الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الثروة الحقيقية

صدى البلد

الثروة الحقيقية التي تمتلكها دون منازع، والتي لا ينازعك فيها أحد هي عمرك، وعمرك هو عملك، وهناك تشابه لفظي وجناس بين العمر والعمل.


مجال التسابق ومجال السعي ومجال المجاهدة إنما يكون بعمرك الذي بين يديك، والعمر يطول بالطاعات، ويقصر بالمعاصي.


دعا رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  ففي الحديث " قالت أُمُّ سُلَيمٍ: خُوَيْدِمُك أنسٌ، ادْعُ اللهَ له. فما تَرَكَ يَومَئذٍ خَيرًا مِن خَيرِ الدُّنيا ولا الآخِرةِ إلَّا دَعا لي به، ثمَّ قال: اللَّهمَّ أَكثِرْ مالَه وولَدَه، وبارِكْ له فيه. قال أنسٌ: فأَخبَرَتْني ابنَتي أنِّي قد دَفَنْتُ مِن صُلْبي بِضعًا وتِسعينَ، وما أَصبَحَ في الأنصارِ رجُلٌ أكثَرَ مِنِّي مالًا، ثمَّ قال أنسٌ: يا ثابتُ، ما أَملِكُ صَفراءً ولا بَيضاءَ إلَّا خاتَمي"( أخرجه البخاري (1982)).


واستجاب الله فعاش حتى ناف على المائة والعشرين، وكثر رزقه، ولم ير على مر الزمان حديقة تنتج مرتين في العام إلا حديقته وكثر ولده حتى أنه دفن بيده ثمانين من أحفاده. 


العمر إذا كان فارغاً من الأعمال الصالحة فلا قيمة له، ولا تحسب الأعمار بطولها، بل تحسب بتأثير الإنسان في نفعه لغيره في عطائه التام الذي لا غبار عليه. 


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجال الخيرية والتنافس: (خيركم من طال عمره وحسن عمله) ( حسن : أخرجه الترمذي (2330)، وأحمد (20504) واللفظ له).


، لن يحسن العمل إلا بصدق الإنسان في استغلاله للوقت، القلب الفارغ المشتت هو التائه بين هذه الحياة، من خصص وقته وراحته لله، ومن خصص وقته للأهواء والشياطين هل يستويان مثلاً.
وطول العمر مع حسن العمل أكبر قيمة تحظى بها في هذه الحياة، والإنسان العاصي يوبخ يوم القيامة وأكبر توبيخ للعصاة، {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر: 37] أي: أنه يوبخ على عمره.
أعطاك الله العمر، ولكنك استهنت بالعمر، استهنت بالساعة التي يأتيك فيها ملك الموت {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ } [المؤمنون: 99، 100].
تاجر مع الله تعالى بأهم شيء في حياتك، "عمرك" إن العمر هو الذهب الذي معك، العمر هو الفضة التي معك، العمر هو الألماس الذي معك.
ابحث عن حسنات متجددة جارية، الأعمال الصالحات التي يجريها الله لك وتجريها أنت على نفسك قد تحتاج لها يوماً ما والتي أسميتها الخبيئة لأنك تتاجر مع الله تعالى. 
قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]، إذا رأيت صاحب قلب فارغ مشتت فلا تتخذه صديقا فإن فعلت فاعلم أنه سيأخذ بيدك لجهنم.
قال تعالى: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15] ، إذا رأيت صاحب قلب مقبل على الله فاتخذه صديقا فإن فعلت فاعلم أنه سيأخذ بيدك للجنة.
الذي يجعل لعمرك جمالاً هي الحسنات المتجددة، كان الصديق رضي الله عنه يمر على عشرات البيوت من العجائز لخدمتهن وهو أمير المؤمنين هذه هي الحسنات المتجددة. 
على قدر استثمار الإنسان للوقت في هذه الحياة تأتى له حسن الخواتيم،ف(إنما الأعمال بالخواتيم) (صحيح البخاري: 6607)
أي إن الله عز وجل يختم لك بما ختمت به عملك بما بيضت به حياتك أو سودت به حياتك.
استثمر في عمرك واجعل حياتك كنزا تدخره عندالله ، بارك الله في أعماركم وأعمالكم