الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما الحكمة من الوقوف على جبل عرفات في الحج؟

ما الحكمة من الوقوف
ما الحكمة من الوقوف على جبل عرفات في الحج ؟

ما الحكمة من الوقوف على جبل عرفات في الحج ؟ .. يتساءل الكثيرون ما الحكمة من الوقوف على جبل عرفات في الحج ؟، خاصة بالتزامن مع يوم عرفة يوم الحج الأعظم، ولعل في السطور التالية نوضح ما الحكمة من الوقوف على جبل عرفات في الحج ؟ ، وفضل الوقوف بعرفة ولماذا لم تشر إليه الآيات القرآنية مكتفية بالإشارة إلى لفظ الإفاضة دون الوقوف.

يوم عرفة

ما الحكمة من الوقوف على جبل عرفات في الحج ؟ 

للوقوف على جبل عرفات حكمة لا يعلمها إلا الله، إلا أن للعلماء اجتهاد في بيانها ضمن باب الاجتهاد المشروع، حيث يقول الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: الحكمة من الوقوف بعرفات هو التشبه بحال الواقفين في فسيح القيامة وقد تبعث كل أمة نبيها وكل يرجو النجاة والواجب على الحاج في هذا الموطن أن يضرع إلى الله ويلجأ إليه في المغفرة ليتحقق الرجاء في الرحمة.


وتابع: أعلم يا أخي أن من أعظم الذنوب أن يحضر الحاج عرفات ويظن أن الله لم يغفر له.. تتأهب الخلائق الوافدة للحج إلي الوقوف بعرفة وتستعد للقيام بهذه الرحلة الروحية وتتنافس في السبق إلى موقف الرضا والرحمات ومكان نزلات المنح الإلهية والعطايا الربانية فيدفعهم طمعهم إلى ساحة الكرم ويسوقون أملهم إلى حمى المضيف العظيم يرجون عطفه ويلتمسون مغفرته والقلوب إذ تستجيب لهذه الدعوة الربانية وتتهافت علي ساحة الجلال والنفحات الرحمانية فما ذلك إلا أنها ترى فيها سعادتها وحياتها وتحس الأرواح بأن فيها متعتها وأنسها وتشعر بلذة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.


ويقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "الحج عرفة"، وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيها عبدا من النار من يوم عرفة وأنه يباهي بهم الملائكة" وهو أهم ركن من أركان الحج بل هو أساس الحج فأدعو الله أن يوفق حجاج بيته لتفهمها والعمل بمقتضاها.

لم تصرح الآية بالوقوف بـ"عرفات" مع أنه الركن الأعظم :

بين الأزهر الشريف من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الإعجاز القرآني في قوله تعالى (فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ).

وقال الأزهر في بيانه آية "فإذا أفضتم من عرفات"، حيث اشتملت الجملة على الوقوف بعرفات وهو الركن الأعظم للحج، كما اشتملت على المبيت بمزدلفة (المشعر الحرام)، وفيها إيجاز بليغ؛ فإنها سدت مسد أن يقال : فإذا كان يوم التاسع من ذى الحجة فقفوا بعرفات واذكروا الله كثيرا، ثم أفيضوا إلى المزدلفة، فبيتوا فيها واذكروا الله عند المشعر الحرام".

وبين أن الآية لم تصرح بالوقوف بـ "عرفات " مع أنه الركن الأعظم، بل جعلته مندرجا فى قوله ( فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ) لأن الإفاضة هى الرجوع، والرجوع لا يكون إلا عن ذهاب ، كما طوت الآية ما يفعله الحاج فى عرفات من الذكر والدعاء وصلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا؛ لأنه إذا أمر بالذكر عند المشعر الحرام (مزدلفة ) والوجود فيها واجب.

وتابع: الذكر فى عرفات من باب أولى، كما أن عدم الأمر بالذكر والدعاء فى عرفات فيه دلالة على أن الذكر والدعاء فيه أمر معلوم لا يغفل عنه الحاج بحال ، أما المشعر الحرام فهو مظنة غفلة الحاج عنه لما ناله من نصَبِ.

