الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في مركز الإبداع

غادة جابر
غادة جابر

القاهرة الساحرة، عندما يأتي مساء القاهرة ، وتنير شوارعها بضوء القمر ، وتتلألأ النجوم فوق مياه النيل ، وقتها تشعر بسحر يطغي علي كل حواسك ، يطغي بالحب والأمل و الشغف ، والبحث عن كل ضوء أو شعاع نور ، في كل ليلة من ليالٍ القاهرة الساحرة.

وفي مساء أمس بزيارة مبهجة  لدار الأوبرا المصرية التي أحبها كثيراً ،و بدعوة رقيقة ، للحضور بمركز الإبداع ، احتفالية تتويج الفنانة إلهام شاهين ، كإحدى صناع تاريخ السينما ، وما الغريب وهي صاحبة المائة وواحد فيلم، وعشرات المسلسلات الدرامية، والمسرح ،  وتوهج المسرح بمركز الإبداع بخصب الكلمات ، التي ألقاها الحضورـ فهم عمالقة الفن والإعلام، فكانت الإعلامية الكبيرة هالة سرحان ، تترأس تقديم الكلمات ، والمخرج الكبير محمد عبد العزيز الذى كرم الفنانة إلهام شاهين ، والمخرج مجدى أبو عميرة وغيرهم من عمالقة الفن.

كانت احتفالية قيمة تليق بالقوة الناعمة ، والذى أضاف عليها الجمال والسحر، إقامتها في دار الأوبرا المصرية هذا الصرح العظيم ، الذى ظل منارة ثقافية لمدة 102 عام منذ عام 1869، فقد بنيت في عهد الخديوي إسماعيل إلي أن حُرقت عام 1971.

وافتتحت دار الأوبرا المصرية أو الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي عام 1988 ، بأرض الجزيرة بالقاهرة ، هذا الصرح المبني علي الطراز الإسلامي ، ومن وقتها هو البديل عن دار الأوبرا الخديوية ، التي كان موقعها حي الأزبكية ، بوسط القاهرة.

وبمناسبة افتتاح قناة السويس ، فبناء دار الأوبرا القديمة يرجع إلي فترة الازدهار التي شهدها عصر الخديوي إسماعيل ، في مجالات كثيرة ، وكانت الدعوة لعدد كبير من ملوك وملكات أوروبا ، وكانت رغبة الخديوي متجهة نحو بناء أوبرا مصرية ، يفتتح بها دار الأوبرا الخديوية وهي أوبرا عايدة ، التي اكتشفت مخطوطاتها من قبل العالم الفرنسي "أوجست ماريتا" في وادى النيل ، والمخطوطة عبارة عن قصة من 4 صفحات ألفها "ميريت باشا " عالم المصريات ، الفرنسي الشهير ، وتم ترجمتها وتسليمها للموسيقار الإيطالي ، فيردى عام 1870 ، لتأليف أوبرا عايدة بطلب من الخديوي إسماعيل.

ولكن لم يعرض أوبريت عايدة في موعده لتأخر وصول الملابس والديكور الخاص بأوبرا عايدة ، ولكن يشاء القدر أن يتحقق ، حلم تنفيذ أوبريت أوبرا عايدة بعد الستة والأربعين بعد المائة عام ، في افتتاح قناة السويس الجديدة ، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2015.

وتأخذنا دار الأوبرا المصرية ، بمبناها الشامخ في أرض الجزيرة ، الذى يظله الأشجار الكثيفة ، إلي روائع دار الأوبرا ، فبها أنشطة كثيرة ، لتدريب أبنائنا من الهواة ، لعزف الموسيقي ، أو الغناء ، أو التمثيل ، أو فن البالية ، أو الرسم ، والاحتراف في الفنون التشكيلية.

فعندما تذهب إلي دار الأوبرا ، تجد بين طرقاتها ، جميع فئات المجتمع ، فهناك من يصطحب أبنائه ليعلمهم الفنون ، أو ليتعلم هو الفنون ، وهناك من يحضر للأوبرا للاستمتاع بعروضها، من حفلات صاخبة بالفن من الطراز الأول.

وفي النهاية لم تكفِ الكلمات لوصف جمال الفنون ، والثقافة ، فهي أشياء مهما وُصِفت؛ تظل تحتاج إلي الشعور بها، وأن تنغمر حواسك برسائلها القوية الناعمة، كضوء القمر في سماء القاهرة وتلألؤ النجوم فوق مياه النيل.