لقي ربه قبل الصلاة..بني سويف تودع الحاج زيد أكبر معمر..تفاصيل

حالة من اليأس والحزن  يعشيها أهالي قرية بني ماضي التابعة لمركز ببا جنوب بني سويف  حيث ودعت  القرية ، أمس الجمعة ، الحاج زيد أبوزيد، أكبر معمر في المحافظة، والذي كان عمره يقترب من 100 عام، وكان يستخدم كرسي متحرك، ويستعد لصلاة الجمعة قبل رفع الآذان .

وسادت حالة من الأسي والحزن بين أهالي القرية، لرحيل الحاج أبوزيد، لما كان يتمتع به من حب وتعاطف من  الجميع، وحرصه على أداء الصلاة بالمسجد، رغم ظروفه المرضية، حيث أصيب بشلل منذ سنوات، لم يمنعه من الالتزام  أوالحرص على التوجه إلي المسجد لأداء الصلوات.
وتداولت صفحات وجروبات  موقع التواصل "فيسبوك"  منشورات وصورًا للفقيد الذي لقى ربه قبل الصلاة ، وسط تفاعل بالدعوات له بالرحمة والمغفرة، وأن يجعل وفاته أثناء أداء صلاة الجمعة بالمسجد، من أسباب حسن الخاتمة.

وكان الفقيد يقرب من  دخول نادى المائة، وكان يتمتع  بصحة جيدة وحباه الله بذاكرة قوية، رغم انه من مواليد  عام 1923،وكان دائما مايتذكر عمله في الكامب الإنجليزى في الإسكندرية، وثورة 23 يوليو، والجاموسة التي حصل عليها من جراء الإصلاحات السياسية، وباعها بـ130 جنيها ليذهب  بثمنها لأداء فريضة الحج بعد استشهاد نجله الأول في حرب الاستنزاف. 
صدي البلد التقي وبعضا من اهالي قرية بني ماضي  في البداية 
يقول العمدة  عز الدين عمدة قرية بني ماضي  ان الحاج زيد  تزوج 3 مرات وأنجب 13 رجلا 4 منهم توفوا  و9 علي قيد الحياة  ولديه  12 حفيد وعاش حياته  في قريتة بنى ماضى التابعة لمركز ببا بمحافظة بنى سويف.

وعاصر الفقيد  الملك فؤاد والملك فاروق وكان  يذهب إلى المدرسة في قريته بنى ماضى التي يرجع تاريخها إلى السيرة الهلالية وأبوزيد  الهلالى.

ويقول الحاج عبدالعزيز فريد  من ابناء القرية  ان  الفقيد  عاصر عدد من الأزمات أولها هجوم الجراد على مصر في عهد الملك فؤاد، مشيرا الي انه حكي لهم من قبل انه و  بفضل تماسك المصريين ونقاء قلبهم- ربنا عوض على الفلاحين والمزارعين- وعوضهم عن مصيبة هجوم الجراد، قائلاً: "لأننا بعد ما زرعنا محصول القطن وبدأت ثماره تظهر وجدنا الجراد يأكل أوراق وثمر القطن ويترك عيدان القطن وحدها، وقامت الحكومة برش الجراد وانتهى وبفضل البركة وقلوب الفلاحين الطيبة، أثمرت العيدان وكساها الورق وجمعنا القطن وبعناه رغم تأخر نضجه، حيث كان ذلك في عهد الملك فؤاد، وبعدها بعام توفاه الله وتولى حكم مصر الملك فاروق وعشت أصعب أيام في حياتى، لأنه كان لا يوجد تليفونات ولا تلفزيونات ولا كهرباء ولا أي شيء ورغم ذلك لم نشتك من الفقر بعكس هذه الأيام".

وحكي علي محمود من ابناء القرية انه ذهب  إلى الإسكندرية بالقطار واشتغل في «الكامب الإنجليزى مع كثير من المصريين سنة 1945، وعاد بعد عامين إلى قريتنا  بنى ماضى وتزوج الزوجة الأولى والتى كانت متزوجة من قبله 3 رجال، وكان لا توجد أفراح ضخمة وصاخبة كما يحدث حالياً، ففي يوم زفافه تم إعلامه بأن العروسة جاهزة وفتحوا غرفة وتركوها داخلها لحين عودته من عمله، وأنجب منها محمد الذي  استشهد في حرب الاستنزاف.