الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القطائف والفانوس والكحك.. علي جمعة: شعراء المسلمين أبدعوا في تقاليد رمضان

علي جمعة
علي جمعة

أبرز الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، اهتمام الأدب الإسلامي بالتأريخ للعادات والتقاليد الإسلامية خلال شهر رمضان.

 

الشعراء المسلمون 


وقال جمعة: تأتى القطائف في المرتبة الثانية من حيث تناول الشعراء المسلمين، فيقول فيها ابن نباتة المصري: وقطايف رقت جسوماً مثل ما  * غلظت قلوباً فهي لي أحساب.. تحلو فما تغلو ويشهد قطرها  * الفياض أن ندى علىّ سحاب، مشيراً إلى نجاح أبو هلال العسكري في وصفها بدقة فقال: كثيفة الحشو ولكنها رقيقة الجلد هوانيه.. رشت بماء الورد أعطافها منشورة الطوي ومطويه".
وتابع: منهم من تناول أشياء أخرى كالفانوس الذي كان من وسائل التنبيه لموعد السحور حتى عرف في البداية بفانوس السحور، وكان يعلق على منار المساجد، ويقول في وصفه أبو الحجاج يوسف بن على- وهو أول من نظم فيه:
ونجم من الفانوس يشرق ضوؤه  * ولكنه دون الكوكب لا يسرى.. ولم أر نجماً قط قبل طلوعه  * إذا غاب ينهى الصائمين عن الفطر.


وتابع: قد ذهب بعض الشعراء للتشهير بالمفطرين في شهر رمضان، نذكر منها بعض الأبيات لأمير الزجل محمد العطار، حيث قال: يا خاسر الدين يا فاطر نهار رمضان * طاوع إلهك وخالف النفس والشيطان.. دا الصوم هو الصون ومنه صحة الأبدان * لك فرحتين، فرحتك وقت ما تفطر..والثانية شوف فرحتك في يوم لقا الديان.
وألمح إلى أن قدوم العيد، قد تناوله العديد من الشعراء الجامحين بنوع من الشعر الماجن مثل ما قاله أبو نواس، وأحمد بن يزيد، وأبو على البصير، حتى إن أمير الشعراء أحمد بك شوقي قد اقتفى أثر هؤلاء الجامحين في بعض أشعاره، ولكن بعيداً عن هؤلاء، نذكر بعض أبيات الزجل الجميلة التي قالها الشيخ محمد النجار في العيد ووداع رمضان:

العيد أتى والصوم روّح  * ويقول لك الله يا صايم
تعيش لأمثاله وتفرح  * ويعيش لك الخير الدايم
ويقول: يا خسارة أوقات الطاعات *  تمر والعاصي غفلان
يا خسارتك يابو الحسنات * ياللي الإله سماك رمضان
ثم يختم قوله:


يا ناس أهو العيد أقبل قابلوه  * بقى بكحكه وخلقه
واللي يكون صومه يقبل  * يشكر إلهه اللي خلقه
يشكر إلهه اللي أعطاه  * صحة وله جاد بالعافية
ولمثل هذا العيد أبقاه * ودي تهاني به وافية


واختتم قائلا:"هذه بعض قبسات من الأدب الإسلامي نتبين من خلالها مدى تعلق رمضان بالهوية الإسلامية، وكيف تعدى أهميته الدينية والفقهية ليكون جزءا من حياة المسلمين وفرعاً من كينونتهم ومرآة لحضارتهم".