وبين أن ذُكِرَ ( عَرَفَات ) باسمه للدلالة على أن عرفات كلها موقف، ولا يقتصر الوقوف فيها على ( جبل الرحمة ) حيث وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ولذا قال صلى الله عليه وسلم ( وقفتُ ها هنا وعَرَفَةُ كُلُّها مَوقِف ) ، الحديث رواه مسلم فى كتاب الحج باب ما جاء فى أن عرفة كُلَّها موقف.

وأكمل: لم تذكر الآية (مزدلقة) باسمها بل بجزء موجود فيها (الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) وهو جبل قُزَح بآخر المزدلفة قُبَيل ( مِنَى ) ، وقف به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال فى الحديث السابق (وقفت هاهنا ، وجَمْعٌ كُلُّها مَوقِف)، وجَمْعٌ هى المزدلفة .

وشدد فى ذكر الإفاضة من عرفات لفت إلى ذلك المشهد العظيم حين تَغَصُّ عرفات بالحجيج وتفيض بهم الشعاب والأودية والسبل كأنه يوم الحشر ؛ لأن الإفاضة تكون فى وقت واحد بعد غروب الشمس ، بخلاف الذهاب إلى عرفة فتتعدد أوقاته حيث يتوافد الحجيج إليه زرافات ووِحْدَانا، فليس فيه ذلك المشهد العظيم الذى يكون عند الإفاضة ، وهو آية من آيات الحج ، يملأ القلوب روعة وجلالا ، ويرى المؤمن فيه نفسه جِرْمَاً صغيرا تائها وسط هذا الفيض الفيَّاض والجمع المشهود، وكم تفيض فيه الدموع ، وتُسْكَبُ العبرات ؛ والقرآن يصطفى من مشاهد الحج ويختار؛ ولذا فَرَّغَ السياق لذكر هذه الإفاضة حين سكت عن ذكر الذهاب إلى عرفات والوقوف بها والذكر والدعاء فيها ليملأ القلوب بهذا المشهد ويحرك البصائر ، ويجعله ملء العين والقلب والسمع والفؤاد ؛ وفيه إشارة إلى أن الحاج ينبغى أن لا يشغله عن تدبر هذا المشهد العظيم شاغل من زَمِّ الرِّكاب وحمل المتاع وجمع الصحاب واستصحاب الزاد ؛ فلا يضيع الاعتبار بهذه الآية العظمى التى خصها الله تعالى بالذكر وقدمها فى أُنُفِ الكلام حتى على لفظ ( عرفات ) فلم يقل : فإذا كان يوم عرفات وأفضتم، بل بدأ الحديث عن يوم عرفة من آخر مشهد فيه لأنه أعجب المشاهد وأملؤها وأحفلها وأكثرها تأثيرا فى النفوس الحية والحس النابض والعقل الواعى.

 

واختتم قائلاً:"فى التعبير عن الرجوع من عرفات بالإفاضة استعارة تبعية فى الفعل ( أَفَضْتُم ) للدلالة على سرعة الخروج ، وفيها وصف لحركة الحجيج فى صعودهم وهبوطهم ؛ لأن الماء إذا فاض فإنه يعلو ويسفل ، وكذا الحجيج وهم حشد حاشد وجمع غفير ، ما بين راجل وراكب ، تراهم يملؤون الوديان والشعاب والتلال ما بين صاعد ونازل وماض على مستوٍ من الأرض منبسط ، ولا يكافىء هذا المشهد إلا لفظ ( أَفَضْتُم )".

الحج عرفة

4 أخطاء يقع فيها الحجاج
 

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه مكث يوم عرفة بنمرة حتى زالت الشمس، ثم ركب ثم نزل فصلى الظهر والعصر ركعتين ركعتين جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، ثم ركب حتى أتى موقفه فوقف وقال: «وَقَفْتُ هَاهُنَا بِعَرَفَةَ، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ»، رواه مسلم، فلم يزل واقفًا مستقبل القبلة، رافعًا يديه يذكر الله ويدعوه حتى غربت الشمس وغاب قرصها فدفع إلى مزدلفة.
 

