الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القومي للبحوث: سلامة الغذاء أحد أكبر التحديات عالميا أمام الشعوب حاليا

صدى البلد

قال الدكتور أحمد نوح أستاذ مساعد بقسم سموم وملوثات الغذاء معهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، إنه مع دخول شهر رمضان الفضيل, وما له من طقوس وعادات غذائية خاصة, يواجه المستهلكون  تحديا حقيقيا فى الحصول على وجبة صحية وسليمة  خلال وجبتى الإفطار والسحور التى تميز هذا الشهر الكريم. الوجبات الغذائية الرمضانية لها أهمية كبيرة حيث لابد وأن تتيح الوجبتان المحددتان احتياجات الجسم الغذائية  مع إمداده  بالعناصر اللازمة للقيام بوظائفه الحيوية الأساسية.


وأضاف نوح لصدى البلد أنه تعد سلامة الغذاء أحد أكبر التحديات التى تواجه الشعوب عالمياً فى الحقبة الحالية, يحتاج المستهلكون الى أغذية سليمة من الناحية الصحية وآمنة من الناحية الكيموحيوية , ويتوافر لها شرط الامان الغذائى ، حيث من المعلوم سلفاً  أن إتاحة كميات كافية من الأغذية المأمونة والمغذية للحفاظ على الحياة وتعزيز التمتع بالصحة الجيدة أمر أساسى لا غنى عنه فى روتين الحياة. الأغذية غير الآمنة أو تلك التي تحتوي على جراثيم لبكتيريات مرضية أو فطريات أو فيروسات أو طفيليات أو مواد كيميائية ضارة تتسبب فى حدوث ما يزيد عن 200 مرض، أقلها حدوث إسهال والذى يفقد معه الجسم أهم مكون به (الماء) مؤدياً الى حدوث الجفاف, وانتهاء بالاورام السرطانية التى قد تتكون نتيجة لتراكمات من المواد الكيماوية الضارة داخل الجسم .


وأشار إلى أنه على الجانب الآخر فإن التغذية هى مصدر الإمداد  اليومى للجسم بأحتياجاته المختلفة سواء من الطاقة (كربوهيدرات – بروتين – دهون)  او الفيتامينات والمعادن والمكونات الصغرى والتى تلعب دوراً محورياً فى الحفاظ على الجسم بشكل صحى وسليم مكتمل الحيوية , كما ان تلك المكونات والعناصر الصغرى قد تلعب دوراً دفاعياً ومناعياً داخل خلايا الجسم وانظمته المختلفة. ومع ذلك فإن تلوث الغذاء يتسبب بشكل أساسى ومباشر فى  حدوث خسائر أقتصادية كبيرة للأقتصاديات المحلية والعالمية, الى جانب التأثير غير المباشر المرتبط بزيادة التكلفة المرتبطة بالأنفاق على العلاجات والادوية المرتبطة بحالات التسمم الغذائى والتلوث الميكروبى للوجبات.  ولعل من أبرز المشكلات التى تظهر بشكل متواتر فى المجتمعات العالمية هى حالات التسمم الغذائى الناتجة عن تناول الوجبات الجاهزة أو سابقة التجهيز.  


وأوضح أنه مبدأياً تشير التقديرات إلى إصابة شخص واحد كل 10 أشخاص في العالم بالمرض بعد تناول غذاء ملوث , الامر الذى يفسر أحصائياً بحدوث ما يربو على 600 مليون حالة عدوى غذائية عالمياً, وبالتالى يترتب على ذلك حدوث حالات وفاة نتيجة للعدوى الغذئية تزيد عن أربعمائة الف حالة سنوياً، والذى سجلته منظمة الصحة العالمية وأشارت اليه عبر موقعها الاليكترونى بأنه يتسبب فى فقدان 33 مليون سنة من الحياة المفعمة بالصحة (سنواتالعمر المصحّحة باحتساب مدد الإعاقة).


