الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاد صاحب الوتد.. خيري شلبي فلاح كره المدينة مرتع الرذائل

صدى البلد

في مثل هذا اليوم، 31 يناير، ولد الروائي خيري شلبي في قرية شباس عمير بمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ، صاحب رواية "الوتد" الشهيرة التي تحولت إلى مسلسل حقق نجاحا جماهيريا كبيرا من بطولة هدى سلطان ويوسف شعبان. 

 

وسيطرت ثنائية الريف – المدينة على أعمال خيري شلبي الروائية، وقال صاحب رواية "الأوباش"، في حوار صحفي سابق، إنه "عندما أكتب عن الريف أعيش في حالة صفاء كامل علي عكس عندما أكتب عن المدينة.. وأنا أكتب عن المدينة مهما كنت مختلطا بها إلا أنني أظل دائما أبدا الفلاح الذي يكره المدينة لأنها مدينة متلونة غير القرية التي نعرف أصول الناس بها والتي تمثل الحب الحقيقي والاحترام الحقيقي وقيم عظيمة ومباديء أخلاقية وهكذا". 

يكره خيري شلبي المدينة ويفزع من أضوائها،  "كلما كثرت الأضواء كلما كثرت درجة الغش واللعب بالنفوس.. المدينة التي تحرض الناس علي بيع شرفها والسقوط في الخيانة ومستنقع التكسب غير الشرعي والسرقة لأنه لا يعرف الناس بعضهم ولا يعرفون أصول بعضهم ولذلك هناك مثل شعبي يقول "البلد اللي محدش يعرفك فيها امشي عريان فيها".

وهذا يعكس إلي أي حد، أن المدينة أصبحت مرتع للراذئل والخروج عن الأخلاق وعن الإنسانية أحيانا. وأتذكر أنه في المدينة أن الريف ضرب أطنابه في كل الناس حتى الذين جاءوا من أصول جيدة في قراهم فجأة يتحولون إلى كائنات من الدرجة العشرة في المدينة نظرا لسوء حظ أو لسوء سلوك بسيط جدا أدي إلى أن الشخصية تنهار ولا يعرف أن يلمها ثانية فيتحكم عليه أو عليها أن يعيش أو أن تعيش في هذه الصورة الذي حكمت عليهم". 

خيري شلبي: المدينة فخاخ منصوبة في كل مكان 

ويري خيري شلبي أن "المدينة مجموعة من الفخاخ المنصوبة في كل مكان ولهذا أكرها وعندما أكتب عنها أشعر بمعاناة شديدة لأن أشياء أنا أرفضها ومطلوب مني أن أهديء وأتناولها بشيء من الحيادية لأنه في نهاية الأمر لابد أن تمنع الكراهية عن الكتابة. أكون رافض نعم لكن كراهية لا. 

أكون رافض لأن هناك صورا كثيرة في وسط هذه المستنقعات التي نعيشها في المدينة حين نقترب منها ونتأملها سنجدها تختلف عما اشتهرت به.. واحدة يقولون عنها "اللي قتل الحاوي" وعندما تجلسين في جلسة وهذه خصلة مصرية ذميمة عندما يرد ذكر شخص ما كل واحد يتطوع بحكي حكاية لم تحدث وتم تأليفها طالما أن وجد أن تيار الليلة الضرب في فلان. ولما نقترب من هذا الفلان بهدوء وبصفاء نكتشف أنه غلبان وأن هناك  بذرة ما لما يحكي عنه.

يمكن أن نري شخصا ما  في لحظة ضعف معينة، ومن الخسة أن نقرنه في أذهاننا بهذه اللحظة. هذه فجاجة إنسانية لابد أن أري ما وراء لحظة الضعف هل هي أصيلة أم محض صدفة حتى لو واحد حكم عليه في شيك بدون رصيد أو تبديد أمانة هذه المجالات بها مرتع لتشويه الكثير من الأبرياء والمحترمين وكل ذنبهم  أنهم غير خبراء بالألاعيب" . 

خيري شلبي

خيري شلبي يكشف سر حبه للقرية 

وماذا عن القرية إذا كانت المدينة تحمل كل هذه الرذائل، يقول خيري شلبي إن "القرية تفرض علي ككاتب صفائها حيث كل الأشياء مرئية دون ابتذال وهناك قوانين تحكم الدنيا ولا يوجد عنف في القرية مع أنه هناك ليل حقيقي في القرية علي العكس المدنية التي لا يوجد بها قمر علي عكس الريفيين الذين يعرفون القمر ويصادقونه ويكتبون له أغانيات تتبعه من أول أن يكون هلال إلي أن يكون بدر في ليلة 14 هذا هو سر حبي للقرية مع التذكر بأن تكونت أصولي كلها في القرية قبل أن أرحل إلي المدينة ومعظم الأفكار تأتي من القرية".

 

ومن  بين أبرز الأعمال الأدبية للروائي الراحل خيري شلبي، المولود في 31 يناير 1938، روايات الوتد، الأوباش، نسف الأدمغة، كتب وناس، رحلات الطرشجي الحلوجي، وكالة عطية، صالح هيصة، صحراء المماليك، بغلة العرش، فلاح في بلاد الفرنجة.