الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء تعليم يضعون خطة لمواجهة الغش بصفحات السوشيال ميديا في امتحانات الثانوية العامة.. الطلاب: أصبحت ظاهرة معتادة.. أولياء الأمور: مطلوب استخدام كاميرات مراقبة بالفصول

تسريب الامتحانات
تسريب الامتحانات

خبراء التعليم:

خطة لمواجهة الغش بصفحات السوشيال ميديا بامتحانات الثانوية العامة

أسباب زيادة انتشار الغش بـ جروبات السوشيال ميديا

طلاب: 

الغش بالامتحانات عن طريق جروبات السوشيال ميديا أصبحت ظاهرة معتادة

أولياء الأمور:

استخدام كاميرات المراقبة بالفصول حل أخير وجذري للتعامل مع الأزمة

الغش في امتحانات الثانوية العامة، ظاهرة تعاني منها العملية التعليمية في مصر كل عام، حيث يخاطر بعض الطلاب بمستقبلهم، دون حساب عواقب المشاركة في الغش، فعلى الرغم من تشديد العقوبات وإصدار قرارات وزارية صارمة وتنبيهات مشددة، وتحذيرات رسمية تؤكد عدم التهاون مع الغشاشين، إلا أن مشاهد الغش تتكرر باختلاف الوسائل والطرق.

وبدأت الحرب الإلكترونية بين غرفة عمليات وزارة التربية والتعليم، والمتخفيين وراء صفحات الغش الإلكتروني بدأت منذ أعوام، بعدما تمكنت صفحات «شاومينج» الشهيرة بتسريب الامتحانات نفسها قبل وصولها إلى أيدي الطلاب بساعات ونشرها على الانترنت، واستمرت تلك الوقائع بشكل دوري مع موسم الاختبارات على الرغم من تأكيد الوزارة في كل مرة قدرتها على ضبط إيقاع العمل باللجان، وفشل صفحات الغش على تسريب الامتحانات لتتفاجئ دائما بانتشار ورق الأسئلة على الانترنت.

وفي هذا السياق أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن لايزال الصراع مستمرا بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وصفحات الغش الإلكتروني، فمنذ أن بدأت امتحانات الفصل الدراسي الثاني للعام الجاري وانتشرت جروبات وصفحات الغش الإلكتروني في نشر إجابات أسئلة الامتحانات بالصفوف التعليمية المختلفة، وتمكن الكثير من الطلاب من استغلالها لصالحهم والاعتماد عليها في وضع إجابات اختباراتهم.

وأوضح أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن السبب وراء زيادة انتشار الغش بجروبات السوشيال ميديا وجروبات التليجرام بالامتحانات واضح وهو تصدير رأى عام ضد التطوير للرجوع الى الوراء وهدم كل شئ من اجل المكاسب الشخصية من النظام القديم البائس.

وأعلن الخبير التربوي، أن الهدف من إثارة الجدل وترويج الشائعات المتعلقة بامتحانات الثانوية العامة، موضوع متكرر سنويا بإختلاف الامتحانات ومدى صعوبتها أو سهولتها، سواء كانت الشائعة متعلقة بتسريب أو ردود فعل الطلاب، وغالبية ما يتم ترويجه يكون مغلوطًا، هدفها خلق الاحتقان لزيادة قلق اولياء الأمور وتصدير حالة من التشكيك في النظام الجديد.

وقال أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، إن ضغط أولياء الأمور على الأبناء، والحالة الهستيرية المصاحبة للامتحانات، والرعب من التنسيق وقلق الدروس الخصوصية  كلها أسباب تساهم في السعي وراء الغش في امتحانات الثانوية العامة 2022 .

وأشار الدكتور تامر شوقي، إلي أن استمرار أزمة حملات الغش الإلكتروني بامتحانات صفوف النقل، مؤشر يدل علي وجود الغش داخل اللجان في تزايد مستمر، مؤكدا أن امتحانات الثانوية العامة مهددة بوقوع أعمال غش وشغب داخل اللجان بشكل كبير.

