بعد حديث الرئيس عن الباعة الجائلين.. كيف تدمجهم مصر وتستفيد من التجارب الأوروبية؟

زار الرئيس عبد الفتاح السيسي، فجر أمس، مقر أكاديمية الشرطة، وكان في استقباله اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، وقيادات الأكاديمية، وأجرى الرئيس حوارا مع طلاب الأكاديمية، وتطرق في حديثة قائلا إنه عندما كان وزيرا للدفاع، وأثناء تطوير طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، طالب المسئولين عن الطريق بالحصول على موافقة لإجلاء الباعة الجائلين الموجودين بالطريق، وأكد الرئيس أنه طالب قبل أن يتم اتخاذ قرار الإجلاء توفير محلات لهم.

حديث الرئيس عن الباعة الجائلين

وأضاف الرئيس السيسي، خلال حواره مع طلاب أكاديمية الشرطة، أنه يجب تغيير حياة المواطنين بالفكر، مؤكدا أن حل هذه القضية لن يكون بغسيل اليد بسرعة، وطردهم من أماكنهم  مطالبا المخحافظين والمحليات والمسئولين ببذل الجهد لتوفير محلات الباعة الجائلين، وأشار إلى أن قراره بعمل محلات تحت الكباري، لزيادة حجم المعروض، ويكون هناك محلات نظيفة بدلا من أن يكون أسفل الكباري قمامة.

أشار الرئيس السيسي في حديثه خلال زيارته لـ أكاديمة الشرطة إلى حجم النمو الذي حدث خلال الـ 50 عاما الماضية، أكبر من طاقة مساحة الأرض المتاحة التي يعيش فيها المصريون، وبالتالي يشعرون أن الأرض لا تستوعبنا، مؤكدا أنه كان من المفترض أن نتمدد ونبني ونعيش على كامل مساحة مصر، لأننا نعيش حاليا على 50 ألف كيلو متر مربع فقط من مليون كيلو متر مربع.

أعداد الباعة الجائلين في مصر

في هذا الصدد، قال الدكتور الحسين حسان، خبير الإدارة المحلية، إن مصر بها 5 ملايين و 400 ألف، منهم 20% مسنين فوق الـ 65 عاما، وينقسم هو الباعة إلى باعة جائلين وباعة متجولين، وهم الذين يبعون بضاعتهم في المواصلات، وتتعامل 90% من الكمسرية معهم بدون قطع تذاكر، والـ 10% الباقيين يقطعون لهم تذكرة.

وأكد حسان خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن العدد الكبير من الباعة الجائلين يحتاج إلى حصر بطبيعة المهن التي تحتاجها الدولة، لعمل خطة إدماج، موضحا أن مصر بها من حيث الإدارات المحلية يوجد بها باعة جائلين في حوالي 236 مدينة باجمالى 185 مركز و90 حي، ولكن من ناحية أخرى نجد داخل المدن العمرانة الجديدة نسب ضئيلة جدا من الباعة الجائلين تكاد تكون منعدمة، لأن هيئات المجتمعات العمرانية تقف أمام الباعة الجائلين بالمرصاد، وتبني لهم مراكز مرخصة، ويجب أن تكون هذه المراكز كثيرة ومتوافرة بشكل كبير، سواء في المجتمعات العمرانية أو الإدارات المحلية.

دمج الباعة الجائلين في الاقتصاد الرسمي

ولفت إلى وجود 1100 سوق عشوائي، يهتم بتطويرهم صندوق تطوير العشوائيات، بمسماه الجديد "صندوق التنمية الحضارية"، يتولى مسئولية تطيرو هذه الأسواق، وإعادة بنائها في أماكن أخرى بشكل حضاري، ونقل الباعة الجائلين في هذه الأسواق الجديدة، مثل نظام المراكز التجارية والحضارية في المدن الجديدة

وشدد على خطورة الباعة الجائلين على الاقتصاد المصري، حيث أنهم عبارة عن اقتصاد غير رسمي، لا يدفعون ضرائب أو أي رسوم، ولكن عندما يتم تنظيمهم وترخيصهم وتقنينهم، سيفيدون الدولة وأيضا سيتم التأكد من انطمة الصحة التي يتبعونها خاصة في المبيعات الغذائية والمأكولات السريعة.

ولفت إلى أن الدولة نجحت في القضاء على الباعة الجائلين في مناطق وسط البلد عندما نفذت القانون، وأشار أيضا إلى التجربة الأمريكية عام 2017، بتحويل مقالب القمامة الى أماكن حضارية ومحالات للباعة الجائلين، وتم عمل أماكن راقية وحضارية داخل المدن سواء من الخشب أو غيرها، بما وفر فرص عمل كبيرة للشباب.