الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مجاعة طاحنة و1.4 مليون طفل مهددون بالموت.. ماذا يحدث في جنوب السودان؟

أزمة الجوع بالسودان
أزمة الجوع بالسودان

على مدار سنوات عانت جنوب السودان من أزمة جوع كبيرة، ودائما يفتك الجوع بأطفال السودان ويقضي على عدد كبير منهم بالموت، وازدادت تلك الأزمة، خاصة بعد الانفصال عن السودان.

وتعاني جنوب السودان، من بعض أعمال العنف والتوترات السياسية، كما شهدت للعام الرابع على التوالي، فيضانات تعرضت لها 9 ولايات، من أصل 10 ولايات.

أسوأ أزمة جوع بجنوب السودان

ومؤخرا أعلنت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" غير الحكومية، أنّ أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة في جنوب السودان يعانون من سوء التغذية، محذّرة من أنّ الدولة تواجه "أسوأ أزمة جوع" سببها خصوصاً فيضانات متتالية ونزاعات مسلّحة.

وناشدت المنظمة، إنقاذ الطفولة في جنوب السودان، حيث يشمل العدد 1.4 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية.

وأوضحت المنظمة غير الحكومية أنّ "الوضع تفاقم في الأشهر الأخيرة مع تضرّر أكثر من 615 ألف شخص من جرّاء سنة رابعة على التوالي من فيضانات غير مسبوقة دمّرت مساكن ومحاصيل وتسبّبت بزيادة حالات الإصابة بالملاريا ولدغات الأفاعي، ولا سيّما بين النساء والأطفال".

السبب وراء أزمة الجوع بالسودان 

من جانبه، قال الدكتور صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، أن هناك مشاكل  مستحدثة ناتجة عن تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية التى نتج عنها توقف سلاسل الإمداد والغذاء، بالإضافة إلى أزمة فيروس كورونا المستجد كوفيد -19، وأخيراً أزمة المناخ، تواجه القارة السمراء، لافتا إلى أن: "الحاجة إلى استثمارات تأتي لحل مشاكل القارة الأفريقية".

وعن أزمة الجوع التي تواجهها جنوب السودان الآن، أضاف فى تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مشاكل القارة السمراء تحتاج إلى مساعدات من الدول القادرة التى تعهدت بـ 100 مليار دولار، لافتاً إلى أن مصر قامت بدور حيوى فى هذا الصدد وقدمت لقاحات وحملة “100 مليون صحة” وبناء القدرات الثقافية والتنموية وتحديث النظام الصحى.

وأوضح حليمة، أن الأزمة الأوكرانية الروسية مرتبطة بمشكلات الطاقة والأمن الغذائى ومشاكل الطاقة المتجددة، متابعا أن أزمة الغذاء والتصحر وأزمة سد النهضة أثرت على الأمن الغذائى لعدد من الدول، ومنها دول الجوار مع إثيوبيا؛ السودان، وكينيا، وإريتريا، والصومال، فكل هذه المشاكل والقضايا مرتبطة بالمياه والتصحر.

وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، يوجد 8.9 مليون شخص في هذا البلد، أي 70% من سكّانه، هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

وتعد جنوب السودان دولة حبيسة تقع في شرق أفريقيا، وتقع تحت وطأة أزمة اقتصادية منذ ما قبل الإطاحة بالرئيس عمر البشير في انتفاضة عام 2019.

توقف مساعدات دولية بمليارات الدولارات

واستقطبت الحكومة الانتقالية مساعدات دولية بمليارات الدولارات، لكن ذلك توقف بعد الانقلاب، مما دفع السودان إلى حافة هاوية الانهيار الاقتصادي.

وارتفعت الأسعار بفعل خفض قيمة العملة وتبني إصلاحات في منظومة الدعم، وقفز التضخم إلى ما يزيد على 250%.

ففي العاصمة الخرطوم، زاد سعر رغيف الخبز الصغير من جنيهين سودانيين قبل عامين إلى حوالي 50 جنيها (0.11 دولار) اليوم، مع أن حجمه آخذ في التناقص.

ومن ناحيتها، أشادت منسقة الشئون الإنسانية بعمال الإغاثة والمجتمعات والسلطات المحلية والمستجيبين الأوائل الذين يقدمون المساعدة المنقذة للحياة لآلاف الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة الإنسانية.

وأضافت: "إنني أثني على العاملين في المجال الإنساني وجميع أولئك الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل التخفيف من المعاناة وإنقاذ حياة الآخرين".

وجدير بالذكر أنه لا يزال جنوب السودان يمثل بيئة العمل الأكثر عنفا بالنسبة لعمال الإغاثة، تليها أفغانستان وسوريا، ومنذ بداية العام، قُتل خمسة من العاملين في المجال الإنساني هناك أثناء أداء واجبهم.

وفي جميع أنحاء البلاد، يتأثر عمال الإغاثة - ومعظمهم من العاملين المحليين - بتأثير العنف المسلح والعوائق البيروقراطية والعنف المستهدف، وفي الفترة من يناير إلى 30  يوليو، تم الإبلاغ عن 232 حادثة تتعلق بالقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، حدث أغلبها في ولاية جونقلي ووسط الاستوائية، ويمثل ذلك 40 في المائة من جميع الحوادث المبلغ عنها.