مقتطفات من مقالات كبار كتاب الصحف المصرية

سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم الخميس، الضوء على عدد من الموضوعات التي تهم القارئ المصري. 

ففي عموده "طاب صباحكم"، قال عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة الجمهورية : لابد أن ندرك جميعا كشعب أن الزيادة السكانية والنمو السكاني المنفلت والعشوائي هو أخطر التحديات بل التهديدات وعلينا أن نتحلص من الأفكار البالية التي لم تجلب لنا سوى المعاناة والتخلف والتراجع والضعف والفقر والجهل، مشيرا إلى أن كثرة العيال وضيق الحال تعاسة وشقاء وبلاء وان الإنجاب من أجل دفع الآباء للأطفال إلى سوق العمل وجلب المال هو غياب للنخوة والرجولة وخلق لشخصية ساخطة ناقمة محرومة من حقوق مشروعة مثل اللعب والعطف والحنان والتعليم والصحة والغذاء السليم واحتواء الأب والأم.

وأكد توفيق أن 2.5 مليون مولود سنويا كارثة بكل المقاييس وتحد كبير وتهديد خطير يجب أن نتصدى له جميعا ليس فقط الدولة والحكومة ولكن أيضا الشعب فهي قضية مصيرية محورية تستلزم التخلص من أفكار وثقافات ومعتقدات أدت إلى مصائب وعوائق في طريق التقدم.

وأضاف الكاتب، لا أتحدث فقط من منظور أن قضية الزيادة السكانية والنمو السكاني المنفلت خطر على التنمية، وضرر كبير على مستقبل الأوطان.. وإهدار لجهود البناء والتنمية، بحيث لا يشعر المواطن بعوائدها أو لا يشعر بتحسن في الحياة والخدمات بسبب تفوق النمو السكاني العشوائي على إمكانات وقدرات وموارد الدولة المحدودة.. ولكن أتحدث عن قضية كثرة الإنجاب والنمو السكانى من منظور إنسانى بحت.. وفي مدى تأثيرها على حقوق الإنسان فى ظل محدودية موارد الدولة.. وهل فى حال عدم وجود توازن بين النمو السكانى وموارد الدولة نستطيع أن نوفر متطلبات المواطنين فى الحق فى الصحة الجيدة والتعليم المتقدم المواكب للعالم المتحضر.

ورأى الكاتب أن إقدام الآباء والأمهات على كثرة الإنجاب من باب تشغيل الأطفال والدفع بهم إلى سوق العمل المتواضع والمهين لكسب وجلب الرزق والمال هو أنانية وانتهازية وسلوك غير شريف وغير نبيل وغير أخلاقى وخيانة للأمانة التى أوكلها المولى عز وجل للآباء.. والتفريط فى تنشئة وتربية الأبناء بشكل صحيح وسليم، ومخالفة للفطرة السوية التى فطر اللَّه الناس عليها، فإذا كان الأب يجد راحة وسعادة فى معاناة أبنائه وأطفاله، فهذا مرض نفسي.. يجسد ويعكس شخصية غير سوية وغير أخلاقية.. أن تريح نفسك وتعذب أطفالك وأبناءك من خلال المعاناة والإهانة فى سوق العمل والحرمان من حقوق الطفولة.

وشدد رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية) على أن الطريق إلى الأسرة المترابطة المتحابة التي يسودها الحب والحنان والهدوء والاستقرار يحتاج المنطق والعقل والتفكير الصحيح والتخلص من الأفكار البالية القديمة التى لم تجلب لنا سوى التخلف والتراجع والمرض والفقر الذي يدخلنا جميعاً في متاهات خطيرة.. فليس من حقك أن تصدر التعاسة للجميع، فالدولة ومواردها وقدراتها.. لن تتحمل أن تنجب كثيراً.. لتقوم هي بدلاً منك بإعالة أبنائك.. هي فقط توفر الخدمات وتهيئ لك الفرص.. لكنها فى ظل إصرارك على الأفكار القديمة ستصبح عاجزة عن تلبية احتياجات مواطنيها في ظل النمو السكاني المنفلت والعشوائي من مدارس ومستشفيات وموظفين وأطباء وممرضين ومعلمين ومصانع وفرص عمل واحتياجات أساسية.

وتحت عنوان "إنجاز هام في معركة التصدير"، أكد الكاتب جلال عارف في عموده "في الصميم" بصحيفة "الأخبار" أن مـا حققته الصادرات المصرية في الــعــام المـــاضـــى لـــم يــتــحــقــق مـــن قــبــل وإنجــاز يستحق الاحتفاء بـــه والـــبـــنـــاء عــلــيــه، موضحا أن الصادرات «غير البترولية» بلغت لأول مرة أكثر من 32 مليار دولار مــقــابــل 25.4 مــلــيــار فـــى الــعــام الأســبــق أي بــفــارق 6.7 مليار دولار تمثل نسبة زيادة تبلغ 26٪.