وتابع: "أننا نخوض حرباً إلكترونية لمكافحة انتشار الغش" موضحا أنه لا يوجد غش جماعى لأنه لا يوجد غش فردى، مؤكداً أن هناك فرقا شاسعًا بين تسريب الامتحانات وبين محاولات البعض الفاشلة للغش.

وأضاف الخبير التربوي، أن أسباب استمرار الطلاب الغش رغم كل القوانين الحازمة ضد الغش والتي تصل الي السجن متعلق بوعي أولياء الأمور، لان ظاهرة الغش فوضى أخلاقية أصابت مجتمعنا ليست أبناءنا فحسب بل والملاحظين المشاركين فى محاولات الغش وتسهيله، فأين ذهب الامتثال لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا".. وأين ذهب ضمير الأباء الذين يشجعون أبنائهم على الغش، أو الملاحظ أو رئيس اللجنة الذى يسهل أو يساعد الطالب على ارتكاب ذلك الخطأ؟

وكشف أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، عن أن جزءًا من المسؤولية يقع على الجهات المسؤولة عن الرد على الشائعات، لذلك فما يفعله الوزير بتوفير المعلومات الصحيحة والرد على الشائعات أولا بأول، من أهم أسباب نفي الشائعات وعدم انتشارها، لان هناك أياد محترفة تعمل على السوشيال ميديا لتشويه امتحانات الثانوية العامة.

وأوضح الخبير التربوي بجامعة عين شمس، أن تسريب الامتحان يعنى وصول ورقة الأسئلة إلى أيدى الطلاب قبل بدء الامتحان وهو ما لم يحدث، أما ما نراه هو محاولات فاشلة للغش تتصدى لها الوزارة بكل حزم وقوة، مؤكدًا على ان الطالب الذى يقوم  بالغش  وتسريب الامتحان لم ينجح فى الاستفادة من محاولته للغش.

ومن جانبه أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن السبب وراء زيادة انتشار الغش بجروبات السوشيال ميديا هو خلق الاحتقان من خلال صفحات الغش لأنه أكثر مكان انتشرت من خلاله هذه الشائعات، وهؤلاء لا يريدون الهدوء لهذه البلد واثارة البلبلة بها وعدم استقرار التعليم، وعلينا الحديث القضاء علي مثل هذه الوسائل الالكترونية المؤدية إلى الغش، وأوضحت أن ملف الثانوية العامة ملف أمن قومي، وهذا يستوجب مواجهة هذه الظاهرة في ظل تطوير التعليم  ودعم عملية تطوير التعليم.

وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" أن هناك ايادي محترفة تعمل على السوشيال ميديا لإثارة كل أنواع البلبلة وتصدير رأى عام مناهض وتشويه الدولة ولكن للأسف يسارع الكثيرون إلى التصديق الفوري بل والهجوم السافر على الوزارة قبل التحقق من المعلومة.

وقال الدكتور محمد فتح الله، أن الثانوية العامة وحش خلقه المصريين، وبيوت كثيرة خربت بسبب الدروس الخصوصية، وكل دا بسبب بعبع المعلومات المغلوطة وكثرة البلبلة لاستغلال قلق اولياء الأمور خلال فترة الثانوية العامة.

وأضاف الخبير التربوي، أن الضغط النفسي للطلاب يزداد بسبب التقلبات على السوشيال ميديا بالإضافة للقلق المستمر من أولياء الأمور والضغط من قبلهم على الطلاب، وتعد التغيرات المتجددة سبب التشتت وضغط آخر عليهم، كما يتناقل الطلاب القلق والتوتر بينهم، كما أكدت أن الضغط النفسي مضاعف عند الطلاب الذين لم يعتادوا بعد على النظام الجديد.

وأشار "فتح الله"، إلى أن النظام الجديد خفف وزاد العبء في آن واحد وذلك لأنه خفف على الطلبة الذين لديهم قدرة على الاستقراء والبحث وربط المعلومات ببعضها البعض، بينما زاد العبء على الآخرين الذين لم يعتادوا على هذا ومازالوا مرتبطين بنظام الحفظ والتلقين، وفي خلال تجربة الأعوام السابقة هناك عدد كبير من الطلبة بدأوا تغيير طريقة دراستهم مع الوقت، مضيفا أن نصيحته أن على طلبة الثانوية في خلال هذا الشهر الإلمام بكافة طرق الدراسة الحديثة والمعلومات المتاحة من المنصات التعليمية المختلفة.