ويقع بعض الحجيج أثناء الوقوف بعرفة فى عدة أخطاء وهى كما ذكرها الفقهاء: أنهم ينزلون خارج حدود عرفة ويبقون في منازلهم حتى تغرب الشمس ثم ينصرفون منها إلى مزدلفة من غير أن يقفوا بعرفة، وهذا خطأ عظيم يفوت به الحج، فإن الوقوف بعرفة ركن لا يصح الحج إلا به، فمن لم يقف بعرفة في وقت الوقوف فلا حج له.
 

لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الحجُّ عَرَفَةُ، مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ فَقَدْ أدْرَكَ الحَجّ» رواه الترمذي وغيره، وبين الفقهاء أن سبب هذا الخطأ أن الناس يغتر بعضهم ببعض؛ لأن بعضهم ينزل قبل أن يصلها ولا يتفقد علاماتها؛ فيفوت على نفسه الحج ويغر غيره.
 

وينصرف بعض الحجاج من عرفة قبل غروب الشمس، وهذا لا يصح لأنه خلاف لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث وقف إلى أن غربت الشمس وغاب قرصها، ولأن الانصراف من عرفة قبل الغروب عمل أهل الجاهلية.
 

ويستقبل بعض الحجاج جبل عرفة عند الدعاء، ولو كانت القبلة خلف ظهورهم أو على أيمانهم أو شمائلهم، وهذا خلاف السنة، فإن السنة استقبال القبلة كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-.
 

ويقطع بعض الحجاج التلبية ولا تسمعهم يلبون، فلا يجهرون بالتلبية في مسيرهم من منى إلى عرفة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة في يوم العيد.
 

الرسول لم يأمر بصعود عرفة
 

قال الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه حث على صعود جبل عرفات الذي اشتهر عند الناس باسم: «جبل الرحمة»، مشيرًا إلى أنه لم يكن من هديه -صلى الله عليه وسلم- صعود هذا الجبل في حجه ولا اتخذه منسكًا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «خذوا عني مناسككم»، ودرج على ذلك الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة ومن تبعهم بإحسان، فلم يكونوا يصعدون على هذا الجبل في حجهم ولا اتخذوه منسكًا لهم؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي ثبت أنه صلى الله عليه وسلم وقف تحت هذا الجبل عند الصخرات الكبار، وقال: «وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف، وارفعوا عن بطن عرنة».
 

ونبه مدير إدارة الحساب الشرعي، على أن هذه الأمر من الأخطاء التي ترتكب يوم عرفة بأن يصعد الحجاج جبل الرحمة ويشقون على أنفسهم، مؤكدًا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمر بالوقوف على عرفة وليس صعوده.
 

حكم الوقوف على عرفة نائما


أكد مجمع البحوث الإسلامية، أن وقوف النائم والمريض على جبل عرفات، جائز شرعا ولا شيء فيه، باتفاق العلماء.


وقال مجمع البحوث الإسلامية في فتوى له، إن وقوف الشخص الذي تعرض للإغماء على جبل عرفات، اختلف فيه الفقهاء فذهب الحنفية إلى إجزاء وقوفه، لأن وقوفه على أي صفة جائز، وذهب الجمهور إلى عدم إجزاء الوقوف، لأنه عبادة، والمغمى عليه ليس أهلا لها.


وأضاف أن الراجح قول الحنفية لأنه تأدى الوقوف بحصوله في الموقف في وقت الوقوف، لأنه إذا مر بعرفات أي شخص، وهو لا يعلم بها في وقت الوقوف أجزأه.

الوقوف بعرفة

أعمال يوم عرفة للحاج


كيفية الوقوف بعرفة
- هو أهم أركان الحج، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة".

وقته:

أ‌- الأفضل: من بعد الزوال حتى بعد غروب الشمس.