ولفت الكاتب إلى أن هذا النجاح لم يأت من فراغ بل حصيلة عــمــل جـــاد لمــســانــدة كل قطاعات التصدير في وقــت زاد فيه الطلب على المنتج المصري بسبب جودته من ناحية، وبسبب الظروف التى مرت بها التجارة العالمية فى ظل جائحة كورونا والتي منحتنا أفضلية القرب مــــن أســــــــواق هــــامــــة في أوروبـــــــا وأفــــريــــقــــيــــا والـــــشـــــرق الأوســــــط اســتــطــاعــت مــنــتــجــاتــنــا خــالــهــا أن تــثــبــت جـــدارتـــهـــا بــالمــنــافــســة والتفوق. 

وأوضح أن المـــــؤشـــــرات الإيـــجـــابـــيـــة لــهــذا الإنجاز عديدة، وقد يكون أهمها عـــلـــى الإطلاق أنــــنــــا خــطــطــنــا جيدا وعــمــلــنــا عــلــى تحقيق ما استهدفناه بكل جــديــة، فكانت الـــنـــتـــيـــجـــة أنــــنــــا تجـــــاوزنـــــا رقـــم الثلاثين مليارا الذي كنا نتوقعه بأكثر من مليارين. 

وأضاف عارف أن بـــاقـــي المـــــؤشـــــرات الإيــجــابــيــة تــــقــــول إن مـــعـــظـــم الـــقـــطـــاعـــات حققت زيــادة ملموسة في أرقام التصدير، وأن خريطة التصدير شملت أســواقــا عديدة ونافست جيدا فـــي أســـــواق مــثــل أوروبـــــا، والـولايـات المــــتــــحــــدة تـــفـــرض شــــــروط جــــــودة عـــالـــيـــة وهـــــو مــا يطمئننا على مستوى صادراتنا وقــدرتــهــا عــلــى تحقيق الأفــضــل في سباقها مع الزمن لمضاعفة الــــصــادرات كــضـــرورة حــــيــــاة لاقـــتـــصـــاد مـــصـــر الذي يــســعــى لرقم المائة مليار دولار تصديرا كهدف قريب وممكن بإذن الله. 

وأكد أن الأمــــــــر يـــتـــطـــلـــب مـــنـــا جـــهـــدا مضاعفا خاصة فــي التصنيع، لتـثـبـيـت أقـدامنا في الأســــــواق الــعــالمــيــة وفـــــــــي فـــــتـــــح أســـــــــــــواق جـــــديـــــدة خـــاصـــة فـــي أفــريــقــيــا، مـــع دعــم التوجه لــزيــادة القيمة المضافة بالتصنيع المحلي للمواد الخام قــبــل تــصــديــرهــا كــمــا نفعل الآن مـــع الــقــطــن والــــرخــــام والـــرمـــال الــســوداء التي تشهد مشروعات كبيرة لتحقيق هذا الهدف. واختتم جلال عارف مقاله قائلا: أرقـــــــــــام صــــــادراتــــــنــــــا في ظــل «كــــورونـــا» والــــــظــــــروف المـــعـــقـــدة لــلــتــجــارة الــعــالمــيــة تـــقـــول «إنــنــا نــســتــطــيــع».. ولــيــس أصــــدق من حديث الأرقام.

وفي عموده "رحلة" بصحيفة (الأخبار) قال الكاتب جلال دويدار تحت عنوان "ريف حياة كريمة مقصد سياحي واعد"، إن المشروع القومي العملاق لتطوير وتحديث الريف ومجالات جديدة ًالمصري (حياة كريمة).. يفتح أبوابا للاستثمار لصالح متطلبات ونوعيات سياحية جاذبة تسهم في التنمية الريفية، مؤكدا أن الاهتمام والرعاية بهذه الفكرة سوف يسهم في فتح أبواب رزق واسعة لآلاف من المواطنين لما يعد تعظيما لأوضــاعــهــم وللمحيط الاجتماعي المحيط بهم. 

وأضاف دويدار أنه ارتباطا بهذا الشأن يتحتم اختيار عــدد من نماذج هــذه الـقـرى الريفية بعد التطوير والتحديث لتكون بـدايـة لهـذا المـشـروع الــسياحي الــواعـــد ، لافتا إلى أن مــن أهــم قــواعــده حــرص السائح على معايشة الحياة الريفية في ظل هذا التطوير الذي يجرى تفعيله حاليا وأن أن يشمل مشروعات فندقية ريفية بيئية بالصورة التي تجذب السائح، يضاف إلى ذلك أيضا تقديم الأطعمة الريفية الأصيلة التي نعرفها جميعا كــريــفــيــين والـتـي يــســتـخـدم لإعــــدادهــــا تــلــك الأفـــــران الريفية التقليدية.