الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زراعة الأعضاء.. توفير قاعدة بيانات لضبط المنظومة قريبا وإنهاء معاناة آلاف المرضى

زراعة الأعضاء
زراعة الأعضاء

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء مركز إقليمي لزراعة الأعضاء في مصر، يكون الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط وإفريقيا.

إنشاء مركز إقليمي لزراعة الأعضاء 

وأصدر السيسي توجيها بأن يتم إنشاء المركز في معهد "ناصر" وأوصى بتطويره ليصبح مدينة طبية عالمية جديدة، وفقا لبيان نشرته الرئاسة المصرية.

كما وجه بأن يتم إنشاء المركز "بالتعاون مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة، بهدف إنشاء منظومة متكاملة، تشمل قاعدة بيانات مميكنة لعمليات الزرع، والمرضى، والمتبرعين".

وجاءت توجيهات الرئيس خلال اجتماعه مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، لمتابعة جهود تطوير منظومة الصحة في مصر.

وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، إن الحكومة تدرس حاليا إضافة خانة اختيار التبرع بالأعضاء في بطاقة الرقم القومي، مشيرا إلى أن ذلك "يتم في العديد من بلدان العالم وليس جديدًا على العالم".

وأضاف تاج الدين، أن الشيء الجديد الذي يتم دراسته هو أن المتبرع إذا أراد الرجوع في كلامه، وإلغاء التبرع بأعضائه بعد موته يستطيع عمل ذلك بكل سهولة، بالإضافة أيضا إلى أنه إذا أراد أهل المتبرع عدم التبرع بأعضاء المتوفي، عقب وفاته سينفذ ذلك لهم.

وكشف عوض تاج الدين، أن مصر أصبح لديها زراعة الكبد والكلي، وفي المستقبل القريب سيكون في مصر زراعة الرئة أيضًا، وهناك حالات كثيرة في مصر مصابة وتحتاج هذه الأعضاء.

وقال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الوزير خالد عبد الغفار عرض ملف زراعة الأعضاء على الرئيس السيسي.

ضوابط لمنظومة زراعة الأعضاء 

وأضاف المتحدث الرسمي للصحة، أن وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار عرض على الرئيس السيسي ملف زراعة الأعضاء والرئيس وجه بإنشاء مركز لزراعة الأعضاء في مصر، متابعا: "ملف زراعة الأعضاء هام ولدينا قانون ينظم زراعة الأعضاء في مصر".

وأشار متحدث الصحة إلى أنه يجري حاليا العمل على توفير قاعدة بيانات لضبط منظومة زراعة الأعضاء في مصر تشمل المتبرعين ومن يحتاج لزراعة الأعضاء.

واختتم بالقول: "قاعدة البيانات سوف تسهل كثير من الإجراءات لعملية زراعة الأعضاء في مصر، وذلك سيمكنا من متابعة عمليات الزرع ومعدلات النجاح والمضاعفات بشكل دقيق، وإنشاء هذه القاعدة لا يحتاج أكثر من 6 شهور".

من جانبه ناقش موقع "صدى البلد" أبعاد تلك المبادرة مع المتخصصين في زراعة الأعضاء.

وقال الدكتور حسام عبد العليم نائب مدير معهد القلب سابقاً وأستاذ بالمعهد، إن مصر تمتاز بزراعة الكلى والكبد والقرنية بشكل فائق الجودة، ولدينا كافة الإجراءات التي تجعلنا بارعين في هذا المجال.

وأضاف عبد العليم في تصريحات لـ"صدى البلد" لكن هناك معضلة في زراعة القلب نظراً لطبيعة هذه الجراحة التي تتطلب قلب شخص متوفى في الحال، وهذا شيء نادر الحدوث، لافتا إنه يقوم بمتابعة حالة مريضة أمريكية وتحتاج إلى زراعة قلب، وتم وضعها على قائمة الانتظار في أمريكا لحين توافر الفصيلة الخاصة بها من شخص متوفى في الحال.

وأشار إلى أن تلك هي المعضلة التي تقف أمام تلك الجراحة، بينما مصر تمتلك كافة الإجراءات اللازمة والبيئة الملائمة لهذا الزراعة، بجانب أطباء جراحين بارعين في هذا المجال، قاموا بعمليات مماثلة فى الخارج، موضحا أنه "لا بد من وجود موافقة مسبقة من الشخص المتوفى للسماح بأخذ أحد أعضائه والتبرع بها بعد وفاته". 

وفي  الولايات الأمريكية يمكن للأشخاص الإشارة إلى استعدادهم للتبرع بالأعضاء على رخصة القيادة الخاصة بهم، على الرغم من أنه غالبًا ما تجرِي استشارة أفراد الأسرة قبل أخذ الأعضاء من متوفى.

أهمية توفير قاعدة بيانات للمتبرع

ولفت: قد يكون المانح مصابا بحالة طبية لا تؤثر في العضو المتبرع به وأدت إلى وفاته، موضحاً أن قاعدة البيانات ستكون مفيدة، لأنها ستوفر الوقت والجهد وتعمل على إنجاز كم كبير من عمليات الزراعة في أقصر وقت ممكن، بالإضافة إلى أنها ستقطع الطريق على عصابات تجارة الأعضاء.

ومن جانبه كشف الدكتور حاتم عنتر أستاذ جراحة الرمد ومدير مستشفى قلاون للرمد، عن نجاح مصر فى إجراء مئات الآلاف من عمليات زراعة القرنية، ويتوافد عليها المرضى من أغلب الدول العربية لإجراء هذه الجراحة، نظراً لبراعة الطبيب المصري وتوافر كافة الإجراءات لإنجاح تلك العمليات. 

 وأضاف فى تصريحات لـ "صدى البلد" ، أن عملية زراعة القرنية تتم بعد كورس كامل من العلاج لتوافق الأنسجة، موضحاً إنه يتم "الحصول على القرنية من شخص متوفى ولا يشترط أن يكون قد توفى حديثا بل من الممكن أن تتم بعد وفاة الشخص بشهر"، ولفت أن عملية الرصد وإنشاء قاعدة بيات سوف تسهل الكثير على المرضى فى إمكانية وصولهم للفصيلة المناسبة لهم.

وقال الدكتور محي الدين عبد الظاهر، استشاري الأمراض الصدرية بالهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، إن عمليات زراعة الرئتين، تحتاج للنقل من شخص متوفى، لأنه لا يمكن لشخص حى يتبرع برئتيه، نظراً لأن الرئة والقلب يتم نقلهما بشكل كامل عكس عمليات زراعة الكلى والكبد يتم فيها التبرع بجزء وليس الكل.

وأضاف عبد الظاهر - خلال تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن قاعدة البيانات ورصد الحالات سوف يلعب دوراً هاماً في عمليات زراعة الرئة والقلب أيضاً، لأنها ستعطى وفرة فى عدد المتبرعين الذين لديهم رغبة بعد وفاتهم، لصالح المرضى، ويتم إجراء تحاليل توافقية بين المتبرع والمريض، الأمر الذى يجعل هناك سهولة فى إنقاذ عدد كبير من المرضى.