وأكد أنه تكمن الخطورة فى مشكلة التلوث الغذائى فى أنه وإلى جانب الخسائر الاقتصادية المترتبة عليه , بالاضافة الى النفقات الطبية الهائلة المرتبطة بتصحيح المشكلات الصحية الناجمة من حدوثه, فإن البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط (الدول النامية وشعوبها) هى أكثر بقاع العالم معاناة من الاثار السيئة لتلوث الغذاء وفقدانه لمعايير السلامة والصحة العامة.  الأمر الآخر والأشد خطورة هو الفئة العمرية المستهدفة حيث  يتحمل الأطفال دون سن الخامسة 40% من عبء الأمراض المنقولة بالأغذية , وينتج عن ذلك أرتفاع أعداد الوفيات لهذه المرحلة العمرية  ليصل 125 ألف طفل سنوياً, سواء يشكل مباشر نتيجة لتفاقم المرض أو من خلال حدوث إسهال مزمن يترتب عليه حدوث الجفاف ثم الوفاة.


وأوضح أن هناك ارتباطا وثيقا بين السلامة الغذائية والتغذية والأمن الغذائي حيث تؤدى الأغذية غير المأمونة إلى حلقة مفرغة من أمراض سوء التغذية والأمراض المرتبطة بالغذاء, إذ تؤثر بشكل خاص في الرُضع وصغار الأطفال والمسنّين والمرضى. ولاشك من الأمراض المنقولة بالأغذية تعرقل التنمية الاجتماعية والاقتصادية نتيجة إرهاق نظم الرعاية الصحية وإلحاق الضرر بالاقتصادات الوطنية والسياحة والتجارة.


وتابع : "لذا كان لزاماً على الأسرة الاهتمام بتوفير أغذية صحية سليمة وآمنة فى وجبات أعضائها وبخاصة وجبات الاطفال, والاهتمام بتوعية الامهات فى تحضير الوجبات بطريقة شيقة وجاذبة للأطفال لتجنب , ولو بشكل جزئى تناول عدد كبير من الوجبات خارج المنزل, تعد الوجبات الجاهزة, شبة الجاهزة, أو سابقة التجهيز مصدر عالى الخطر للتلوث الغذائى حيث أنها تمتلك نقاط حرجة عالية الخطورة سواء خلال تجهيزها أو تداولها. تداول الاغذية الجاهزة على درجات حرارة الاستهلاك المباشر (دافئة) يجعلها مصدر أساسى للتلوث الميكروبى لعدد من البكتيرات الممرضة ( السالمونيللا – الباسيلس – الاستاف – الكوليستريديم) حيث تعد تلك السلالات مصدر عالى الخطورة لأمراض الغذاء التى قد ترتبط بحدوث حالات وفاة، الامر الاخر هو الظروف والعوامل المرتبطة بتداول تلك الوجبات وما يترتب على ذلك من ظروف تخزين غير مناسبة والذى يرفع درجة الخطورة بشكل غير متوقع".

 

واستكمل: " الأمر الثانى, وهو احتواء تلك الأغذية على سعرات حرارية عالية نتيجة ارتفاع مكوناتها من الكربوهيدرات أو الدهون, هذا يؤثر على الصحة العامة وسلامة الجسم حيث يترتب عليه عدد من أمراض الغذاء الاخرى مثل سوء التغذية أو السمنة وغيرها.  ولا شك أن الدعاية الاعلانية المحيطة بنا ترفع من درجات الاقبال على الوجبات السريعة وسابقة التجهيز لما تحتويه تلك المواد الدعائية من أثارة وتشويق لاستحباب السلعة, إلا أن دور الأم هو دور رئيسى هنا ليس فقط بالتوعية الاسرية فى تربية الابناء وتوضيح مدى افتقار تلك الوجبات للعناصر الصحية الازمة للجسم , وإنما أيضا من خلال استخدام خلطات التوابل والبهارات المختلفة الى جانب المنكهات الطبيعية ومواد الطعم والرائحة التى سوف تؤدى فى النهاية الى اقبال الاطفال على الوجبات المنزلية ولو بشكل متوازن مع الكميات الضخمة التى أصبح الاطفال يستهلكونها من الوجبات سابقة التجهيز وغير الصحية". 


واختتم: " من هنا ومع دخول شهر رمضان الفضيل الذى يعد موسم لتجمع الاسرة فى ميقات معلوم حول مائدة واحدة ,لا يسعنى إلا أن أتوجه الى عماد الاسرة المصرية (الام) بالنصيحة فى الحرص على تنوع الوجبات المنزلية بشكل يجذب الاطفال والكبار الى اعتزال الوجبات الجاهزة بشكل جزئى . الأمر الذى سوف يحقق أيضاً شيئا من الترابط الأسرى المفقود نتيجة لسرعة عجلة الحياة فى الوقت الحاضر". 


-