EN 
خطواته قليلة لكنها ثابتة في ذهن المشاهد، داود عبد السيد المخرج المعتزل قدم للسينما أعمالا محدودة العدد لكنها فائقة الجودة نالت من الثناء والتميز حقها، وساعده على هذا النجاح الممتد عددا من العوامل البشرية والفنية.
استحق المخرج داود عبدالسيد أن يتم اختياره لتكريمه مع عدد من صناع السينما البارزين في النسخة 33 من مهرجان أيام قرطاج السينمائي الذي ينطلق 29 أكتوبر الجاري.
قدم داود عبدالسيد في أعماله ثلاثية فنية خالدة مع راجح داوود بموسيقاه وأنسي أبو سيف بكادراته وديكوراته الملائمة وفي مكانها المناسب، ومنحوا جميعا أفلامهم المشتركة روحا مختلفة وبصمة خاصة بهم.
في ندوة بمناسبة مرور 30 عاماً على عرض فيلم "الكيت كات"، حكى أنسي أبو سيف مهندس الديكور الفني عن كواليس بناء الحارة الشعبية لتصوير الفيلم، قائلاً: "اضطررت إلى الذهاب إلى منطقة الكيت كات بمشاركة المخرج داوود عبد السيد لفترة ٦ أشهر متواصلة لبناء الديكور بهذا الشكل".
في "الكيت كات"، قدم داود عبد السيد مستوى بصرياً لافتاً، مدعوماً بالديكور الفني الذي نفذه أنسي أبو سيف بحرفية عالية، لذلك لم يكن غريباً أن يبدأ الشريط السينمائي بتحية خاصة، وإهداء وصف "أبو سيف" بـ"فنان السينما المصرية"، تقديراً لبصمة الأخير في العمل.
على أن الفيلم الذي حقق نجاحاً كبيراً، جماهيرياً ونقدياً، بجمالياته البصرية وتصويره الدقيق لحارة شعبية، كانت موسيقاه التصويرية التي ألفها الموسيقار راجح داوود عاملاً آخر ساعد في نجاح الفيلم.
قدم الثلاثي سويا عدد من الأفلام التي بمجرد ذكر اسمها يقف الجمهور عندها ويعيد مشاهدتها مرارا دون ملل وفي كل مرة تجد فيها عنصرا فنيا أقوى وأفضل مما تم اكتشافه، أبرزها أرض الخوف، الكيت كات، رسائل البحر وغيرها.
وقال أنسي أبو سيف في لقاء تلفزيوني سابق، إنه مرتبط بداوود عبد السيد وعاش معه رحلة حياة وكانت أهم أفلامه معه، وكانت أهم أفلامه معه، حتى البحث عن سيد مرزوق الذي لم يشاركا فيه سويا كان غيابه عنه بسبب ظروف خاصة.
وأشار أنسي أبو سيف في حديثه إلى أن عالم داوود عبد السيد يجذبه منذ قراءة السيناريو وهو عالم غير تقليدي يختلف عما قدمه من قبله، وبالنسبة لمهندس الديكور فإن المكان في أعمال صديقه المخرج معبر جدا وهو ما يشكل تحدي كبير له، مشيرا إلى أن المكان أحيانا يعوض غياب الأشخاص.
داوود وراجح
فيما كان أول ثلاثة أفلام يقدمهما راجح داوود من إخراج قريبه داوود عبد السيد، ومثلما يعوض الديكور في أفلامه عن وجود الأبطال، فإن الموسيقى التصويرية تعد بالنسبة لهما هي جسد بلا روح وأحد أبطال العمل الرئيسيين.
