EN 
تفصلنا أيام قليلة على بدء العام الدراسي الجديد 2022-2023 والذي من المقرر أن يبدأ في 1 أكتوبر 2022 حسب ما أقره الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم، ولكن مع قرب دخول العام الدراسي الجديد، وفي كل عام نلاحظ ازدياد أعباء أولياء الأمور، بسبب تزايد متطلبات الأبناء في مختلف المراحل الدراسية، من مصاريف الالتحاق بالمدارس والزي المدرسي والباصات وغيرها من المتطلبات، ولكن من ابرز ما يُثار دائماً من قبل اولياء الامور هي "أزمة السبلايز" التي يتم طلبها من قبل المدارس كل عام.
النائبة إيناس عبدالحليم، عضو مجلس النواب، قالت إن طلبات الإحاطة المقدمة من أعضاء البرلمان بسبب مستلزمات المدارس الخاصة والدولية "السبلايز" المبالغ فيها، جاء بسبب ملاحظة زيادة كبرى فيما تطلبه تلك المدارس سنوياً، وبعد تقديم طلب الإحاطة سيتم مناقشته مع وزارة التربية والتعليم، مناشدة بضرورة تخفيف ما يطلب من أولياء الأمور بالمدارس الخاصة تخفيفاً عليهم.
في هذا التقرير نسعى لتقدير أبرز المعلومات عن ما هو السبلايز، وماذا يقول الخبراء وأولياء الأمور عن أزمة السبلايز ، وهل هناك محاولات لزيادة مصاريف أولياء الأمور بدون داعي؟ ، ولأن حق الرد مكفول تواصل موقع صدى البلد مع إحدى المدارس لتوضيح الأمر.
ما هو السبلايز؟
السبلايز هو جميع الأدوات المدرسية التي يحتاجها الطالب من كراسات وأقلام وألوان ومعقمات ولانش بوكس وغيرها، والتي يتم طلبها من قبل المدارس وبالتحديد (المدارس الخاصة، الدولية، الحضانات) ميزانيتها تتراوح بين الـ 500 جنيه حتى 1500 جنيه باختلاف المدارس والحضانات، وهناك بعض المدارس والحضانات تضع السبلايز ضمن المصروفات المدرسية الأساسية، على الرغم من كونها ثانوية ولكنها تشترط بعض الماركات باهظة الثمن، وتتغير قائمة السبلايز من عام لآخر، وتشمل أعداد مهولة من الأدوات التي يحتاجها الطالب ومنها الذي ليس لها قيمة أو أهمية.
فبعدما كانت الأدوات المدرسية شيء يختاره ولي الأمر حسب ميزانيته، أصبح هناك شروط وأدوات معينة عليه شراءها حتى إن كانت ليس لها أهمية بالنسبة للطالب.
موضة السبلايز تصدم أولياء الأمور
في هذا الصدد قالت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر إنه مع قرب إنتهاء الإجازة الصيفية يتجدد هموم البيوت المصرية فعليها دفع مصاريف المدرسة والزي المدرسي وكتب الخارجية وقد ظهرت موضة جديدة منذ عدة سنوات السبلايز التي يصدم بها ولي الامر لانها تحتوي علي كم كبير من المستلزمات الدراسية بالإضافة إلى تحديد أنواع معينة من الماركات الغالية ومع ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية يقف ولي الأمر عاجز عن توفيرها وهناك بعض المدارس التي تضيف لقائمة السبلايز أشياء من المفترض ان تتكفل بها المدرسة مثل أدوات النظافة و منظفات ومعقمات
واستكملت الحزاوي في تصريحات خاصة لـ" صدى البلد" أنه في ظل الازمة الاقتصادية لابد ان تراعي المدارس ذلك فولي الأمر لديه أكثر من طالب في مراحل الدراسة المختلفة كما أن ولي الأمر محمل بأعباء كثيرة طوال العام الدراسي.
تدخل وزارة التعليم ضروري وعاجل
وناشدت الحزاوي الوزارة بالتدخل لرفع المعاناة عن ولي الأمر ومنع استغلاله من المدارس الخاصة و أيضا محاسبة المدارس التي تقوم بتوجيه أولياء الأمور لمكاتب بعينها للحصول على قائمة السبلايز لأن هذا يعد اتفاق ضمني بين المكاتب والمدارس على استغلال ولي الأمر ومافيا من نوع جديد.
ومن جانبه قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث، إنه يجب أن تكون كل تصرفات المدارس الخاصة بإقرار من وزارة التربية والتعليم وهذا في الأصل القانوني ، حيث أن القرار الوزاري رقم 306 لسنة 1993 يُلزم المدارس الخاصة بالخضوع مالياً وإدراياً في جميع تصرفاتها لنظرائهم الحكوميين ، وتقوم لجنة من الحكومة بالإشراف على جميع المدارس الخاصة .
وأضاف مغيث إنه في الواقع نجد أن المدارس الخاصة تصرفاتها غير قانونية ، ويمكن وصفها الآن بأنها "غول" ، حيث أنها تقوم برفع المصروفات بشكل غير مبرر، كما أن الوزارة لا توافق على ذلك الارتفاع المبالغ به ، مشيراً إلى أن المدارس الخاصة والدولية تجبر الأهالي على شراء أشياء غير أساسية مثل السبلايز ، بطريقة تفوق إمكانيات الأسرة ، وناشد وزارة التربية والتعليم ان تضع إشراف على المدارس الخاصة فيما يخص المستلزمات الدراسية .
هل تسيطر التعليم على أزمة السبلايز؟
بدوره قال الأستاذ الدكتور يسري الجمل، وزير التربية والتعليم الأسبق ، إن هناك أمور من الصعب أن تتحكم بها الوزارة مثل قائمة المستلزمات الدراسية ، مشيراً إلى أنه من حق الوزارة قانوناً أن تتدخل في المصروفات الدراسية وأنها لا تزيد عن حد معين ، ويمكنها قانوناً ايضاً ان تتدخل إذا وجدت أن هناك اي اختراق في المصاريف او غيرها وهنا يتم وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري .
وأضاف وزير التربية والتعليم الأسبق ، أن الخدمات التي تقدمها المدارس أو المستلزمات التي تتطلبها من اولياء الامور هي آلية عرض وطلب طبقاً لمتطلبات المدرسة ، وتختلف من مدرسة لأخرى ومن الصعب أن تتدخل الوزارة بها او أنها تنظمها ، مشيراً إلى أنه هناك قرارات جديدة بشأن نظام التقسيط في المصروفات الدراسية وهذا يمكنه أن يخفف العبء نوعاً ما على أولياء الأمور.
امتناع المدارس عن الرد
وقد تواصل موقع صدى البلد مع صاحب إحدى المدارس الخاصة فيما يخص قائمة "السبلايز " ، وقال إنه لا يمكن التصريح بأي شئ بدون إذن موافقة من وزارة التربية والتعليم ، حتى لا يتم وضع مخالفة ، وهذا قرار وزاري ينص على إنه من الممنوع أن يتم التواصل مع اي جهة رسمية إلا بعد الحصول على موافقة من الوزارة .
من جانبه، قال المستشار بدوي علام، رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، إنه لا يوجد مدرسة خاصة تفرض على ولي الأمر شرط شراء المستلزمات المدرسية من مكان معين أو ماركة معينة، وهذا حق مكفول لولي الأمر، وأن أولياء الأمور الذين يتحدثون عن هذا الأمر يتحدثون نظرياً فقط ولا يذكرون أسماء مدارس .
