الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تصريحات نهاد أبوقمصان.. عضو هيئة كبار العلماء: الرجل مطالب بإعطاء زوجته أجرا مقابل إرضاع طفلها.. أمين البحوث الإسلامية سابقا: تمرد على الفطرة.. شومان: المطلقة فقط تستحق أجرا

صدى البلد

بعد تصريحات نهاد أبو قمصان عن أن المرأة غير ملزمة برضاعة أبنائها وإن فعلت فلها حق الحصول على أجر.

عضو هيئة كبار العلماء:

الرجل مطالب بإعطاء زوجته أجرا مقابل إرضاع طفلها

رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقا:

يؤيد تصريحات نهاد أبو القمصان يحق للأم طلب الأجرة من زوجها مقابل إرضاع الأبناء

أمين مجمع البحوث الإسلامية سابقا:

تمرد على الفطرة والزوجة مُلزمة عرفا وشرعا برضاعة أبنائها

وكيل الأزهر السابق:

الزوجة لا تستحق أجرة على الرضاع وإنما تستحق المطلقة فقط

 

أثارت تصريحات المحامية نهاد أبو القمصان، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جدلا واسعا، بعدما نشرت عبر صفحتها على “فيسبوك”، مقطع فيديو تتحدث فيه عن الرضاعة، وقالت إن القرآن الكريم لم يجبر السيدات على إرضاع أولادهن، قائلة: "في شاب سألني: إنتى يا أستاذة قلتى الأم مش ملزمة ترضع أولادها ولو رضعت تاخد أجر؟ قلت يا ابنى دا مش كلامى، دا كلام ربنا عز وجل في القرآن في سورة البقرة وفي سورة الطلاق"، واختتمت: “محدش قال الأم ما ترضعش ولادها، وأنا شخصيا رضعت ولادى الثلاثة الحمد لله، بس اللى يقول لمراته مثنى وثلاث”. 

 

ويتساءل كثيرون عن حكم الدين فى “هل المرأة ملزمة بإرضاع أولادها وهل على الرجل إعطاء أجرة رضاعة لزوجته؟”، ليجيب عن هذا السؤال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، قائلاً: “قال المولى عز وجل فى كتابه الكريم وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، فالمرأة مطالبة بإرضاع أولادها سنتين كاملة، ويسن الرضاع الكامل”.

 

وأوضح “مهنا”، فى تصريح خاص لـ “صدى البلد”، أنه على الزوج أن يرزق الزوجة ما يعينها من أكل وشرب ونفقة وكسوة لإرضاعها لابنه، فهذا الأمر مكلف به الزوج ولا يتوانى عنه القرآن الكريم والسنة، لأن المرأة حملت ابنها 9 أشهر وتحملت من الألم والأوجاع ما لم يتحمله أحد، ومن هنا أراد الله أن يكرمها فجعل لها أجرا على هذا الإرضاع، فهذا أمر إلهى لا يجوز لنا أن نتحدث فيه ولكن بالإقبال لأنه طالما أمر الله عز وجل بأن هناك أجرا فالزوج مطالب بهذا الأجر.

وأشار إلى أن الأب مطالب أن يعطي أجره لزوجته التى ترضع أولادهم، فهذا أمر إلهى.

علق الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقا أن ما قالته المحامية نهاد أبو القمصان عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان حول رضاعة الأم لطفلها بأجر كلام صحيح ولم تخالف الشرع الحنيف ، وهذا هو رأي المذهب المالكي .

وأضاف الأطرش لـ “ صدى البلد ” أن الأم ملزمة برضاعة طفلها إذا رفض الرضاعة من ثدي آخر ، وهنا وجب عليها الإرضاع وليس لها أن ترفض ذلك .

وتابع: يحق للأم طلب الأجرة من زوجها مقابل إرضاع الأبناء ، ولكن نادرا ما يحدث ذلك ولكن من الناحية الشرعية جائز لقوله تعالى [فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ] . سورة الطلاق 

استنكر الشيخ علي عبد الباقي، أمين مجمع البحوث الإسلامية سابقا، تصريحات الحقوقية نهاد أبو القمصان عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، حول أجر الرضاعة، مؤكدا أنه يحدث فتنة جديدة داخل الأسر المصرية، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أن تفسير معاني القرآن الكريم وبيان مقصوده لا ينبغي أن يكون بالأهواء الشخصية أو النزعات العرقية أو الجنسية.

وقال عبد الباقي، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إن حديث القرآن الكريم عن الأمومة والرضاعة شيء عظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا يحمل في طياته تكسبا أو إضرارا، بل جعله امتدادا للسكن والمودة والرحمة والفضل الذي عليه الزواج أصالة، مؤكداً أن القرآن الكريم ألزم الأم برضاعة أبنائها وجعل الله تبارك وتعالى تضاريس معينة في جسدها مهيأة لهذه المهمة التي تعمق أواصر وروابط العلاقة بين الأم وولدها.

وتساءل أمين البحوث الإسلامية الأسبق قائلاً: “لو كانت الأم غير ملزمة كما يروج الآن فـ لماذا خلق لها طبيعة مهيأة تختلف عن الأب؟ ولو كل أم تركت ابنها دون رضاعة لعدم حصولها على أجر فماذا كان حال المجتمع قبل أن تُصنع ألبان معلبة تعوض ما قد تعانيه بعض الأمهات، وهل نترك الأجنة تموت جوعا؟". 

وشدد “عبد الباقي” على أن الأم ملزمة عرفا وشرعا ولها أجرها عند الله، وأنها تمارس هذه المهمة المقدسة منذ بداية الخليقة، وأنه وجدت في عادات العرب في الجاهلية بعض النساء كانت تجلب كمرضعات من البادية لتقوية أجساد أطفال بعض الأسر المُترفة والتي تريد تنشئة أطفالها على الفروسية والقوة، وكانت قليلة عند العرب ولظروف تتعلق بصحة الأم كعدم قدرة على الرضاع أو كانت من ذوات الترف. 

وأضاف أن الأم ملزمة بالرضاعة في الشريعة الإسلامية، إلا أن القرآن الكريم استثنى حالات الطلاق، فلها الحق في طلب الأجر من الأب الملزم بالسُكنة والنفقة للصغير بعد الانفصال، مؤكداً أنه لو كان الأمر على إطلاقه ففيه تجريد لمشاعر الأمومة والتخلي، فلو تركت الأم طفلها دون إرضاع عقابا لأبيه الذي امتنع لتحول إلى سلعة للتكسب وليس جزءا منها تقوم على رعايته وأصبح من حقها المطالبة بأمور أخرى نظير رعايتها ممتلكات الغير.  

واختتم أمين البحوث الإسلامية الأسبق قائلاً: “هل المجتمعات الأوروبية المتحررة نجد فيها من امتنعت عن الرضاعة بحجة عدم تقاضيها أجر رضاع؟!”. 

وتساءل: “وأين نجد اليوم في المجتمع المصري مرضعات حتى يوفرهن الآباء لإرضاع أبنائهم؟ لذلك فليتوقف كل من يريد خلق جدل وفتنة بين الأسر المصرية التي لم تعد تتحمل فوق همومها ومعاناتها”. 

وأكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن الزوجة لا تستحق أجرة على الرضاع وأن المسألة لها ضوابط أخرى.

وكتب “شومان”  خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك"، قائلاً:"الزوجة لا تستحق أجرة على الرضاع، وإنما تستحق المطلقة فقط؛(..فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَـَٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُواْ بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍۢ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُۥٓ أُخْرَىٰ). الطلاق ٦