الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

والشماعة... أوكرانيا

صدى البلد

نتيجة الحروب هى خلق اللصوص ونتيجة السلام قتلهم، والحرب الروسية الأوكرانية لم تشتعل نيرانها داخل ميادين القتال ، بل تطايرت شرارتها إلى الأسواق العالمية ، وصدى القنابل تجاوز جثث الجنود، ووصل الى بطون أبرياء ، فالحرب هناك أشعلت أسعار الطاقة والحبوب ، وبات العالم  على موعد مع  بوادر أزمة غذائية قاسية.

روسيا وأوكرانيا يصنفان على أنهما سلة خبز أوروبا ، فالجارتان تشكلان نحو ربع شحنات القمح والشعير وخمس الذرة والنسبة الأكبر من الزيوت ، ، وحركة تجارة المحاصيل العالمية  ستشهد فوضى غير مسبوقة بسبب غلق الموانئ وحظر التصدير من الدولتين، فضلا عن العقوبات الاقتصادية على روسيا وهو ما حذر منه برنامج الغذاء العالمي.

شرارة الحرب الروسية الأوكرانية تطايرت لتصل إلى المحروسة ، فروسيا وأوكرانيا من أهم الشركاء التجاريين لمصر في مجال القطاع الغذائي والحاصلات الزراعية إلى.جانب عدد من السلع والمنتجات الأخرى.

الأرقام تقول إن حجم التبادل التجاري مع روسيا وصل إلى 2.7مليار دولار خلال العام الماضي، وتأتى الحبوب على رأس الواردات المصرية لروسيا خاصة  القمح بخلاف المعادن والنحاس  بينما تمثل الحاصلات الزراعية النصيب الأكبر من الصادرات المصرية لروسيا حيث تستحوذ السوق الروسية على 17% منها  .

وفى المقابل وصل حجم التبادل التجاري مع أوكرانيا نحو 1.6مليار دولار  منها 830.8 مليون دولار واردات مصريه منها الحديد والصلب والقمح والزيوت وفول الصويا ، بينما تصدر مصر لأوكرانيا نحو 63.8 مليون دولار ياتى على رأسها .الفاكهة والخضروات .
المنطق يقول أن ارتفاع أسعار الواردات المصرية من روسيا وأوكرانيا  مثل القمح والحبوب والزيوت أمر مفهوم ، كما أن  المنطق ذاته في  الصادرات المصرية  التي تراجعت وبالتالي أصبح هناك فائض عن المعروض في الأسواق ، وبالتالي تنخفض أسعار الخضروات والفاكهة .

 من يحتكم للمنطق هو صاحب عقل، وما تشهده الأسواق المصرية منذ الحرب التعيسة "شيء لا يصدقه عقل " مع الاعتذار للفنانة الكبيرة شويكار فالجنون لم تعد كلمة تقال فقط على الطماطم " مجنونة يا قوطة " بل أصبحت كل المنتجات "مجنونة " .

الحروب بقدر ما تخلف من تعاسة فإنها تكون مصدر سعادة لمن لا يملكون العقول ولا الضمائر ، ومثلما هناك قادة حروب هناك تجار حروب ، استغلوا الحرب لتكون شماعة يعلقون عليها جشعهم  ويرفعون حجم أرصدتهم من المال الحرام فى البنوك ، ولم يتورعوا على رفع أسعار اى شىء وكل شىء ، من الألبان الى الخضروات ومن حزمة الجرجير الى طبق الفول  حتى الباذنجان والفلفل والموز والتفاح  والبيض ، بخلاف طبعا اللحوم والدواجن  التي وصلت أسعارها الى مستويات " تسد النفوس " التي هي أصلا مسدودة ، هم أبطال كل أزمة ، هم مصاصى الدماء الحقيقين وليسوا الكائنات الاسطورية ، وليسوا دراكولا واحدا بل أصبحوا اكثر من دراكولا .

المطلوب من الدولة أن تحكم قبضتها على الأسواق وتعيد له رشده ، لاسيما وأن رمضان على الأبواب ، وأن تطبق أقصى العقوبة على هؤلاء المتلاعبين بقوت المواطنين ، مطلوب تواجد  رجال التموين في كل سوق ومتجر فى المحروسة، فإذا كان القتل مع سبق الإصرار والترصد عقوبته الإعدام، فإن التلاعب فى قوت البسطاء جريمة لا تقل عن القتل  ، واعتقد انه قد أن الأوان أن يتم رفع شماعة الحرب الروسية الأوكرانية  من على لافتة المتاجر، واستبدالها بلافتة "تاجر القوت ممقوت".