الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جداريات كلية البنات.. رشا عبدالوهاب: أماني إبراهيم صحفية صدى البلد موهوبة وكشفت السرقة

الكاتبة رشا عبدالوهاب
الكاتبة رشا عبدالوهاب والصحفية أماني إبراهيم

نشرت الكاتبة الصحفية رشا عبدالوهاب مقالا صحفيا في جريدة الأهرام بعنوان "صحافة المراقبة وجداريات المترو"، تحدثت فيه عن دور الزميلة الصحفية أماني إبراهيم الصحفية بموقع صدى البلد الإخباري في تغطية فضيحة جداريات مترو كلية البنات وكشفها عن التفاصيل الكاملة في الواقعة.

وقالت الصحفية رشا عبدالوهاب في مقالها: "صحافة المراقبة Watchdog journalism، هي شكل من أشكال الصحافة الاستقصائية، حيث يقوم الصحفيون أو الناشرون أو المؤسسات الصحيفة بتقصي الحقائق وإجراء المقابلات مع الشخصيات العامة والسياسية لزيادة المحاسبة وعادة ما تتخذ صحافة المراقبة شكلا من أشكال التقارير الإخبارية حول جانب من جوانب قضية معينة".

وأضافت الكاتبة الصحفية في مقالها الذي نُشر في جريدة الأهرام: "وهذا ما فعلته الزميلة الصحفية الموهوبة أماني إبراهيم في تغطية فضيحة جداريات مترو كلية البنات، حيث كشفت عن سرقة هذه اللوحات من الفنان الروسي جورجي كوراسوف وأجرت حوارا صحفيا معه حول القصة، كشفت فيه ما حدث من تعدٍ على حقوقه للملكية الفكرية، وتحركت الدولة المصرية بشكل حضاري للتعامل مع هذه القضية بدءا من الاعتذار للفنان الروسي وإزالة الجداريات لحفظ حقوقه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، إلى إقالة رئيس الهيئة القومية للأنفاق. هذا هو الدور الذي يجب أن تلعبه الصحافة في كشف مكامن الخطأ والعوار، فالصحفي دوره أكبر من التنظير والتقعير واستعراض إمكانات وهمية، دوره البحث عن قصة صحفية والبحث عن الحقائق بالأوراق والمستندات، وقراءة ما بين السطور".

واستطردت عبدالوهاب خلال مقالها الصحفي الذي نشرته جريدة الأهرام "الصحفي الأمريكي الشهير بوب وودوارد، الذي كشف عن فضيحة ووتر جيت إلى جانب الصحفي كارل برنشتاين، وهي الفضيحة التي أطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون، يقول في رأيه عن دور الصحافة إن «الصحافة تقاس بجودة المعلومات التي تقدمها، وليس الدراما أو استعراض المهارات العظيمة التي نمتلكها»، فالكلمة الأخيرة للمعلومات وتقصي الحقائق وليس أي شيء آخر. وتعتبر «ووترجيت» من بين أبرز الأمثلة على هذا النوع من الصحافة الرقابية".

واختتمت الكاتبة الصحفية رشا عبدالوهاب مقالها بـ "مفهوم الصحافة الآن أكبر من مفهوم المؤسسات الصحفية الكبرى والمواقع الإلكترونية التي تمتلك إمكانات، فالسوشيال ميديا لها تأثير في المحاسبة، لكنها تحتاج إلى المعلومات الجيدة والموثوقة".

القصة الكاملة لـ جداريات محطة كلية البنات

جداريات محطة مترو كلية البنات هي القضية التي شغلت الرأي العام في مصر وروسيا على مدار الأيام الماضية، بعد انفراد «صدى البلد» بنشر تحقيق في الأول من يوليو الجاري، يتضمن المطالب الأولى من الفنان الروسي جورج كوراسوف بحقه في الاعتذار أو نسب هذه اللوحات إليه بعد استخدامها من قبل مكتب والي للتصميمات في تصميمات محطة المترو دون إذن مسبق.

في البداية حاول «صدى البلد» التواصل مع مصممة الجرافيك المصرية غادة والي، مصممة جداريات محطة مترو كلية البنات وغيرها من محطات الخط الثالث، ولكن لم يتم الرد أو إيضاح الفلسفة العامة للتصميم وحقيقة أنها مستوحاة من أعمال كوراسوف.

لم يكن الفنان الروسي جورج كوراسوف الشهير بلوحاته وفنه التكعيبي، على علم باستخدام أعماله مع تغيير الألوان وإضافة بعض التعديلات، وبعد محاورته وإرسال صور رسومات محطة مترو كلية البنات، أكد على استخدام أربعًا من لوحاته.

