الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الولايات المتحدة لديها معامل بيولوجية في أوكرانيا.. عمرو الديب في حوار لـ صدى البلد: واشنطن تريد نشر الأمراض والأوبئة في روسيا.. وتسعي لإضعاف قدراتها عن طريق خلق الأزمات على حدودها

محرر صدي البلد مع
محرر صدي البلد مع الدكتور عمرو الديب

مازالت الأزمة الروسية الأوكرانية هي حديث الساعة على مدار الأشهر الماضية منذ بدأ الصراع بين الجارتين وحتي الآن، حيث شهد العالم الآثار السلبية التي تسببت بها الأزمة على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والغذائية، كما تعتبر الأزمة الأكبر منذ بداية الألفية الحالية.

ومن الأضرار التي تسببت بها الأزمة بين روسيا وأوكرانيا من جهة وبين روسيا والدول الغربية من جهة أخري، نشر حالة من عدم الاستقرار في القارة الأوروبية ككل، فيحاول كل طرف أن يلحق أكبر الأضرار بالطرف الأخر سواء كانت الدول الأوروبية ومعها الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق العقوبات التي تم فرضها على موسكو والمساعدات العسكرية التي ترسلها إلى كييف. 

وفي الجهة الأخرى ترد روسيا بسلاح الغاز التي لا تستطيع أوروبا الاستغناء عنه، فتقطع الغاز عن دول وتقلله عن دول أخري، مما أدي إلى ارتفاع الأسعار العالمية التي تسببت بموجة تضخم كبيرة في اقتصاديات العالم.

ولمعرفة أسباب الصراع الروسي الأوكراني وآخر التطورات في الأزمة بين الجارتين وموقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة وسر العداء بينهم، أجرى موقع "صدى البلد" حوارا مع الدكتور عمرو الديب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لوباتشيفسكي بروسيا ومدير وكالة أنباء رياليست الروسية، وجاء الحوار كالتالي:

محرر صدي البلد مع الدكتور عمرو الديب

هل يساعد حلف الناتو أوكرانيا بالجنود في ضرب الأهداف الروسية؟

حلف الناتو لا يقوم بأرسال جنوده إلى أوكرانيا لمساعدتها في ضرب الأهداف الروسية ولن يحدث في القريب العاجل، ولكن ما يتم هو وجود عسكريين سابقين يعملون في شركات عسكرية غربية، وتقوم القيادة السياسية في أوكرانيا بالتعاقد مع هذه الشركات، وبدورها تقوم الشركات بتوريد المرتزقة إليها.

وكلمة مرتزقة يعني أي أفراد عسكريين غير تابعين لأي من الجيوش النظامية للدول تبعا لتعريف القانون الدولي، ولم يرسل حلف الناتو أي من جنود لأنه إذا تم القبض على أي من هؤلاء الجنود في الحرب ستكون فضيحة سياسية لا تستطيع الدول الغربية مواجهتها مع شعوبها وليس مع القيادة الروسية فقط.

ماذا تريد الولايات المتحدة الأمريكية من مساعدات أوكرانيا لمواجهة روسيا؟

الولايات المتحدة لا تستطيع مواجهة روسيا عسكريا بشكل مباشر، لذلك من الجيد خلق نقاط ساخنة عديدة حول الحدود الجغرافية البرية الروسية، الآن أوكرانيا وقبلها جورجيا ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في القوقاز، وفي أذربيجان وأرمينيا، والانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وأيضا مشكلة نزاع روسيا مع اليابان حول جزر الكوريل، كل هذه المشكلات وإثارتها من وقت لآخر طبقا للفكر الأمريكي البريطاني الكلاسيكي المعروف، يمكن أن نطلق علية "الأنجلوسكسوني"، هو إضعاف للقدرة الروسية وإنهاك للقدرات الروسية سواء كانت الاقتصادية أو العسكرية أو حتي الفكرية.

