الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكم تقبيل المصحف ووضعه فوق الرأس

حكم تقبيل المصحف
حكم تقبيل المصحف ووضعه فوق الرأس

حكم تقبيل المصحف، كتاب الله معجزة نزل على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، هناك آراء مختلفة في حكم تقبيل المصحف، هناك من أجاز تعظيما لشأنه وتقديرًا لحرمته ، وصاحب هذا الرأي استشهدوا بأن عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه كان يَضَعُ الْمُصْحَفَ عَلَى وَجْهِهِ وَيَقُولُ: "كِتَابُ رَبِّي، كِتَابُ رَبِّي" رواه الدارمي في السنن.. وهناك راي آخر يقول أنه لم يكن عادة أيام النبي.. آراء مختلفة في حكم تقبيل المصحف نعرضه في السطور التالية.

حكم تقبيل المصحف

حكم تقبيل المصحف أنه جائز شرعًا فهو أمر مقدس وتعظمه وتقديسه من تقديس وتعظيم الحجر الأسود، لكن آراء ذكرت أن أيام النبي  لم يكن هناك مصحف بالمعنى الحالي لكن لا يجوز أن نقول أن هذا الأمر بدعة ولانلتفت له.

حكم تقبيل المصحف، بعض المتطرفين حرموا تقبيل المصحف واستدلوا في هذا الأمر بقول الإمام أحمد بن حنبل وأنه حرم تقبيل الجمادات لكن الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف قال إن النابتة والمتطرفين لم يتلفتوا لرأي أحمد بن حنبل كاملا حيث قال: "يحرم تقبيل الجمادات ما لم يأت بها الشرع"، وهذا الكلام قاله بسبب تقبيل الحجر الأسود ، كما أن سيدنا عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب قبلا المصحف الشريف، ولو كان هذا الأمر حراما ما فعلوه، والسبب هناك أن الجماعات المتطرفة تأخذ الحديث من سياقه ولم يفهوا النص المكتوب ويفسروه وفقا لأهوائهم.

هل تقبيل المصحف بدعة

هل تقبيل المصحف بدعة ، البعض يعتقد ويقول أن من يقبل المصحف ويضعه فوق رسه بدعة لكن هذا الاعتقاد خاطيء، ولا حرج في الدين الإسلامي من تقبيل المصحف أو وضعه على الجبين وسيدنا عكرمة بن أبي جهل الصحابي الجليل أنه كان يقبل المصحف ويقول: هذا كلام ربي، يعني: تعظيمًا له ومحبة له، هذا لا حرج في ذلك.

وتقبيل المصحف لا حرج فيه، ولو قبله إنسان لا حرج عليه، وهناك آراء قالت إن تعظيم القرآن يكون بالعمل، وأن نتدبر ما فيه والإكثار من تلاوة القرآن والخشوع مع آياته والإكثار من قراءة القرآن ليلا ونهار وفي الثلث الأخير من الليل  قال تعالى كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ فعلينا العمل به والإكثار من قرائته بتمعن وتدبر وهو واجب على كل مسلم.

وفي حكم تقبيل المصحف، قال الإمام السبكي إنه أمر مستحب وآخرون قالوا إنه مباح  خاصة الحنابلة، وقال  الإمام النووي في التبيان" روينا في مسند الدارمي بإسناد صحيح عن أبي مليكة: أن عكرمة بن أبي جهل كان يضع المصحف على وجهه ويقول: كتاب ربي كتاب ربي".

 كما أنه يستحب أن نطيب لمصحف ونضعه على الكرسي وأيضا يجوز تحليته بالفضة وفي هذا الأمر  روى البيهقي بسنده إلى الوليد بن مسلم قال سألت مالكا عن تفضيض المصاحف فأخرج إلينا مصحفا فقال حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن في عهد عثمان ـ رضي الله عنه ـ وأنهم فضضوا المصاحف على هذا ونحوه، وأما بالذهب فالأصح يباح للمرأة دون الرجل وخص بعضهم الجواز بنفس المصحف دون علاقته المنفصلة عنه والأظهر التسوية.

