الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متفحمين وحاضنين بعض.. القصة الكاملة لحريق التهم براءة الصغار بالإسكندرية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بأعين دامية من البكاء، وصوت غير قادر على التحدث من هول الصدمة والمفاجأة، نظرت سيدة عشرينية بحزن دفين ناحية شرفة منزل محترق بالكامل، في انتظار أن يخرج أحد من أبنائها للحديث معها، عقلها لا يصدق ما حدث، وقلبها يكاد ينبض بصعوبة، تسمع نبضاته بوضوح.

حريق اندلع  داخل شقة سكنية بمنطقة المعهد الديني، التابعة لحي المنتزة ثان، شرقي محافظة الإسكندرية، مساء أمس الاثنين، اسفر عن تفحم ثلاثة أطفال أشقاء.

الأم مطلقة وتعيش بمفردها مع أولادها، ولا يعرف الجيران لها أي أقارب سوى أنها أم لأطفال ثلاثة، تبحث يوميا عن لقمة العيش وسط غابة من الحيتان في سوق المعهد الديني الشهير، لتطعم أولادها وتدخلهم المدارس.

وبصوت شاحب، وعيون باكية، تحدثت والدة الأطفال الثلاثة، الذين لقوا مصرعهم في حادث حريق العصافرة إلى موقع صدى البلد ببضع كلمات قبل أن تنهار بالبكاء غير مصدقة وغير مدركة لما حدث.

وذكرت والدة الأطفال، أن لديها بنتين وولد، الكبرى في الصف الأول الابتدائي عمرها 7 سنوات، والوسطى عمرها 5 سنوات والابن الأصغر عمره عامين، مشيرة إلى أنها قامت بتركهم في المنزل بعدما أطعمتهم، وقاموا "بالاستحمام" وغيرت لهم ملابسهم، وتركت الصغيرين نائمين، والكبرى "تكتب واجبها المدرسي"، ونزلت لقضاء بعض الاحتياجات بالمنزل.

وقالت إنها وجدت أبنائها عقب الحريق متفحمين، ووجدتهم كما تركتهم، الطفل الصغير واخته الأكبر منه تحضنه وهما نائمين، والكبرى محترقة في مكانها بينما كانت تكتب الواجب المدرسي

ولم تستطع استكمال الحديث، حيث أصيبت بصدمة افقدتها القدرة على النطق، وظلت تنظر إلى شرفة المنزل وتطلب رؤية أطفالها غير مصدقة ما حدث على الإطلاق.

وقد وصل فريق من النيابة والبحث الجنائي لمعاينة موقع الحريق الذي اندلع داخل شقة سكنية بمنطقة المعهد الديني، التابعة لحي المنتزة ثان، شرقي محافظة الإسكندرية، مساء أمس الاثنين، ومعرفة أسباب وقوع الحريق.

وقررت نيابة المنتزه نقل جثث الأطفال وهم في حالة تفحم كامل إلى المشرحة لحين انتهاء التحقيق.

وعمت حالة من الحزن بجميع أرجاء الشارع الذي وقع فيه الحريق، وسط بكاء وصراخ من الجيران.

وقال شهود عيان إن سبب وقوع حادث الحريق الذي اندلع داخل شقة سكنية بمنطقة المعهد الديني، التابعة لحي المنتزة ثان، شرقي محافظة الإسكندرية، مساء أمس الاثنين، هو حدوث ماس كهربائي داخل الشقة، مما أدى إلى اندلاع النيران من ناحية الشرفة وناحية باب الشقة.

وأشاروا إلى أن الحريق اندلع في حوالي الساعة السادسة والربع تقريبا، ولم يشعر أحد به لأن الشقة داخلية حتى وصل إلى الشرفة، مشيرين إلى أنه لم يسمع استغاثات الأطفال داخل الشقة نهائيا.

وأضافوا أن سيارات الإطفاء وجدت صعوبة في الوصول للمكان بسبب سوق المعهد الديني، ووجدت صعوبة في إطفاء الحريق لأن الحريق كان من الجانبين.

وتابعوا أن الأم امرأة بسيطة جدًا وتعمل بائعة بسوق المعهد الديني وتعيش بمفردها داخل الشقة التي تبرع بها أحد أهل الخير لتجد مأوى لها ولأولادها، ومنفصلة عن زوجها منذ عامين تقريبا.

وبدأت الواقعة عندما تلقى اللواء خالد البروي، مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة المنتزة بوجود حريق داخل شقة سكنية بشارع متفرع من المعهد الديني داخل نطاق القسم.

وعلى الفور، انتقل رجال مباحث القسم رفقة سيارة الإسعاف والمطافي لإخماد الحريق، وتبين وجود ثلاث جثث متفحمة لأطفال داخل الشقة.

وذكر شهود العيان لموقع صدى البلد، أن الشقة تسكنها الأم رفقة أبنائها بعد انفصالها عن والدهم، وقد اندلع الحريق والأم خارج المنزل، ولم تنجح المحاولات في إنقاذهم.

وأضافوا أن الأم تعمل بائعة بالسوق وكانت خارج المنزل وقت الحريق، وأنهم فوجئوا بتصاعد ألسنة النيران من الشرفة ولم تفلح محاولات إنقاذهم.

تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة لتتولى التحقيق لمعرفة سبب الواقعة.