الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على

الغرب خدع أوكرانيا بالانضمام للناتو وجرها للصراع.. عمرو الديب في حوار لـ صدى البلد: كييف تشعر بخيمة أمل لعدم تنفيذ الوعود الأوروبية.. وروسيا لا ترى تهديدا مباشرا للهجمات على أراضيها

محرر صدي البلد مع
محرر صدي البلد مع الدكتور عمرو الديب

تحتل الأزمة الروسية الأوكرانية مساحة كبيرة من الاهتمام العالمي وذلك لأنها الأزمة الحقيقية الأولي أو الحرب الأولي التي حدثت منذ نهاية حرب العراق ودخول القوات الأمريكية بغداد وحرب جورجيا ودخول القوات الروسية عاصمتها، بين دولتين جارتين بالطرق التقليدية "العسكرية".

وما زالت الأزمة بين روسيا وأوكرانيا تتفاقم على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، خاصة مع طول أمد الصراع العسكري بينهما والمساعدات العسكرية الغربية إلى أوكرانيا التي تساعدها في صد الهجمات الروسية والقيام أيضا بهجمات مضادة عليها مثل الهجوم على القاعدة الجوية في شبة جزيرة القرم، وإغراق الطراد الروسي موسكوفا ثاني أكبر قطعة عسكرية بحرية في الأسطول الروسي ككل.

محرر صدي البلد مع الدكتور عمرو الديب

ولا تبتعد الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة عن الصراع بل هي جزء رئيسي به، حيث تشكل المساعدات الأوروبية والأمريكية لأوكرانيا من أسلحة وأموال طوق النجاة الذي يساعدها في الوقوف أمام الجيش الروسي حتي الآن، كما أن العقوبات الاقتصادية على موسكو التي فرضتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة تشكل حجر عثرة في طريق إنهاء الصراع وخطرا كبيرا على الاقتصاد الروسي.

ولمعرفة أسباب الصراع الروسي الأوكراني وآخر التطورات في الأزمة بين الجارتين وموقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة وسر العداء بينهم، أجرى موقع "صدى البلد" حوارا مع الدكتور عمرو الديب أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لوباتشيفسكي بروسيا ومدير وكالة أنباء رياليست الروسية، وجاء الحوار كالتالي:

لماذا أرادت أوكرانيا الانضمام لحلف الناتو رغم التعهدات الروسية بعدم الاقتراب منها؟

أرادت أوكرانيا الانضمام لحلف الناتو بسبب الوضع بشكل عام وضم شبه جزيرة القرم ودعم روسيا لجمهوريتي دونيستك ولوجانسيك، كل هذه الأمور أعطت انطباعا للقيادة الأوكرانية بأن عملية الانضمام لحلف الناتو ستكون حائط صد ودفاعي عن أي تدهور في العلاقات الروسية الأوكرانية.

ويمكن أن تستخدم أوكرانيا انضمامها لحلف الناتو في استعادة شبة جزيرة القرم من الاتحاد الروسي، لذلك إذا انضمت أوكرانيا لحلف الناتو وبدأت عملية استعادة شبه جزيرة القرم سنكون أمام حرب مباشرة أمام الناتو وروسيا، وهذا الأمر الذي تريده أوكرانيا.

محرر صدي البلد مع الدكتور عمرو الديب

وكانت هناك وعود غربية لأوكرانيا بالموافقة مباشرة على طلب انضمامها إلى حلف الناتو، ولكن الوضع في كييف خاصة منذ بداية العملية العسكرية الروسية الوضع أصبح مختلف تماما، وكل الوعود التي تم تقديمها للقيادة الأوكرانية تم تناسيها تماما، وكانت هذه خيبة أمل حتي من جانب الرئيس الأوكراني زيلينسكي وتم التعبير عنها في مواقف كثيرة ومن مخاوف حلف الناتو من تسريع عملية ضم أوكرانيا للحلف خوفا من ردة الفعل الروسية.

 

بماذا كانت تفكر الدول الغربية عند دعوة أوكرانيا للانضمام لحلف الناتو رغم من التهديدات الروسية؟

كانت تريد إشعال نقطة صراع أخري بالقرب من روسيا، لذلك تم إعطاء وعود للقيادة الأوكرانية بسرعة الانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، وروسيا ليس لديها مشكلة في انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي لأنه حلف اقتصادي سياسي ولكن المشكلة في انضمام أوكرانيا لحلف الناتو.

الدكتور عمرو الديب

ولكن بنظرتنا لسير الأحداث منذ نهاية فبراير وحتي الأن الأمور تقول أن الناتو لا يستطيع قبول طلب أوكرانيا للانضمام لحلف الناتو، وذلك لأن هذا الأمر ممكن أن يؤدي إلى مواجهة مباشرة مع روسيا، وهذا الأمر إن حدث ستكون هناك حرب كبري لا يمكن أن يتوقع أحد نهاية أخرى لها غير الدمار.

لذلك عملية انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وتقديم وعود كاذبة لها من قبل قادة حلف الناتو والدول الأوروبية وتأكيد انضمام كييف للحلف ثم الإخلال بوعودهم، هو ما وضع العالم في هذا الوضع الذي نحن فيه الآن من حرب روسية أوكرانية.

 

هل تساعد الدول الأوروبية والولايات المتحدة أوكرانيا في توجيه ضربات عسكرية مؤثرة تجاه روسيا؟

المساعدات الغربية بشكل عام متواجدة وكل الدول الأوروبية تساعد أوكرانيا بشكل كبير حتي الدول التي أعلنت الحياد السياسي مثل سويسرا والسويد والدنمارك وفنلندا، وتساعدها في توجيه ضربات عسكرية في العمق الروسي.

والعمق الروسي هنا لا يعني العمق الفعلي الروسي، بل يعني المدن الحدودية الروسية مثل أهداف داخل البحر الأسود وأهداف في شبة جزيرة القرم، بمعني أنها أهداف لم تتعد الخط الأحمر الروسي.

وهذا الضربات تتم عن طريق مساعدات استخباراتية، من ناحية تحديد المواقع، وإمداد الجيش الأوكراني بمنظومات هيمارس الصاروخية ومنظومات صاروخية أخرى دقيقة، ويتم قصفها بشكل دقيق على أهداف حدودية روسية.

الدكتور عمرو الديب

ولكن حتي الآن روسيا لم تر في عمليات القصف على حدودها تهديدا فعليا  لأمنها القومي، فلا نرى وفيات بأعداد كبيرة ولا إصابات، ولم نر تدميرا كاملا للمنشآت الروسية، ولكن هذه العمليات هي فقط مناوشات أو محاولات أوكرانية بمساعدات استخباراتية أوروبية أمريكية، ولكن إذا حدث تهديد فعلي للأمن القومي الروسي سيكون هناك رد فعل قوي وهذا ما تقوله القيادة السياسية الروسية.

ونري بشكل متكرر عمليات قصف روسي لأسلحة تأتي من الغرب قبل أن تصل إلى أيدي الجيش الأوكراني، وهو ما تؤكده كلا من التصريحات الغربية والروسية.