ولا يجوز مد القدمين إلى شيء من القرآن الكريم أو كتب العلم ففي ذلك اذلال وامتهان، وذهب المالكية إلى القول بكراهة تقبيل المصحف، قال الخرشي في شرحه لخليل: يكره تقبيل المصحف وكذا الخبز. 

ورُوي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: فعليكم بهذا القرآنِ فإنَّه مأدُبَةُ اللهِ فمَن استطاع منكم أن يأخُذَ من مأدُبةِ اللهِ فليفعَلْ فإنَّما العلمُ بالتَّعلُّمِ..  ويقصد هنا بكلمة المأدبة هي ما يُعد ويجهز للناس ثمّ يُدعون إليه.

حكم تقبيل المصحف

جمع المصحف الشريف في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان يفضضوا المصحف بالفضة، ويستحب تقبيل المصحف على حكم تقبيل الحجر الأسود ورُوي أنّه يستحبّ تقبيل المصحف لأن سيدنا عكرمة بن أبي جهل كان يقبّله، فهو هديةٌ لعباده فشرع تقبيله،  لكن بعض العلماء أفتوا بكره تقبيل المصحف، وهذا ما عليه مذهب المالكية، وفي هذا الأمر قال الخُرشي في شرحه لكتاب خليل: (يُكره تقبيل المصحف وكذا الخبز)، وقد استدلّوا على كراهة التقبيل بما رواه البخاري ومسلم من أنّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يُقبّل الحجر الأسود، ويقول: (واللهِ إنّي لأُقبِّلُك، وإنّي أعلمُ أنك حجرٌ، وأنّك لا تضرُّ ولا تنفعُ، ولولا أنّي رأيتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قبَّلك ما قبَّلتُك).

وفي حكم تقبيل المصحف ما رُوي من أنّ ابن عباس ومعاوية -رضي الله عنهما- كانا يطوفان بالبيت، فكان ابن عباس يستقبل الركن اليماني، والركن الأسود، وكان معاوية يستقبل الأركان الأربعة، فقال ابن عباس: (لم يكن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يستقبل إلّا ركنين؛ وهما :الأسود واليماني، فقال معاوية رضي الله عنه: (ليس في البيت شيءٌ مهجورٌ)، فقال ابن عباس رصي الله عنه: (لقد كان لكم في رسول الله إسوةٌ حسنةٌ)، فقال معاوية: صدقت.

وعند قراءة القرآن الكريم هناك مجموعة من الآداب عند التلاوة ، ففي فضله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن قرأَ حرفاً من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ).. قال تعالى وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ*لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ

وردت الكثير من الآيات التي تدلّ على فَضْل قراءة القرآن الكريم، ومنها: قَوْل الله -تعالى-: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) ، (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً)، وهناك الكثير من الآداب المطلوبة عند قراءة القرآن الكريم أهمها أن يكون القلب طاهر من الذنوب والمعاصي، وطهارة الجسد من الحدث والخبث.

ومن آداب قراءة القرآن حضور وخشوع القلب وأن نقرأ القرآن بتدبر وخشوع وألا يعبث المسلم بما يلهي عن التلاوة وخشوع القلب والجوارح، وأن يكون ثياب المسلم نظيفة، كما أنه يستحب أن نستخدم السواك قبل البدء في قراءة القرآن الكريم، كما أنه يستحب اغتنام الأوقات المستحب فيها قراءة القرآن الكريم الفجر أو في الثلث الأخير من الليل ، ويستحب للمسلم أن يستقبل القبلة لو أمكن ذلك وقبل البدء في التلاوة يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وعدم قطع التلاوة لأي أمرٍ من أمور الدنيا إلّا للضرورة واستشعار عظمة القرآن الكريم.