وعبر عن استيائه من استخدامها دون إذن، وأوضح أنه لم يكن ليعارض استخدامها خاصة أنها في محطة مترو مصرية يزورها الآلاف يوميا، موضحا أن رسومات مترو كلية البنات تضمنت استخدام 4 من لوحاته موجودة بالفعل في قسم الأصول على الموقع الرسمي الخاص به.

أوضح كوراسوف تاريخ لوحاته الأربع المستخدمة دون إذنه خاصة أن واحدة منها تسبق جدارية مترو كلية البنات بـ 27 عاما، وكانت ثلاث منها مباعة بأرقام 38 لعام 1995، ورقم 116 لعام 2001، ورقم 168 لعام 2005 ، والرابعة ما زالت متوفرة تحمل رقم 212 لعام 2012 بقسم الأصول المتوفرة.

ولكن أشار إلى خطأ وقعت فيه المصممة المصرية، وهو أن اللوحة المستخدمة في محطة مترو “كلية البنات” مستوحاة من لوحة رقم “38”، ولكن هذه اللوحة ليست عن مصر القديمة بل هي عن اليونان القديمة، ويقول إنه في هذه اللوحة تم رسم "بينلوبي زوجة اوديسيوس” في ملحمة “هوميروس" الشهيرة، وبالتالي لا تتماشى مع مضمون التصميم العام الذي يمثل الحضارة المصرية القديمة، ولوحة أخرى رقم "168" عن الرقص المصري القديم من سلسلته "الرقص العالمي".

في غضون ساعات من مطالب الفنان الروسي بحقه في رسومات مترو كلية البنات التي تم استخدامها دون إذنه، ضجت وسائل الإعلام المصرية والروسية بالمطالبة في التحقيق في الأمر، وكانت البداية تعليق عدد من الفنانين على الأزمة من بينهم أحمد وفيق وعباس أبو الحسن، وغيرهما ممن لاحظ تشابها كبيرا بين الجدارية وأعمال كوراسوف الأربعة التي أشار إليها.

شكك البعض في حقيقة مطالبه، لهذا نشر رابط حديثه مع "صدى البلد" عبر صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" استمرارا للمطالبة بحقه الفكري.

على الفور تحركت نقابة التشكيليين، إذ أصدرت صفاء القباني نقيب التشكيليين بيانا علقت فيه على الأزمة، وقالت إن غادة والي ليست عضو نقابة الفنانين التشكيليين ولم تعرفها من قبل، مهاجمة استنساخ أعمال فنان روسي دون تصريح منه واعتبرته تعديًا عليه وعلى حقوق الملكية الفكرية.

وأشارت القباني إلى أنه لا يجوز أن يستخدم أحد أعمال أحد إلا بعد أخذ إذنه وكتابه اسمه مشاركة في العمل، وتابعت: «الأستاذة ليست فنانة جداريات.. والتصوير الجداري علم له أصول وعلاقة بالتصميم المعماري ولدينا كبار وشباب الفنانين الذين صمموا ونفذوا جداريات مترو الأنفاق الخطوط الأولى وهو الفنان الكبير سامي رافع ونفذ أعمال جداريات التحرير الفنان الكبير أحمد نبيل وزكريا الزيني وممدوح عمار وغيرهم من كبار الفنانين».

الغريب في الأمر أن محطات مترو الخط الثالث لها تصميماتها الخاصة بالفعل، والتي نفذها الفنان التشكيلي القدير د. محمد مكاوي عميد كلية الفنون الجميلة الأسبق، والذي استغرق 24 عاما في تصميم الخط الثالث منذ بدأت رحلته في جداريات مترو الخط الثالث عام 1998.

التقى «صدى البلد» بالفنان محمد مكاوي مصمم محطات مترو أنفاق الخط الثالث، وفي البداية رفض التعليق على أزمة غادة والي أو الإشارة عليها، لكن أوضح رحلته في تصميم المحطات ومن بينها المحطة المثيرة للجدل "كلية البنات".

وقال إن رحلته مع تصميم محطات الخط الثالث بالمترو بدأت بمسابقة تفوق فيها على 1800 فنان مشارك، وتوالى تفوقه في كل محطة حتى أولت الهيئة القومية للنقل مهمة تصميم محطات الخط الثالث له.

ويتابع لـ «صدى البلد» أن كل محطة استغرقت منه الكثير من الوقت لتصميمها، إذ يتوصل لفكرة كل محطة بعد عدد من الجولات في المنطقة لمعرفة الرمز المميز لها وطريقة تقديمه.