وكشف الخبير التربوي، بأن هناك قانونا جاهزا لمكافحة الغش وتم العمل عليه من قبل مجلس الوزراء، موضحاً أنه يحدد عقوبات تصل إلى للسجن والفصل النهائي والحرمان من دخول الامتحان عامين، وإن اللجان التى يتم فيها تصوير الامتحان يتم رصد مسربها علي الفور ووقف الملاحظ عن العمل ويحول إلى الشئون القانونية ويتم تغيير اللجنة بالكامل.

وشدد أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، علي دور جميع أولياء أمور الطلاب في الاستعداد النفسي لابنائهم لغرس بداخلهم الضوابط والقيم التي تحارب الغش وتجرمه، وترك محاولات الغش التي تعرضهم للحبس والغرامة وتجنب الشائعات والأخبار السلبية والانتباه جيدًا لمستقبلهم، موضحًا  أن النجاح في الثانوية العامة هو عبارة عن نجاح الأسرة بالكامل والنجاح في توفير سبل الراحة للطالب، بالإضافة إلى الجلوس معه لحل أي أزمة نفسية يعاني منها.

وشهدت امتحانات الفصل الدراسي الثاني للعام الجاري، العديد من وقائع الغش التي أثارت الرأي العام، ووضعت الوزارة في موقف محرج، خرجت معه لتؤكد اتخاذها كافة الإجراءات القانونية تجاه المتسببين في تلك الأزمة، ومحاسبة الطلاب «الغشاشين» واصفة إياهم بأنهم «قلة من الطلاب».

ولذلك حرص موقع "صدى البلد" علي رصد بعض اراء طلاب الثانوية العامة واولياء امورهم.

واعترف محمد علاء طالب بالصف الثالث الثانوي، بأن الغش بجروبات السوشيال ميديا بامتحانات الثانوية العامة التي تجرى خلال السنوات الماضية بات ظاهرة معتادة، حيث لا يكاد يخلو فصل دراسي من وجود طلبة يسطون على جهود الآخرين والاستيلاء على ما لا يحق لهم.

ويتفق لطفي أبو زيد ولي امر طالبة بالصف الثاني الثانوي، مع إجراءات وزارة التربية والتعليم ضد الغشاشين باعتبارها الحل الأمثل لانتهاء ظاهرة الغش نهائيا، فيقول إن الدولة حريصة على أنها تحقق العدالة في الامتحان وإعطاء تكافل الفرص، لتكون نتيجة الطالب معبرة عن قدرته ومهاراته في الصف الدراسي، لأن الامتحانات تعتمد على الفهم والتركيز وليس الحفظ.

وأوضح حسين عبد الغني، ولي امر طالبان بالمرحلة الثانوية، أن التكنولوجيا أوحت لهم بالكثير من طرق الغش والتي كانت مستخدمة داخل جدران الفصول الامتحانية سابقاً، موضحًا أن الوزارة نجحت في إحباط بعض هذه الوسائل، عن طريق استخدام الأساليب الحديثة في المراقبة، ومن يحاول الغش بها يتم كشفه من الأكواد التي تضعها علي ورقة الامتحان.

وقال محمود امين ولي امر طالب بالصف الثالث الثانوي، أن استخدام كاميرات المراقبة بالفصول حل أخير وجذري للتعامل مع الأزمة، خاصة قبل انطلاق ماراثون الثانوية العامة 2021/ 2022، والمتوقع له تكرار عمليات الغش الإلكتروني بكثرة، وهو الأمر الذي لم يجدي نفعا كما كان مخطط له.

وقال ندي وحيد ولي امر بالمرحلة الإعدادية، "هناك بعض الطلاب يتعمدون اعتمادًا كليًا على الغش، ويقومون بحيل إبداعية ماكرة لطرق الغش، فمنهم من يقوم بتهكير التابلت واستدام هاتفه لنشر الامتحان، أو استخدام الساعات والنظارات الالكترونية وغيرهم لتحقيق هدفهم وهو الغش وتسريب الامتحانات.