الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل يجوز أخذ التعويض في النزاعات؟ دار الإفتاء تكشف الحكم

الأموال
الأموال

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن أخذ التعويض، وهو ما يسميه بعض الناس بـ "العِوَض"، إذا حكم به أهل الاختصاص كالجهات القضائية أو المحكمين في النزاعات والانتفاع به جائزٌ شرعًا، ولا حرمة فيه، ولا فرق بين الخطأ والعمد في الضمان، ولا بين كون الشخص صبيًّا، أو مجنونًا، أو نائمًا، أو جاهلًا، فإن ذلك لا أثرَ له في الضمان.


حكم أخذ التعويض


وقالت دار الإفتاء في ردها على سؤال: ما هو الحكم الشرعي في "قَبول العِوَض" ؟ أنه قد اتفق الفقهاء على مشروعية الضمان، لحفظ الحقوقِ، وحدًّا للاعتداء على الأموال التي بها قوام الحياة. كما اتفقوا على أنَّ الإتلاف سبب من أسباب الضمان؛ فإذا أتلفَ شخصٌ مالاً لآخر عمدًا أو خطأً لزمه الضمان.

وأشارت إلى أن ضمان الأموال يكون بالمثل فيما له مثل؛ لقوله تعالى: ﴿وإن عاقَبتم فعاقِبُوا بمِثلِ ما عُوقِبتم به﴾ [النحل: 126]، وبالقيمة فيما ليس له مثل، وتقدرُ القيمةُ بسعر يوم الإتلاف، والأمر في ذلك راجع لتقدير القاضي أو مَن يقوم مقامه.


حكم قبول العوض في الحوادث

وتحدث الدكتور مبروك عطية الداعية الإسلامي، عن هذه المسألة، في معرض إجابته على سؤال : هل يجوز قبول العوض في الحوادث نظرا لتعرضي لحادث والمتسبب فيه رفض تعويضي، بحجة أنه لا يجوز قبول العوض؟

وقال الدكتور مبروك عطية، في فيديو له، عن حكم قبول العوض في الحوادث ، إن هذه الثقافة خطأ تماما، مستشهدا بقصة جريج العابد لما اتهم ظلما بأنه زنى بامرأة وتم تكسير صومعته من بنوا إسرائيل، فلما أظهر الله حقه، أرادوا إعادة ما تم تكسيره.

وتابع مبروك عطية: من أفسد شيئا فعليه إصلاحه، فمن كسر شيئا عليه أن يأتي بمثله دون زيادة أو نقصان.

وقص مبروك عطية ما ورد في صحيح البخاري عن قصة جريج العابد، فعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ، عيسى ابن مريم ، وصاحب جريج ، وكان جريج رجلا عابدا ، فاتخذ صومعة فكان فيها،  فأتته أمُّه وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال :  يا رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فانصرفت ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : يا رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فانصرفت ، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي ، فقالت : يا جريج ، فقال : أي رب أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فقالت : اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات ، فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته ، وكانت امرأة بغي  يُتَمثَّلُ بحسنها ، فقالت : إن شئتم لأفْتِنَنَّه لكم ، قال : فتعرضت له فلم يلتفت إليها،  فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته ، فأمكنته من نفسها ، فوقع عليها ، فحملت ، فلما ولدت قالت : هو من جريج ، فأتوه فاستنزلوه ، وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه ، فقال : ما شأنكم ، قالوا : زنيت بهذه البغي فولدت منك ، فقال : أين الصبي ، فجاءوا به ، فقال : دعوني حتى أصلي ، فصلى ، فلما انصرف أتى الصبي فطَعَنَ في بطنه ، وقال : يا غلام ، من أبوك ؟ قال : فلان الراعي ، قال : فأقبلوا على جريج يقَبِّلونه ويتمسحون به، وقالوا : نبني لك صومعتك من ذهب ، قال : لا ، أعيدوها من طين كما كانت ، ففعلوا).