الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

102 يوم من حرب أوكرانيا..هل تصمد أفريقيا في وجه الأزمة الاقتصادية العالمية؟

أرشيفية
أرشيفية

امتدت الأضرار الناتجة عن الحرب في أوكرانيا والمستعرة منذ 102 يوم، لتطال العالم كله وليس القارة العجوز وحدها، ومن ضمن الدول الأكثر تضررا من نتائج الحرب هي الدول الأفريقية، التي تعتمد بشكل كامل في الحصول على غذائها وخاصة القمح والأسمدة من روسيا وأوكرانيا.

أفريقيا ومستويات قياسية من الجوع

وتواجه مناطق في أفريقيا بالفعل مستويات قياسية من الجوع، مدفوعة بانعدام الأمن والصدمات المناخية والانكماش الاقتصادي الناجم عن جائحة "كوفيد-19"، وتحذر الأمم المتحدة من مغبة الحصار البحري الروسي في أوكرانيا، وقالت إنه "قد يؤدي إلى مجاعات في جميع أنحاء العالم".

وتقول  منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، "FAO" إن "ما يقرب من نصف دول أفريقيا البالغ عددها 54 دولة تعتمد على روسيا وأوكرانيا في استيراد القمح"، كما تمثل روسيا وأوكرانيا أكثر من 40% من واردات أفريقيا من القمح، ويرتفع الرقم في بلدان مثل رواندا وتنزانيا والسنغال إلى أكثر من 60%.

وتعتمد مصر على استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا بنسبة 80%، بينما تعتمد بنين والصومال في 100% من إمدادات القمح على البلدين، حيث ضاعفت الحرب في أوكرانيا من أزمات الغذاء القائمة في منطقة الساحل وشرق إفريقيا بسبب الجفاف والصراعات.

ووفقا لجماعات الإغاثة، فإن أكثر من 14 مليون شخص على شفا المجاعة بمنطقة  القرن الأفريقي، وقد يتعرض أكثر من 40 مليون شخص لخطر المجاعة الوشيك هذا العام، وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

ومنذ الحرب الروسية في أوكرانيا، تعهد الاتحاد الأفريقي بالحفاظ على موقف محايد من الحرب، وانقسمت الدول الأفريقية حول الغزو، حيث لم تدن 19 دولة من أصل 54 روسيا التي تعد "أكبر مورد للأسلحة في القارة السمراء".

وفي هذا السياق عقدت قمة أفريقية - روسية، الجمعة في مدينة سوتشي الروسية، بين الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي ترأس بلاده الاتحاد الأفريقي لعام 2022، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين.

روسيا تقف دائما بجانب قارة إفريقيا 

وقال بوتين عقب اجتماعه مع سال : "أود أن أذكر أن بلدنا كان دائما إلى جانب أفريقيا، ودعمها في الحرب ضد الاستعمار، نحن في مرحلة جديدة من التطور ونولي أهمية لعلاقاتنا مع البلدان الإفريقية".

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وإفريقيا زاد بنسبة تجاوزت 34% منذ بداية العام الحالي.

ومن ناحيته، أكد رئيس الاتحاد الإفريقي أن العقوبات المفروضة على روسيا "حرمت البلدان الأفريقية من الحصول على الحبوب والأسمدة، الأمر الذي فاقم من مشكلة الأمن الغذائي في أفريقيا".

وأضاف: "زادت العقوبات المفروضة على روسيا المعاناة وجعلت الأوضاع أكثر سوءا، لأننا لم نعد قادرين على الحصول على الحبوب، خاصة القمح الروسي، والأهم من ذلك، الأسمدة، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا للأمن الغذائي في قارتنا".

وفي وقت لاحق، أعلن سال الجمعة، أنه خرج "مطمئنا" من اللقاء مع بوتين.

وقال للصحفيين: "نخرج من هنا مطمئنين جدا ومسرورين جدا بمحادثاتنا"، مضيفا أنه وجد الرئيس الروسي "ملتزما ومدركا أن أزمة العقوبات تتسبب بمشاكل خطيرة للاقتصادات الضعيفة مثل الاقتصادات الإفريقية".

وشدد سال -خلال اللقاء -على أن الدول الأفريقية تعاني من تداعيات الحرب بأوكرانيا رغم أن "غالبية الدول الأفريقية تجنبت إدانة روسيا" خلال التصويت في مجلس الأمن والأمم المتحدة، وأنهم مع "آسيا والشرق الأوسط وكذلك أمريكا اللاتينية، فضل قسم كبير من البشرية البقاء بمنأى عن هذا النزاع".

جهود قارة أفريقيا وحدها لن تفلح

ومن جانبه قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير صلاح حليمة، إن الجهود الأفريقية منفردة لذا هناك صعوبة في نجاحها.

ولفت حليمة: "هناك حوالي 282 مليون شخص في أشد الحاجة للغذاء وامكانيات القارة جيدة ولكنها غير مستغلة لذا في اللحظة الراهنة يصعب أن تستطيع افريقيا بمفردها القيام بهذا الدور، ولا بد من دعم خارجي ومساندة خارجية فيما يتعلق بإمكانية تقديم المساعدات وتوفير الغذاء".

وأضاف حليمة - في تصريحات لـ"صدى البلد” أن مشكلة الغذاء هي مشكلة كبيرة متواجدة منذ البداية في افريقيا ولكن المشكلة تفاقمت مع الأزمة الأوكرانية ونقص الطاقة والغاز والغذاء أيضا فهو الثالوث الخطير ما يؤدي لتفاقم أزمة الغذاء في القارة الافريقية وزيادة الحاجة للدعم الخارجي.

واختتم حليمة، أنه إذا حل الأمر بين روسيا وأكرانيا سيساعد في انفراج الأمر بشكل كبير ولكن الأزمة موجودة من البداية وتجتاج مجهودا كبيرا ومساعدات خارجية.