الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان.. هل يجوز لأي شخص تكفير المسلم؟.. دعاء علاج الأرق.. وأحكام الصلاة على النبي في الركوع

فتاوى تشغل الأذهان
فتاوى تشغل الأذهان

فتاوى تشغل الأذهان

هل يجوز لكل شخص أن ينزل حكم الكفر على آحاد الناس من المسلمين ؟

ما هو الدعاء الذي يدعو به المسلم لعلاج الأرق؟

حكم الصلاة على النبي أثناء السجود والركوع

حكم الإفتراء على الله بأنه يستلقي علي العرش

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في فتاوى تشغل الأذهان.

في البداية أجاب الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية على سائلٌ يقول : هل يجوز لكل شخص أن ينزل حكم الكفر على آحاد الناس من المسلمين ؟
وقال عاشور: الكفر هو إنكار ما علم ضرورة أنه من دين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كإنكار وجود الصانع ، ونبوته عليه الصلاة والسلام وحرمة الزنا ونحو ذلك، مضيفا: الحكم بالكفر والمجازفة في تكفير الناس شأنه خطير ؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال فيه : " أَيُّما رَجُلٍ قالَ لأخِيهِ : يا كافِرُ ، فقَدْ باءَ بها أحَدُهُما "  .
وتابع : اتفق الفقهاء على أن إنزال حكم الكفر على أحدٍ خاصٌّ بالقضاء لما يحتاجه من تحقيق وتأنٍّ . ويتأكد ذلك في هذا الزمان الذي ظهر فيه المتشددون الذين يرمون غيرهم بالكفر لأدنى شبهةٍ  .
وأكد أنه مِن المقرر أنه لا يجوز التسرع في تكفير المسلم متى أمكن حمل كلامه على محمل حسن ، وما يشك في أنه كفر لا يحكم به ، فإن المسلم لا يخرجه عن الإيمان إلا جحود ما أدخله فيه ؛ إذ الإسلام الثابت لا يزول بالشك ، وذلك عملًا بالقاعدة الفقهية:" اليقين لا يزول بالشك".
وشدد الدكتور مجدي عاشور على أن تكفير آحاد الناس بقولٍ أو فعلٍ لا يجوز شرعًا بل ذلك خطرٌ عظيم ، فإذا كان في المسألة وجوه تُوجِب التكفير ووجه واحد يمنع التكفير فعلى المختص بالحُكم أن يميل إلى الوجه الذي يمنع التكفير تحسينا للظن بالمسلم ، فضلا عن أن الحكم على أحدٍ بالكفر هو اختصاص القضاء وحده .

وفي بيان هل يجوز الصلاة على النبي أثناء السجود؟، قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من باب الدعاء.

وأضاف "ممدوح"، في إجابته على سؤال «هل يجوز الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فى السجود؟»، أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مِن أنفع العبادات للمسلم، فتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه ومحبته، مما يكمل به إيمان المرء ويزيد في حسناته ويُكفِّر السيئات، والله تعالى أثنى على نبيه في الملأ الأعلى، وأثنتْ عليه الملائكة المقربون؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا))؛ رواه مسلم وغيره.

وأشار إلى أن الصلاة على النبي دعاء، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء رواه مسلم في الصحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم يعني: فحري أن يستجاب لكم، رواه مسلم في صحيحه، وكان النبي يدعو في سجوده عليه الصلاة والسلام، ويلح في الدعاء، فإذا حمدت الله في سجودك، وصليت على النبي صلى الله عليه وسلم فهذا من أسباب الإجابة: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي.

ما هو الدعاء الذي يدعو به المسلم لعلاج الأرق؟، قالت الإفتاء،  إن الأرق هو السهر وامتناع النوم ليلًا، وقد ورد في السنة النبوية ما يعين على زواله؛ فعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شَكَا خَالِدُ بْنُ الوَلِيدِ الْمَخْزُومِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَنَامُ اللَّيْلَ مِنَ الأَرَقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَقُلْ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ وَمَا أَقَلَّتْ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضَلَّتْ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ كُلِّهِمْ جَمِيعًا أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ أَنْ يَبْغِيَ، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ، وَلا إِلَهَ إِلا أَنْتَ» أخرجه الترمذي في سننه.
وفي بيان هل يجوز جمع المسافر صلاة العصر قصرًا مع صلاة الجمعة في وقت أداء الجمعة؟، قالت الإفتاء يجوز في السفر جمعُ صلاة العصر قصرًا مع الجمعة جمع تقديم؛ لأنَّها بدلٌ عن الظهر، وقد روى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزْوَةِ تَبُوك إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ، فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيعًا، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ صَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ سَارَ، وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِب أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ، وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ". وهذا الحديث صححه ابن حبان والبيهقي، وحسنه الترمذي، وهو أصل في جمع التقديم إلَّا أنه يمتنع جمع الجمعة مع العصر جمع تأخير؛ لأنَّ الجمعة لا يتأتَّى تأخيرُها عن وقتها.

وحول الحكم فيمن يدَّعون أن الله تعالى يستلقي على العرش ويضع إحدى رجليه على الأخرى؟،  قالت الإفتاء إن الافتراء على الله تعالى بأنه يصيبه التعب فيستريح منه هو قول أهل الجحود والكفر من اليهود وغيرهم، وقد رد الله عليهم بقوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق: 38]، واللغوب: هو التعب والإعياء.
وتابعت: يدخل في هذا الافتراء نسبةُ الاستلقاء إلى الله تعالى وأنه وضع إحدى رجلَيه على الأخرى؛ فإن ذلك مظهرٌ من مظاهر الاستراحة مِن التعب بعد العمل الشاق. تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
فليتقِ الله أولئك المدَّعون على الله بغير علم، ولْيحذروا الانسياق خلف المنكر والباطل من الروايات الموجودة في بعض الكتب من غير دراية ولا دراسة ولا تمحيص؛ فإن القولَ على الله بغير علم قَرِينُ الشرك؛ قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33].