الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسامة الأزهري: الأزهر يسير على خطى ابن عباس في مواجهة الخوارج

أسامة الأزهري
أسامة الأزهري

قال الدكتور أسامة الأزهري، إنَّ الأزهر الشريف اليوم يسير على قدم ابن عباس - رضي الله عنه- ويقتضي أثره عندما دخل إلى الخوارج لمناقشتهم، فتعرض لحصر مقولاتهم الفكرية، وما عندهم من إشكالات، ثم عرضها على مائدة البحث العلمي، حتى تسلط بأدوات المعرفة الحاضرة في ذهنه على ما أنتجوه من فكر مضطرب وتأويل منحرف، وبسط لهم الإجراءات والمدارك التي يعتمدها أهل العلم في الاستنباط من الوحي، مع مداخل ومقدمات استعان بها في تهيئة مجال المباحثة، فكان - رضي الله عنه- نموذجًا مبكرًا من قيام المنهج العلمي المنضبط الرصين، برصد مقولات التيارات الفكرية في زمانه، وفتح أبواب النقاش، وإزالة ما ألصق بالوحي من أفهام مغلوطة وتأويلات متغالية.

وأضاف الأزهري عبر الفيسبوك أنه من العجيب أنَّ التيارات الفكرية في زمانه بدأت حركتها في تكفير المجتمع وحمل السلاح في وجهه بمسألة الحاكمية، بناء على فهم سقيم لقوله ﷻ: ۞ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ۞.

وتابع: الحاكمية هي بعينها المسألة الأم التي انطلقت منها سائر التيارات المتطرفة في زماننا هذا أيضًا، من الإخوان إلى داعش، مرورًا بسائر الحركات والتنظيمات المتفرعة والمنبثقة منها، وكان مرتكز الإشكال في الحقيقة أيضًا هو البداية بالفهم السقيم لقوله ﷻ: ۞ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ۞؛ مما يوصلنا إلى أننا أمام منهجَيْنِ؛ منهج فكري مستقيم في الأزهر الشريف، ويقابله: منهج فكري سقيم ومضطرب، مفعم بالتشنج، غاضب ومندفع وعدواني، عنده حماس للإسلام دون فقه ولا بصيرة ولا أدوات للفهم، إلى غير ذلك من سماته وخصائصه الثابتة، وهو يظهر عبر الزمان على هيئة موجات متتالية، وكلما مضت عدة أجيال برزت منه موجة جديدة، بهيئة مغايرة، وتحت شعار واسم جديدَيْنِ، لكنها تستصحب طريقة التفكير بعينها، وتعيد نفس المقولات والنظريات بعينها، وترتكب الأخطاء الفادحة في فهم الوحي بعينها.