قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ذكرى ميلاد الشيخ محمد أبو زهرة أحد علماء الأزهر الشريف

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

تحل علينا اليوم، ذكرى ميلاد الشيخ محمد أبو زهرة، أحد علماء الأزهر الشريف، ونسلط الضوء في السطور التالية، على قصة حياة الشيخ محمد أبو زهرة.

اسم أبو زهرة كاملا هو: أحمد مصطفى احمد عبد الله ولد في المحلة الكبرى 1889م وبدأ بحفظ القرآ الكريم واتمه في العقد الاول من عمره في المحلة الكبرى القريبة من مدينة طنطا، وبدأ حياته الأولى في القرية والكتاب وتربى تربية دينية تؤهله لحمل شرف العلم ووراثتة من النبي صلى الله عليه وسلم.

واشتهر عن الشيخ محمد أبو زهرة، في طفولته بأنه شخصية متميزة، وكان حرا في أفكاره يثير قضايا فكرية يراها بعض الاشياخ نوعا من الحرية الزائدة.


وتكلم أبو زهرة كلاما موسعا في ثمانية كتب عن فقه أبي حنيفة والإمام مالك والشافعي وجعفر الصادق وابن تيمية فضلا عن تغطية كل المذاهب الفقهية الأخرى ممن يعتد بها في التشريع الإسلامي، وكان أبوزهرة يعرض في كل مجلد من المجلدات الثمانية لإمام مستعرضا حياته الفكرية والعقلية والأصول التي قام عليها مذهب الفقيه.

وبالتالي كانت معالجاته كافية شافية وتدل على ان الرجل سبر اغوار الفكر الإسلامي بتعدد أئمة اختلفت أماكنهم وأزمنتهم وأثبت ان الشريعة قابلة لاستيعاب عقول هؤلاء العظام.

وكان الشيخ محمد أبو زهرة، يكره السيطرة والاستبداد وهي من الأمور التي أثرت على فكره وحين تكلم عن الخلافة الإسلامية قال إنها انتهت للانتخاب الحر المباشر وان الحاكم يجب ان يكون مرضيا عنه وقادرا على أمور الخلافة.


وهناك أمر طارئ في المسيرة العلمية للشيخ محمد أبو زهرة، كان سببا في التحول الكبير بالنسبة له وفي غزارة انتاجه، وهذا التحول جاء بانتقاله الى مدرسة القضاء الشرعي التي لم يكن يدخلها أحد بسهولة عن طريق اختبارات صعبة اجتازها بتفوق فكان أصغر المتقدمين سنا ودراسة.

وكانت تلك المدرسة تعنى بتدريس العلوم الفقهية والمواد الحديثة وتشبه إلى حد كبير ما فعله الازهر بإنشاء كلية الشريعة والقانون، وهي طريقة من أنجح الطرق لفهم الشريعة.

وتخرج أبو زهرة وحصل على عالمية المدرسة فاتجه الى دار العلوم فدرس فيها وحصل منها على معادلة، وإنتاجه العلمي غزير، ألف العديد من الكتب ودرس لأعلام الفقه الإسلامي وفي نهاية حياته فسر القرآن الكريم وبدأ التفسير بمقالاته في مجلة لواء الإسلام وجمع المقالات في كتابه "المعجزة الكبرى".

ثم ختم حياته بكتاب كان دائما يحمد الله على انه وفقه إليه وهو كتاب "خاتم النبيين" وتناول فيه سيرة النبي وكان في ثلاثة مجلدات احتوت كل منها على ما يتعلق بالسيرة بأسلوب جزل لعالم ذو باع كبير، ولذلك وتم تدريس كتبه في كلية الحقوق التي اشتغل بها.

وعن الملامح الإنسانية للشيخ أبو زهرة، أنه يحب الدعابة وملاطفة الطلاب وتربيتهم التربية الصحيحة ويعنى بالنشء الذي يصفه بالزخيرة.

يحكى أنه كان يؤدي محاضرة والطلاب منتظرون واذا بطالب متأخر يطرق الباب فضبطه وهو يضع وردة في جيب الجاكت وقال له ادخل يا أبو ورده!.. فقال له الطالب شكرا يا أبو زهرة.. فلم يكن من الشيخ إلا أن ترك المنصة وذهب اليه وقبّله وهو يقول إنه طالب سريع البديهة يرد على القافية وهو ما يدل على حبه للعلم.