وعلى حد وصفه لا تظهر روح الفنان في تصميم محطة عامة ولكنه يقدم عملا فنيا يدركه كل الفئات والأعمار الذين يزورون المحطة يوميا، بالإضافة إلى تمييز كل محطة بفكرة وألوان محددة يستطيع الزائر تمييزها من خلالها.

وعن عدم استخدامه لشخصيات تاريخية أو عصور مصرية مختلفة، أوضح أن هذا ليس الهدف من تصميم محطة مترو، "المتاحف تقدم هذا الدور"، بالإضافة إلى أنه طوع تصميماته لتنفيذها بمحطات الخط الثالث بالمترو بخامة محلية "موزايك" مصري يستطيع تحمل الظروف الجوية تحت الأرض ومرور الزمن.

وأشار إلى نقطة هامة وهي الجداريات التي استخدمتها غادة والي، فهي صامتة بدون نقوش، وتركها فارغة لهدف وهو راحة العين، وحتى لا تصيب الشخص بالارتباك خلال السير، وهي المساحات نفسها التي أساءت المصممة استخدامها لاحقا.

رغم تحرك هيئة المترو وتقديمها اعتذارا عما حدث، إلا أن جورج كوراسوف كان في انتظار اعتذار رسمي من المخطئ في رأيه وهي مصممة الجرافيك غادة والي، لهذا لجأ إلى محام مصري يصبح مسئولا عن قضيته، وهو أحمد حسن العطار، عضو الاتحاد الدولي للمحامين ومؤسس مكتب العطار الدولي، بعد توليه موافقة كتابية من كوراسوف.

وقال العطار في الخامس من يوليو، في أول حوار له عن الخطوات المتبعة، إنه في حالة إزالة الرسومات فهي ليست ذات صلة بمسألة التعويض المنعقد طلبه لأن القاعدة المهمة والأولى هي إزالة الضرر وهو ما حدث بالفعل، أما عن التعويض فأوضح لـ "صدى البلد" أنه لا رجوع عنه لأن الضرر قد وقع وحدث بالنسبة للفنان والرسام جورجى كوراسوف بالفعل.

وأضاف: "أما التعويض منوط به مكتب المصممة لسبب هو أن الضرر الذى يُطلب بناء عليه التعويض ليس متعلقا فقط بإزالته (لأن هذا غير كاف) لأن الإزالة لا تعد تعويضا، بل تعتبر رجوعا للحق واحتراما واعتذارا ضمنيا ليس إلا، فهو خطوة مبدئية قبل المطالبة بالتعويض وهذا ما حدث، ولم يتم تحديد قيمة التعويض بعد".

في السابع من يوليو، اتخذت شركة "آر.ايه.تي.بي" ديف للنقل كايرو، قرارا بإزالة الرسومات، وهي ملصقات "فينيل" على الجدران الموزايك، ونشرت الشركة مقطع فيديو يوثق لحظة نزعها يحمل عنوان : ""آر أي تي بي" ديف للنقل كايرو تحترم الملكية الفكرية".

في اليوم نفسه، أرسلت السفارة المصرية بموسكو خطابا للفنان الروسي، وتمكن «صدى البلد» من الحصول على نسخة منه.

وقال المكتب الثقافي التابع للسفارة المصرية بموسكو في نص الخطاب الذي وجهه إلى الفنان الروسي: "السيد المحترم جيورجي كوراسوف، مع كامل الاحترام لك، يشرف المكتب الثقافي التابع لسفارة جمهورية مصر العربية في روسيا الاتحادية طلب رقم هاتفك من أجل التواصل معك بهدف مناقشة بعض المسائل، نغتنم هذه الفرصة لنعرب عن أملنا في التعاون معكم مستقبلا، مع فائق الاحترام".

إقالة المهندس عصام والي

تستمر التحقيقات في قضية لوحات مترو كلية البنات بالخط الثالث للمترو، وأعلنت وزارة النقل المصرية إقالة الدكتور عصام والي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، من منصبه، وتعيين شريف حسن ليل نائب رئيس الهيئة، قائمًا بأعمال رئيس هيئة الأنفاق.

وتأتي هذه الإقالة على خلفية الأزمة الأخيرة، بعدما أعلنت الهيئة القومية للأنفاق وشركة "آر.ايه.تي.بي" ديف للنقل كايرو، الشركة المسئولة عن تشغيل الخط الأخضر الثالث، أنها تتابع مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإعلامية.