الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

4 أشهر قتال تعيد تشكيل موازين القوى..

حرب روسيا وأوكرانيا|6 حزم عقوبات و5 جولات مفاوضات وسيناريو التقسيم الأقرب للتنفيذ

حرب روسيا وأوكرانيا
حرب روسيا وأوكرانيا

مرت على حرب روسيا وأوكرانيا 4 أشهر و5 أيام، شهدت هذه المدة العديد من التحولات السياسية والاقتصادية، وتغير موازين القوى، إلى جانب سقوط تحالفات، وإنشاء تحالفات جديدة، فبالنظر إلى العالم نجد أن الغرب بدأ يعتبر روسيا كمصدر التهديد الأول بعدما كانت حليفا، كما اعتبر الناتو في قمته التي انعقد في مدريد الأسبوع الماضي، الصين على أنها تشكل تحديا لقيم وثوابت الحلف.

 

ونرى على مدار الأربعة أشهر، العديد من التداعيات الاقتصادية التي صدمت دول العالم، وصدرت له أزمات مثل أزمة التضخم العالمي التي تؤثر على اقتصاديات جميع الدول، إلى جانب أزمة الغذاء، والطاقة، والتي بدورها تؤثر على أزمة التغيرات المناخية نظرا لعودة العديد من الدول استخدام الوقود الأحفوري والفحم بدلا من الغاز الروسي.

الحرب الروسية الأوكرانية

في هذا التقرير نستعرض التحولات العالمية والدولية التي أدت إليها حرب روسيا وأوكرانيا، وما شهدته هذه الفترة من أحداث بارزة.

 

6 حزم من العقوبات

بدأت حرب روسيا وأوكرانيا، في الـ 24 فبراير الماضي، بإعلان موسكو عن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، وحذرت الغرب والناتو من أي تدخل عسكري، في الشئون الداخلية أو في مسار القتال، وهو ما التزم به الناتو، ولكن من ناحية أخرى قامت الدول الغربية بفرض 6 حزم من العقوبات على روسيا على قطاعات البنوك والطاقة والذهب، إلى جانب تجميد الأصول الروسية.

 

هذه العقوبات لم تؤثر بشكل كبير على روسيا، التي لا تحتاج فعليا إلى العالم، نظرا لاحتكارها الكميات الأكبر من جميع المنتجات الغذائية والصناعية والطاقة، وإنما تضرر الغرب من قرار روسيا، بمنع بيع الغاز للدول غير الصديقة "دول الغرب"، إلا مقابل الروبل، وهو ما تسبب في انتعاش العملة الروسية لتصل إلى أعلى مستويات قوتها أمام الدولار واليورو، حيث وصل إلى مستوى 54 روبل مقابل الدولار، في حين كان قد كسر 110 روبل مقابل الدولار الواحد في بداية الحرب.

 

هذه الفترة تخللها 5 جولات من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، كانت كالتالي:

5 جولات المفاضات بين روسيا وأوكرانيا

جولة المفاوضات الأولى

أجريت جولة المفاوضات الأولى بين موسكو وكييف، عند الحدود البيلاروسية بالقرب من منطقة تشيل نوبل، يوم الأثنين 28 من فبراير الماضي، ولكن لم يتوصل وفدي البلدين إلى نتائج تغير من شكل الحرب الدائرة، بينما اتفقا على عقد جولة مباحثات ثانية في أقرب وقت. 

جلسة المفاوضات الأولى بين روسيا وأوكرانيا

جولة المفاوضات الثانية 

أما جلسة المفاوضات الثانية، عقدها الوفدان الخميس الموافق 3 مارس الماضي، وعقدت في مدينة بريست غرب بيلاروسيا، وتم الاتفاق على التوصل لتفاهم بشأن إقامة ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين ووقف مؤقت لإطلاق النار في مدينة ماريبول، ولكن فشلت هذه الجولة، ولم يلتزم الطرفان بما اتفقا عليه.

 

جولة المفاوضات الثالثة

عقدت الجولة الثالثة من المفاوضات يوم الأثنين 6 مارس، وانتهت بعد مضي ثلاث ساعات من بدايتها، وحاول الجانبان الاتفاق مرة أخرى على إقامة الممرات لإجلاء سكان مدينة ماريوبول في جنوب شرق أوكرانيا، كما وتبادلا الاتهامات بخرق الهدنة المتفق عليها، ولكن فشلت هذه الجولة أيضا في إنقاذ المدنيين.

 

جولة المفاوضات الرابعة

عقدت جولة المفاوضات الرابعة يوم الأثنين، 14 مارس، وكان عبر تقنية الفيديو، وركزت على التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، وسحب القوات، والضمانات الأمنية التي تطلبها كييف، ولكنها لم تنتهي إلى شئ.

جولة المفاوضات الخامسة

جرت الجولة المفاوضات الخامسة، الأربعاء 30 مارس، برعاية تركية، حيث أقيمت في إسطنبول، ولكن جاء رد فعل الكرملين مخيبا للآمال بعدما أكد عدم إحراز أي تقدم في طريق التهدئة، بعد جوالات المفاوضات التي جرى 3 منها في بيلاروسيا، والرابعة افتراضيا، وكانت الجولة الخامسة هي الأخيرة وانتهت إلى:

تمسك أوكرانيا، بالنقاط التالية:

  • وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية.
  • الحفاظ على سيادة الحكومة الأوكرانية على جميع أراضيها طبقا لتصريحات المسئولين الأوكرانيين.

تمسكت روسيا بـ:

  • حياد أوكرانيا وعدم انضمامها إلى الناتو.
  • نزع السلاح الأوكراني، وضمان الأمن الجماعي.
  • استخدام اللغة الروسية.
  • التخلص من النازية الجديدة.
  • وأشارت بعض المصادر الغربية إلى طلب روسيا من أوكرانيا استسلاما تاما.

وكانت نقاط الخلاف تنحصر في:

  • السيادة على إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم.

نقاط التوافق حسبما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وطبقا لوثيقة المبادئ التي سلمها الوفد الأوكراني لنظيره الروسي:

  • أن تتخلى أوكرانيا عن حلم الانضمام للناتو وتظل على الحياد، وإثبات وضعها كدولة خارج أي تكتلات سياسية أو عسكرية.
  • أن تنظر أوكرانيا إلى قضايا دونباس ولوجانسك على أنها حقيقة ثابتة على الأرض.
  • التزام أوكرانيا بعد السعي إلى الحصول على أسلحة نووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل.
  • التزام أوكرانيا بعدم استضافة قواعد وقوات أجنبية في أراضيها.
  • التزام أوكرانيا بعدم إجراء أي تدريبات عسكرية إلا بموافقة الدول الضامنة، ومنها روسيا.

روسيا تسيطر على 20% من أوكرانيا

أما في مسار القتال، خلال الأربعة أشهر، باتت روسيا تسيطر على 20% من أراضي، أوكرانيا، وذلك حسبما أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، أما روسيا فكانت قد أعلنت يوم الجمعة 25 مارس الماضي، أنها تريد تركيز جهودها على تحرير شرق أوكرانيا بعد 30 يوما من قتال واسع النطاق.

وأكد نائب رئيس الأركان الروسي، أنه تم تحقيق الأهداف الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية، وتخفيض القدرات القتالية للقوات الأوكرانية، بما يسمح  بتركيز الجزء الأكبر من الجهود على الهدف الرئيسي وهو تحرير دونباس.

مناطق تسيطر عليها روسيا

تصعيد غربي ودعم أوكرانيا بالسلاح

ووسط غياب الحل الدبلوماسي، والتصعيد المضاد من الطرفين، إلى جانب إعلان الناتو مساندة أوكرانيا، وتقديم حزم مساعدات عسكرية بمئات المليارات من الدولارات، حيث تعهدت بريطانيا على لسان رئيس الوزرا بوريس جونسون، بتقديم مليار جنيه استرليني مدعم عسكري لأوكرانيا، مع إرسال المزيد من أنظمة الدفاع الجوي والطائرات بدون طيار، وتجهيز 1000 حندي بريطاني في حالة تأهب لنشرهم بسرعة، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة إكسبريس البريطانية.

أما الولايات المتحدة، فقد أعلنت على لسان الرئيس جو بايدن، في قمة الناتو الاخيرة في العاصمة الأسبانية مدريد، أنها سوف تقدم مساعدة عسكرية جديدة بقيمة أكثر من 800 مليون دولار، من الدفاعات المضادة للطائرات والمدفعية وتجهيزات أخرى.

أيضا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعهد خلال القمة، بتقديم باريس 6 مدافع أخرى من طراز سيزار لمساعدة أوكرانيا في الحرب.

أنظمة الأسلحة الغربية

خطة تقسيم أوكرانيا الأقرب للتنفيذ 

ووسط حالة التصعيد تلك، يبدو أن الحرب قد تنتهي بتقسيم أوكرانيا، فقد كشف مسؤول روسي بارز عن مُخطّط غربي لتقسيم أوكرانيا ستنفذه بولندا، وذلك برعاية أمريكا وبريطانيا، بعدما تحدثت مديرة الاستخبارات الأميركية عن 3 سيناريوهات للحرب.

وقات أفريل هاينز، مديرة الاستخبارات الوطنية، في مؤتمر بواشنطن، إن الاستخبارات الأميركية ترى 3 سيناريوهات يمكن التركيز عليها في الأسابيع والأشهر المقبلة، وعلى الأرجح سيكون الجيش الروسي قد أمّن لوجانسك وجزءًا كبيرًا من دونيتسك بحلول الخريف، بالإضافة إلى ترسيخ سيطرته على جنوب أوكرانيا.

وعن السيناريو الثاني، هو أن روسيا يمكن أن تحقق اختراقًا وتعيد التركيز على كييف أو أوديسا، أما السيناريو الثالث هو أن تتمكن أوكرانيا من تحقيق الاستقرار في خط المواجهة والبدء في تحقيق مكاسب أصغر، على الأرجح في خيرسون أو في أي مكان آخر في جنوب البلاد.

 

في المقابل، كشف مدير الاستخبارات الروسية، سيرغي ناريشكين، أمس، أن القيادة البولندية بدأت في وضع سيناريوهات تقطيع أوكرانيا، موضحا أن وارسو، تعمل الآن على قضية إنشاء دولة بالوكالة في غرب أوكرانيا، ستكون تحت حماية القوات البولندية.

وأشار إلى أنه يتم النظر في مشروع لتشكيل منطقة عازلة في المناطق الوسطى في أوكرانيا، والتي وفقًا للبولنديين، ستسمح لهم بتجنب الصدام المباشر، غير المرغوب فيه ، مع روسيا.