مستقبل أفضل لمصر.. لماذا دعا السيسي لحوار يتناسب مع الجمهورية الجديدة؟

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحاجة إلى حوار سياسي يتناسب مع فكرة بناء أو إطلاق الجمهورية الجديدة، مشيرا إلى أنه كان يعتزم إطلاق ذلك الأمر بتفاصيل أكثر، خلال إفطار الأسرة المصرية.

كما ووجه الرئيس السيسي، العديد من الرسائل للمواطنين، خلال لقائه الموسع، الذي عقده أمس مع عدد من الصحفيين والإعلاميين، على هامش جولته التفقدية لمنطقة توشكى بجنوب الوادي في محافظة أسوان، مؤكدا أن الإصلاح الاقتصادي جعل مصر أكثر قدرة على مواجهة الأزمات، مشددا على ضرورة ضبط النمو السكاني حتى يشعر المواطنون بالتحسن الاقتصادي.

النمو السكاني يأكل الإصلاح الاقتصادي

وأوضح أن حجم النمو الاقتصادي في مصر لم يكافئ معدلات النمو السكاني، لذلك عملنا على تقليص الفجوة بين النمو الاقتصادي السكاني، وأنه في حال لم يتم ضبط النمو السكاني فلن نشعر بأي تحسن اقتصادي، مشيرا إلى أن الأزمة الاقتصادية بدأت في أعقاب عام 2011، حيث فقدت مصر جزءا كبيرا من الاحتياطي الأجنبي، وتبقى فقط الاحتياطي العيني، وكان لابد من إجراء الانتخابات الرئاسية بعد الأحداث بفترة وجيزة، لكن الأمر امتد لعامين.

ولفت الرئيس إلى أن الإصلاح الاقتصادي نجح بفضل جهد المصريين وصلابتهم مما أدى إلى زيادة النمو الاقتصادي، موضحا أن تعداد سكان مصر خلال عام 2011 كان 77 أو 80 مليون مواطن، واليوم أصبحنا 104 ملايين مواطن، وهذا يلقي أعباء اقتصادية تتكفل الدولة بها، وهي الآن تسير في خططها وتسابق الزمن.

وتساءل الرئيس عما إذا كان المواطنون في الستينيات يعانون مثل الأن، موضحا أن قدرة وموارد الدولة وقتها كانت متناسبة نسبيا مع حجمها ولكن النمو السكاني حاليا أصبح أكبر من طاقة العمل التي تقوم بها الدولة، مشيرا إلى أن بفضل صلابة المصريين، سجلت مصر معدلات نمو إيجابية خلال أزمة كورونا بلغت ما بين 3.2% و3.8 %، فيما ارتفع النمو مع بداية العام الحالي 2022 إلى 9 %، وهذا المعدل جاء مخالفا لما تعرضت له دول العالم.

التداعيات الاقتصادية لـ الأزمة الأوكرانية

وتطرق الرئيس السيسي أيضا للحديث عن تداعيات الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وأكد أن تداعياتها لها تأثير كبير جدا على الأوضاع الاقتصادية في العالم، ولكن مصر تسعى لمواجهة تلك التداعيات، واهتمامه في الوقت الحالي ينصب على ضمان عمل كل مصنع في مصر بالكفاءة المطلوبة، مجددا تأكيده على أن التداعيات الحادة للأزمة الأوكرانية ليست فقط اقتصادية ولكن أمنية وسياسية أيضا.

ولفت إلى أنه في حال إغلاق أي مصنع، سيكون هناك بطالة، وهو ما لن تسمح به الدولة، كما سيتم التواصل مع الغرف التجارية ورجال الأعمال والمستثمرين، للتأكيد على أن مستلزمات الإنتاج والسلع الأساسية لها الأولوية الكاملة، موضحا أن الاقتصاد تأثر سلبيا بتداعيات أزمتي كورونا وأوكرانيا، ولكن النقطة الإيجابية تكمن في صموده وامتصاصه لهذه الصدمات محققا معدل نمو مناسبا.

وسلط الضوء على أن مصر من بين 3 أو 4 دول حققت معدلات إيجابية في النمو الاقتصادي بلغ 3.3%، مشددا على أن موقف مصر من الأزمة الأوكرانية يتمثل في محاولة لعب دور إيجابي لوقف الاقتتال وتشجيع الحل الدبلوماسي بين روسيا وأوكرانيا.

تحسين معيشة 60 مليون مواطن

وتناقش الرئيس السيسي أيضا، مع مجموعة الإعلاميين حول مبادرة حياة كريمة، قائلا: إن الدولة مستمرة في تنفيذها وتستهدف تحسين الأوضاع المعيشية لـ 60 مليون مواطن في الريف، مؤكدا تمسكه بالمبادرة وتوفير جميع الموارد المالية اللازمة لتنفيذها، واعتبر التخلي عنها يجعل تخطيط الدولة ناقصا.

وأكد أن مبادرة حياة كريمة لها منظور وطني وأخلاقي وديني، مشيرا إلى أن الدولة واجهت تحديا عند تنفيذ المبادرة تمثل في غياب التخطيط على مدى الـ 40 و50 سنة الماضية في الريف المصري؛ ما شكل صعوبة أمام تنفيذها.

واختتم: المبادرة تستهدف تزويد الريف بخدمات الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي بشكل مستدام دون توقف، وأكد الحاجة إلى حوار سياسي يتناسب مع فكرة بناء أو إطلاق الجمهورية الجديدة، وأنه كان يعتزم إطلاق ذلك الأمر بتفاصيل أكثر خلال إفطار الأسرة المصرية.

وعن الحوار السياسي الذي تحدث عنه الرئيس، قال المفكر السياسي، الدكتور مصطفى الفقي، في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن الرئيس السيسي، دائما ما يدعو لإقامة العديد من اللقاءات الهامة ويفتح الباب دائما من أجل إتاحة الفرصة لمثل هذه الحوارات البناءة لتبادل الرؤى لصالح مستقبل أفضل لمصر.