الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غزة تحت القصف.. لماذا باغتت إسرائيل المقاومة الفلسطينية وما سبب التصعيد؟

أرشيفية
أرشيفية

باغت جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، مواقع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، في خطوة بررتها القيادة الإسرائيلية، بأنها عملية استباقية لإزالة التهديد الذي يحيط بالإسرائيليين.

وفي أعقاب الغارات الإسرائيلية المتتالية على غزة، والتي أسفرت عن مقتل 11 مدنيا حتى الآن بينهم أطفال، ردت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية بإطلاق وابل من الصواريخ، في أخطر تصعيد للعنف في المنطقة منذ حرب العام الماضي.

وأعلنت السلطات الصحية في غزة التي تديرها حركة حماس الإسلامية، أن عشرة أشخاص قتلوا في القصف الإسرائيلي، بينهم فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات، بينما أصيب 79 شخصاً بجروح.

ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أن العملية أسفرت عن مقتل 15 مسلّحاً فلسطينياً.

عملية استباقية

تزعم قيادة دول الاحتلال أنها اضطُرت لإطلاق عملية "استباقية" ضد حركة الجهاد الإسلامي، مشددة على أن المجموعة كانت تخطط لهجوم وشيك بعد أيام من التوتر عند حدود غزة.

وكثّفت إسرائيل صباح اليوم، السبت، عملياتها ضد حركة الجهاد الإسلامي التي تتحرّك بشكل مستقل في أحيان كثيرة رغم تحالفها مع حماس.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال 19 شخصا قال إنهم عناصر في الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى توقيف شخص آخر.

وأكدت إسرائيل والجهاد الإسلامي على حد سواء مقتل القيادي البارز في الحركة تيسير الجعبري في ضربة استهدفت مبنى غرب مدينة غزة الجمعة.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن القصف الإسرائيلي كان بمثابة "إعلان حرب" قبل أن تطلق وابلا من الصواريخ باتّجاه إسرائيل.

وتواصل إطلاق الصواريخ من جهة والقصف الإسرائيلي من جهة أخرى صباح السبت، ليثير المخاوف من احتمال تكرار حرب مايو 2021 التي استمرت 11 يوما وأدت إلى تدمير غزة، بينما أجبرت العديد من الإسرائيليين على الاختباء في الملاجئ.

قصف غزة أمس

إسرائيل لا تريد حربا واسعة لكنها لا تخشاها

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد في خطاب متلفز، أمس الجمعة، أن إسرائيل غير معنية بالدخول في نزاع واسع النطاق ضد غزة، لكنها أيضا لا تخشى حدوث ذلك إذا اقتضت الضرورة.

ودعا لابيد المواطنين الإسرائيليين إلى الالتزام بالتعليمات والبقاء في الملاجئ خلال الأيام المقبلة، معربا عن ثقته في أن الشعب الإسرائيلي سيدعم الجيش في إزالة التهديدات، على حد تعبيره.

من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني جانتس، إن سياسة إسرائيل واضحة، وهي أن كل من يهدد إسرائيل لن يبقى على قيد الحياة، في إشارة إلى القيادي في حركة الجهاد، تيسير الجعبري، الذي اغتالته القوات الإسرائيلية أمس.

ودوت أصوات صفارات الإنذار في أنحاء جنوب إسرائيل لكن من دون صدور أي تقارير فورية عن سقوط ضحايا أو وقوع أي أضرار كبيرة، علما أن منظومة القبة الحديدية الدفاعية الإسرائيلية اعترضت العديد من الصواريخ.

وحض مسئولون في المناطق الحدودية السكان على البقاء قرب الملاجئ التي فتحت أيضا في تل أبيب، عاصمة إسرائيل التجارية.

يائير لابيد

وساطة مصرية 

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، في وقت متأخر أمس، أنها تجري اتصالات مكثفة على مدار الساعة بُغية احتواء الوضع في غزة والعمل على التهدئة والحفاظ على الأرواح والممتلكات.

وتعتبر مصر وسيطا تاريخيا بين فصائل المقاومة الفلسطينية، والقيادة الإسرائيلية، إذ ساهمت الجهود المصرية في خفض التوتر بين البلدين مرات عدة، آخرها وقف الحرب التي اندلعت بين الجانبين العام الماضي.

وخاضت حماس أربع حروب مع إسرائيل منذ سيطرت على غزة عام 2007، بما في ذلك حرب مايو العام الماضي.

تيسير الجعبري

سبب التصعيد 

جاءت الضربات الإسرائيلية بعد أربعة أيام على إغلاق إسرائيل معبرين حدوديين مع غزة وتقييد حركة المدنيين الإسرائيليين الذين يقطنون على مقربة من الحدود، لأسباب أمنية.

وأعقبت الإجراءات اعتقال إسرائيل قياديين في حركة الجهاد الإسلامي، بينهما باسم السعدي، المتّهم بتدبير سلسلة هجمات ضد الدولة العبرية، وهو ما دفع حركة الجهاد الإسلامي لتهديد تل أبيب من أجل الإفراج عن السعدي، لكن إسرائيل رفضت الانصياع إلى التهديدات.

وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل أيام، حالة الاستنفار واصطفاف الدبابات على الحدود مع قطاع غزة، تحسبا لتصعيد من جانب الحركة، لكنه نفذ بشكل مفاجئ عملية عسكرية أمس، داخل القطاع، راح ضحيتها القيادي البارز في الحركة ومسئول منطقة شمال القطاع، تيسير الجعبري، وهو ما دفع حركة الجهاد للرد بوابل من الصواريخ على إسرائيل.