ب‌- الجائز: من طلوع شمس يوم التاسع حتى طلوع فجر يوم العاشر.ولو أدركت لحظة في هذا الوقت بعرفة فحجك صحيح، ولكن إن كانت هذه اللحظة قبل غروب الشمس فقط فعليك دم، وإن كانت بعد الغروب فلا شيء عليك، إلا أنه فاتك المبيت بمزدلفة فعليك دم لأجل مزدلفة لا لأجل عرفة.

- توجه إلى عرفة بعد شروق الشمس وصل فيها الظهر والعصر (جمع تقديم) على ركعتين ركعتين بأذان وإقامتين، وامكث فيها إلى غروب الشمس، وأكثر من الذكر والدعاء هناك، والسُّنَّة أن تستقبل القبلة عند الدعاء لا استقبال الجبل، ويستحب هذا الدعاء "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".

وعرفة كلها موقف، ولا يشرع صعود الجبل، ويستحب الإكثار من الدعاء والتضرع، ولا يشترط أن تكون واقفًا أو تحت الشمس، فلك أن تجلس وتستظل.

 

 الإفاضة إلى مزدلفة:

أ- إذا غربت الشمس، اذهب إلى مزدلفة فإذا وصلتها صلِّ المغرب والعشاء (جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين) قبل أن تحط رحلك، وقبل جمع الحصى.

ب- بِتْ في مزدلفة وصلِّ الفجر في أول وقته وأكثر من الدعاء والذكر حتى الإسفار (المبيت واجب حتى طلوع الفجر والأفضل حتى الإسفار)، ويجوز للضعفاء من الرجال والنساء أن يدفعوا في آخر الليل بعد غياب القمر لتجنب الزحام.

ج- التقط سبع حصيات لرمي جمرة العقبة الأولى، ومن أي مكان أخذتها جاز.د- اذهب إلى منى قبل طلوع الشمس.
 

معنى حج الإفراد
الإفراد عند بعض العلماء -كالشافعية- هو تقديم الحج على العمرة؛ بأن يُحرِم أولا بالحج من ميقاته، ويَفرَغ منه، ثم يخرج من مكة إلى أدنى الحِلِّ فيحرم بالعمرة، ويأتي بعملها، ومن العلماء مَن لا يشترط العمرة بعد الحج، ويجعل القيام بأعمال الحج وحده دون العمرة هو الإفراد.
 

كيفية حج الإفراد
يبدأ الحاج بطواف القدوم حين دخول مكّة، ثمّ يُؤدّي السَّعي بين الصفا والمروة، ويُؤخّره إن شاء إلى ما بعد طواف الإفاضة، والأولى بعد طواف القدوم؛ اقتداءً بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ويبقى على إحرامه إلى اليوم الثامن من ذي الحِجّة؛ ليبيتَ في مِنى ذلك اليوم، ويُؤدّي فيها الصلوات الخمس، كلّ صلاةٍ في وقتها، ويقصرُ الصلاة الرباعيّة؛ فيُؤدّيها ركعتَين، ويقف بعرفة في اليوم التالي؛ اليوم التاسع من ذي الحِجّة، ويجمعُ تقديمًا بين الظهر والعصر، ويقصرُهما، ويبقى في عرفة إلى غروب الشمس.
 

ثم يتوجه بعدها إلى مُزدلفة، ويبقى فيها حتى الفجر، ويتوجّه بعد ذلك إلى مِنى، ويرمي جمرة العقبة بسبع حَصَياتٍ، مع التكبير عند رَمي كلّ حصوةٍ، ويَحْلق شَعْره أو يُقصّر، ويغتسل ويتطيّب، ثمّ يتوجّه إلى مكّة؛ ليطوف طواف الإفاضة، ويعود إلى مِنى؛ ليبيتَ فيها ليلة الحادي عشر، والثاني عشر إن كان مُتعجِّلًا، وليلة الثالث عشر إن أراد التأخُّر، ويرمي في كلّ يومٍ منها الجمرة الصُّغرى، ثمّ الوُسطى، ثمّ العقبة؛ كلّ واحدةٍ بسبع حَصَياتٍ، مع التكبير عند كلّ حصاةٍ، ثمّ يرجع إلى مكّة، ليطوف سبعة أشواطٍ طواف الوداع.