EN 
"رمضان جانا وفرحنا به، بعد غيابه وبقاله زمان، غنوا وقولوا شهر بطوله، غنوا وقولوا ... اهلا رمضان جانا قولوا معانا .. اهلا رمضان جانا"، كانت هذه كلمات أشهر الأغاني الفلكورية المرتبطة بشهر رمضان، الذي يحتفل الجميع بقدومه كل عام، بمشاهد مختلفة، إذ تمتلئ الشوارع بالفوانيس والزينة والأنوار المضيئة، وترديد الأغاني والأناشيد لكبار المنشدين.
ويحتفل المسلمون في شتى أنحاء العالم بشهر رمضان الكريم، الذي عادة ما يرتبط بذكريات خاصة في الأذهان، من بينها أعمال فنية خالدة يستحضرها الناس كل عام، لا سيما الأغاني المرتبطة بقدومه، ويحرص كثير من الفنانين الكبار على تقديم أغان خاصة بالشهر الكريم، تتناقلها الأجيال وتبقى حاضرة.
أقرأ أيضًا:
السر في الصنعة.. "عم حودة" ملك الكنافة اليدوي بالعجين في الإسكندرية
وتعتبر مصر رائدة في مجال الإنشاد الديني، ولما لا فلدينا من المنشدين ما لا يسع المجال لذكرهم وعلى رأسهم شيخنا الجليل النقشبندي، وغيرهم من مشاهير المنشدين، وقد يظن البعض أن هذه الموهبة قاصرة على الرجال، ولكن في الإسكندرية هناك أصوات ملائكية عذبة استحقت دخول مجال الإنشاد الديني من أوسع أبوابه.
وقد التقت صدى البلد بالمنشدتين ملك محمد، وألاء السيد، للحديث عن سر عشقهما للإنشاد الديني الكريم وحكاياتهما المؤثرة في عالم الإنشاد، بالإضافة إلى الاستماع إلى صوتها العذبة.
وقالت الطفلة "ملك محمد"، 14 عامًا، إن والدتها هي مكتشفتها الأولى، وتحرص دائمًا على تشجيعها، وتحفيظها للقرآن الكريم منذ نعومة أظافرها، حيث تحفظ من كتاب الله الكريم 14 جزءًا، مضيفة إلى أنها بدأت رحلة الإنشاد في المرحلة الإبتدائية، حيث اكتشف مدرسوها عذوبة صوتها، وحلاوته، وكانت تشدو بالأناشيد في أغلب حفلات المدرسة أثناء دراستها الابتدائية.
وأشارت إلى أنها تعرفت على الشيخ محمد علواني بريك، أحد مشايخ الأوقاف في الإسكندرية، فبدأ بتعليمها المقامات، وأصول الإنشاد الديني، وتواصل حاليا التدريب على النفس الطويل، لتتعلم طريقة الوصول إلى طبقات الصوت العالية.
وحول مثلها الأعلى وأفضل المنشدين الذين تفضل الاستماع لهم، قالت ملك إن الشيخ محمد الكحلاوي من أحب الأصوات إلى قلبها، فهي دائمًا ما تردد أعماله خاصة التي انشد فيها في حب النبي (ص).
وتقدمت ملك بالشكر إلى والدتها واسرتها والشيخ محمد على مساندتها دائمًا، معربة عن أملها في الاستمرار في الإنشاد الديني حتى يصل صوتها لكل العالم.
من جانبها، قالت آلاء السيد، طالبة بكلية الدراسات الإسلامية، إنها اكتشفت تميز صوتها منذ صغرها، وساعدتها أسرتها، وخاصة والدتها في تنميةو موهبتها، مشيرة إلى أن مثلها الأعلى الفنانة ياسمين الخيام فى الإنشاد الدينى.
وأشارت إلى أنها انضمت إلى أحد فرق الإنشاد الديني من أجل تنمية موهبتها والتدريب على المقامات العالية والنفس الطويل لكى تتميز فى المجال وأن تثبت نفسها فى عالم الإنشاد الدينى وسط تشجيع من كافة من يستمع لها.
وقال الشيخ محمد بريك، إمام وخطيب بأوقاف الإسكندرية، إنه أعجب بصوت ملك وآلاء من أول مرة سمعهما، ومع حداثة سنهما رأى فيهما موهبة فريدة في الإنشاد، خاصة أن الفتيات بعيدين عن هذا المجال.
وأشار إلى أن المرأة لا ينقصها شئ لاقتحام مجال الإنشاد الديني، فهي تمتلك كل المقومات، خاصة مع الدعم الموجود من القيادة السياسية للمرأة وتمكنت من تحقيق تفوق ملحوظ في كافة المجالات.