عندما تكون دولة تحوطها نقاط ساخنة عديدة مثل أوكرانيا والآن فنلندا والسويد في حلف الناتو والمنطقة القطب الشمالي التي تحمل صراع كبير بين كل قوي العالم، والحرب الأذربيجانية الأرمينية، وما حدث في كازاخستان في شهر يناير الماضي ومحاولة تغير السلطة هناك، وما يحدث في كرغستان حاليا وطاجكستان، وأيضا الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وما يمثله من ضغط أمني على الاتحاد الروسي ومنطقة الاتحاد السوفيتي السابق وهم أعضاء في منظمة الأمن الجماعي، كل هذه النطاق الساخنة تضغط على القيادة السياسية الروسية وتضغط على الدول الأصدقاء لروسيا من أجل إيقاف الأخطار التي تقترب من حدوها.

الدكتور عمرو الديب

الآن يمر 20 عام من التنمية الاقتصادية الروسية بعد ارتفاع أسعار النفط في بداية العشرية الأولي وحتي الوصول إلى ضم شبة جزيرة القرم منذ عام 2014، وأصبح الاقتصاد الروسي في اتجاه هابط لأن هناك عقوبات كبيرة عليها وضغط سياسي وانهاك للقدرات الروسية سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو العسكرية أيضا، كل هذه الأمور في الفكر الأمريكي البريطاني وتراها أنهاك للقدرات الروسية، ويمكنهم من خلال هذه التوترات والصراعات أن تهزم روسيا كما هزمت الولايات المتحدة الأمريكية الاتحاد السوفيتي وأدخلته في صراعات عديدة آخرها الحرب الأفغانية، الأمر الذي أدي إلى حل الاتحاد السوفيتي.

الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا يريدون إعادة هذا السيناريو، ولكن الاتحاد الروسي اقوي بمراحل من الاتحاد السوفيتي ولا يستطيع في هذا الفترة وفي المستقبل المنظور تكرار هذا السيناريو مع القيادة الروسية، لذلك كان هناك تهديدات كثيرة من قبل القيادة الروسية بأننا يمكننا أن نضع أيدينا على الذرائر الحمراء، أي أن هناك تأهب قتالي للقوات الاستراتيجية النووية الروسية ولن يسمحوا بانهيار الاتحاد الروسي أو إضعافه طبقا لقوة أسلحة الردع لدي الروس.

ما صحة الادعاءات بوجود معامل بيولوجية أمريكية في أوكرانيا، وكيف تستخدمها الولايات المتحدة؟

هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة بل متواجدة منذ أكثر من ثلاث سنوات، والأجهزة الأمنية الروسية ترصد معامل بيولوجية أمريكية على أراضي كلا من أوكرانيا وأرمينيا وجورجيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق، تم رصد هذه المعامل وعرفة أنه يتم تمويل مشاريع بيولوجية يمكن من خلالها نشر الأمراض والأوبئة.

وتم إصدار بيان صريح من القيادة الروسية بأن الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا يقوموا بتمويل هذه المختبرات البيولوجية، وهي من ضمن أسباب أنتشار إنفلونزا الطيور وكورونا في هذه المنطقة وغيرهم من الأمراض، وهذا الاتهام ليس بسنن ما يحدث الآن من صراع بينهم ولكنه اتهام متواجد منذ فترة طويلة، وتقوم الآن أهم قيادة أمنية روسية بالذهاب إلى دول الاتحاد السوفيتي السابق منذ أكثر من 3 سنوات في محاولة لحث هذه الدول على التخلص من هذه المعامل التي تشكل تهديد كبير للأمن القومي الروسي، لأنه يتم من خلالها دراسة العوامل الجينية لسكان هذه المنطقة من أجل خلق أمراض وأوبئة جديدة يمكن أن يتم من خلالها التأثير على القدرات السكانية للاتحاد الروسي الذي يواجه بالفعل مشكلة ديموغرافية كبيرة.

لأن السكان في روسيا في تناقص مستمر، فمساحتها تبلغ أكثر من 17 مليون كيلومتر مربع لا يوجد بها أكثر من 135 مليون نسمة فقط، والسكان الروس الأصليون أصبحوا قلة، لذلك مسألة الأمن الديموغرافي تشكل أمر خطيرا ومتعلقة بالأمن الاستراتيجي والأمن القومي الروسي، ومرتبطة بالمعامل البيولوجية المنتشرة على طول الحدود الروسية وليس فقط في أوكرانيا.

تكريم الدكتور عمرو الديب