EN 
لا يزال التوتر قائما على أشده على الحدود الفاصلة بين روسيا وأوكرانيا، حيث تتصاعد احتمالات الغزو الروسي لأوكرانيا بقوة، الجهود المبذولة من قادة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب النداءات المتعددة للأطراف والمؤسسات الدولية يبدو أنها لم تؤتِ ثمارها لوقف الغزو الروسي المحتمل، فكل التقارير الواردة تؤكد شن روسيا هجوما محتملا على شرق أوكرانيا.
وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية، الشكوك الدولية حول الغزو الروسي المحتمل لشرق أوكرانيا بإعلانها خطة فورية لإجلاء رعاياها المتواجدين في كييف وجميع المناطق الأوكرانية، وسط تحذيرات متعددة من قبل الإدارة الأمريكية من عواقب الغزو الروسي، ليس على أوروبا فقط، وإنما العالم كله.
الحرب بين روسيا والناتو
و قال رامي إبراهيم الباحث في الشؤون الدولية، إن السيناريوهات المتوقعة للأزمة الأوكرانية متعددة ويظل أصعب هذه السيناريوهات وأبعدها هو نشوب مواجهات عسكرية مباشرة بين روسيا وحلف الناتو، مؤكدا أن ما تشهده الساحة الآن هي لعبة سياسية على حافة الهاوية، بهدف تحقيق مكاسب من خلال تصعيد الأزمة ودفعها إلى الحرب.
وأضاف رامي إبراهيم، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إن الجميع يتحدثون عن الحرب وعن استعداهم لخوضها، إلا أن التحديات الإقليمية والدولية وخاصة تداعيات انتشار وباء كورونا تؤكد أن كل طرف من أطراف الأزمة ليس جاهز للدخول في حرب مباشرة كبيرة ومكلفة، خاصة وأن روسيا دولة كبيرة وتملك آلاف الرؤوس النووية، كما أن هناك تخوفات من توسع نطاقها لتصبح حرب عالمية.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي لن يرجح فكرة الحرب المباشرة كونه المتضرر الأكبر من هذه المعركة التي ستدار على أراضيه وتضرر الكثير من الدول الأعضاء إلى جانب توقف، إمدادات الغاز الروسي لأوروبا ما ينعكس سلبا على اقتصادها وتوقف العديد من المصانع وهذا ما لا تستطيع الدول الأوربية تحمل تبعاته.
العقوبات.. السيناريو الأقرب للتنفيذ
وحول سيناريوهات الأزمة، قال الباحث في الشؤون الدولية، إن السيناريو الأقرب هو اللجوء لمجلس الأمن الدولي مع مساع أمريكية أوروبية لاتخاذ حزمة من الإجراءات العقابية ضد روسيا، متوقعا أن تكون عقوبات اقتصادية مؤلمة، من شأنها أن تنهك الاقتصاد الروسي إلى جانب العقوبات السياسية والعسكرية أيضا.
وأضاف رامي إبراهيم، أن الولايات المتحدة أعدت مع حلفائها الأوروبيين حزمة العقوبات والإجراءات المالية التي سيكون لها تأثير قوي على موسكو ما يعزز ، مقترح بمجلس الشيوخ الأمريكي، بإصدر قانون بمعاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن وعدد من المسؤولين الروس.
هجمات إلكترونية.. سيناريو متوقع
وتابع: إن السيناريوهات تتضمن أيضا الهجمات الإلكترونية، حيث تم تناول أنباء عن تعرّض نحو 70 موقعا حكوميا بأوكرانيا لهجوم معلوماتي، وطالت الاتهامات أجهزة الاستخبارات الروسية، فيما رد "البنتاغون" بتأكيد تنفيذ روسيا تلك الهجمات، أعلن حلف شمال الأطلسي، أنه سيوقع مع كييف اتفاقا لمنحها الخبرة بمكافحة "البرامج الخبيثة".
وتوقع رامي إبراهيم، استمرار حرب التصريحات التصعيدية بين كافة الأطراف بهدف الضغط على روسيا لسحب الحشود على حدود أوكرانيا بعدما كشفت معلومات استخباراتية وصور الأقمار الاصطناعية، باستمرار الحشود الروسية على حدود لاجتياح أوكرانيا.
غزو محدود.. سيناريو الرئيس بوتين
ورجح رامي إبراهيم، أن تلجأ موسكو إلى سيناريو يتضمن السيطرة على منطقة دومباس في شرق أوكرانيا، والشاطئ الأوكراني من الحدود الروسية حتى الجسر الجغرافي إلى القرم، وتسلمها للأطراف الموالية لها او ما يطلق عليهم الانفصاليين لإعلان دولتهم، مستبعدا غزو روسيا لأوكرانيا لأنه يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أذكى من الوقوع بفخ الأمريكي لجر موسكو إلى حرب طويلة تنهك اقتصادها وامكانتها لعسكرية وقد تؤدي تبعتها إلى إسقاط بوتين نفسه.
