً للمناطق السياحيّة المصريّة الأخرى، ومنها جولات في الصحراء المصريّة، وزيارة الأهرمات العظيمة، وغيرها من الأنشطة الترفيهية والتاريخية الموجودة في المنطقة.


أهمية النيل في النقل

سهّل وجود نهر النيل في مصر السفر والانتقال عبر البحر منذ آلاف السنيين، إذ اعتمد السكان المصريون على النهر في التنقل باستخدام القوارب السريعة الخاصة، أو باستخدام سيارات الأجرة المائيّة، أو العبارات المُستخدمة من أجل التنقل داخليًّا، خاصةً أثناء الازدحامات والأزمات المروريّة في الطرق البريّة.

ويتبع نظام الطرق والمواصلات لمسار نهر النيل الممتد بين الشمال والجنوب، إذ تمتد الطرق على طول السهل الساحلي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، ثم تتوسع لتكون أكثر تعقيدًا باتجاه دلتا النيل، إضافةً إلى ذلك تعبيد حوالي أربعة أخماس شبكات الطرق في مصر، ومن هذه الطرق ما يأتي:

- الطريق السريع بين القاهرة والإسكندرية، مرورًا بصنعاء وبنها ودمنهور. 
- الطريق بين الإسكندرية وليبيا، وذلك عبر مرسى معري على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

- الطرق الواصلة ما بين القاهرة والفيوم. 
- الطرق التي تربط مدن دلتا وقناة السويس معًا.

- الطريق ما بين القاهرة جنوبًا، والذي يوازي نهر النيل إلى أسوان. 
- الطريق الممتد من أسيوط نحو الخارقة، والدخيلة الموجودان في الصحراء الغربية.


الرئيس السيسي ونهر النيل

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن موقف مصر ثابت بشأن ضرورة التوصل لاتفاق قانوني وملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، مشددًا على أن مصر لا ترغب إلا في الحفاظ على حصتها من مياه نهر النيل.

وقال الرئيس السيسي، إننا لا نريد أن تكون المياه سببًا للصراع بل نريد أن تكون سببًا للمنفعة والتعاون والتنمية والبناء، لافتًا إلى أن مصر تنفذ برامج لمعالجة المياه وتحلية مياه البحر بتكلفة تبلغ نحو 80 مليار دولار.

وأضاف الرئيس السيسي، أن حضارة مصر الممتدة على مدار آلاف السنين كانت على ضفاف نهر النيل، مشيرًا إلى أن حوالي 95 في المائة من مساحة مصر أراض صحراوية جافة.

 

السيسي وأزمة سد النهضة

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه مع تقديراتنا الطيبة لكل التصريحات التي يذكرها أشقاؤنا في إثيوبيا بأنهم لن يحاولوا التأثير على وصول المياه لمصر وهذا كلام رائع، إلا أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

وأضاف الرئيس السيسي، نريد فقط الحصول على حصتنا من المياه دون تأثير، ولذلك ننفذ برامج ضخمة سواء لمعالجة المياه أو لتحلية مياه البحر تصل تكلفتها إلى ما يقارب 80 مليار دولار، مشيرًا إلى أن نهر النيل يعد المصدر الرئيسي للمياه في مصر التي تعد من الدول التي تعاني ندرة شديدة في المياه.

وتابع الرئيس السيسي حضارة مصر على مدى آلاف السنين لم تقم إلا على ضفاف نهر النيل، مشيرًا إلى أننا ندخل حاليًا في مرحلة الفقر المائي، وهو أقل من 500 متر مكعب من المياه للفرد في العام، مشددًا على أننا لا نريد أن تكون المياه سببًا للصراع أو المشاكل أو الصدام، بل نريد أن تكون مصدرًا للتنمية والتعاون فيما بيننا.