الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إتقان العمل عبادة

الداعية الأزهري/
الداعية الأزهري/ عبد العليم قشطة

إذا أردنا صلاح الدنيا والآخرة فعلينا جميعا أن نعمل ونجتهد ونتقن العمل ؛ ولنعلم أن الله عز وجل مطلع علينا وناظر إلينا ومحصي علينا أعمالنا قال تعالي : 

{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}.
الأحبة الكرام - ورد عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تأمر بإتقان العمل منها قوله صلي الله عليه وسلم : "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه". 

ومن هذا الإتقان ما نجده حتى في أمور قد تظن أنها بسيطة وقد لا يظن الإنسان  أنها من باب الإتقان في العمل كما قال -صلى الله عليه وآله وسلم في إمامة الناس في الصلاة -: "يؤمهم أقرؤهم لكتاب الله...". يعني من باب الإتقان؛ فلا يصلح أن يتقدم إمام يصلي بالناس وهو لا يتقن القرآن، ولما شرع الله تعالى الأذان أمر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بلالاً أن يؤذن دون غيره من الناس، فما اختاره وما اصطفاه لأمر ما ولكنه قال: إنه أندى صوتًا -أي أرفع صوتًا-، وكان متقنًا، فكان هو مؤذن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان هو أول مؤذن في الإسلام.

فالإنسان السعيد الذي يغتنم ويستثمر حاته فيما فيه صلاح أمره في الدنيا والآخرة ؛ ويستجيب لوصية رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث قال فيما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ وهو يَعِظُه: ((اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناءكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ)).

فالإنسان الفطن الذكي الذي يعمل ويغتنم شبابه ويجد ويجتهد فيه قبل أن يأتي عليه الكبر ويتغير حاله من الشباب إلي الهرم.
ويعمل ويجتهد هو بقوته وصحته ويستثمر هذه القوة قبل الضعف ؛ ويجد ويجتهد في أقامه الله عز وجل وإن كان في سعة من المال والرزق فعليه أن يغتنم ذلك وتقي الله في ماله ويخرجه منه ما آمره الله في خدمة الفقراء والمحتاجين ؛ وعلي كل عاقل ان يغتنم وقت فراغه قبل شغله لآن من النعم التي يغفل عنها كثير من الناس نعمة الفراغ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ).

فالعاقل الذي يستثمر وقت فراغه قبل انشغاله ؛ وعلي الإنسان أن يجد ويجتهد ويعمل لصالح حال قبل أن تخطفه المنية ؛ فيعمل عملا صالحا يصلح به آمر دنياه وآخرته في حياته قبل وفاته.
ونعلم ونوقن بقول الحق سبحانه : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾

نسأل  الله سبحانه تعالى أن يكرمنا وإياكم بكل خير، وأن يُعيننا على اغتنام أوقاتنا وأعمارنا وصحتنا وشبابنا فيما يرضيه عنا وينفعنا في دنيانا وأخرانا ، وأن يجعلنا ممن يعملون لصالح البلاد العباد وبما يعود بالنفع والفائدة للجميع.