الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مركز التصنيع الرقمي بحلوان.. خطوة جديدة للنهوض بالصناعة الوطنية| تفاصيل مهمة

مركز التصنيع الرقمي
مركز التصنيع الرقمي بحلوان

منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في 2014 وتقوم أجهزة ومؤسسات الدولة المصرية بجهود كبيرة في سبيل النهوض بالصناعات الوطنية وذلك في إطار خطتها للتنمية وتحقيقاً لرؤية مصر 2030، حيث أن قطاع الصناعة يمثل عصب الاقتصاد المصري.

 

افتتاح مركز التصنيع الرقمي 

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم السبت، افتتاح مركز التصنيع الرقمي بمصنع المحركات بحلوان، واستمع لشرح خلال تفقده للمركز حول معدات المصنع وما يتم إنتاجه في مجال تنقية المياه ومحطات المياه وقطاع الطائرات.

أكد اللواء مهندس جمال رمضان، رئيس مجلس إدارة مصنع المحركات التابع للهيئة العربية للتصنيع، أن مركز التصنيع الرقمي سيوطن ويعمق التصنيع المحلي لمعدات طلمبات المياه لاستخدامها في مشروعات مبادرة "حياة كريمة"، وأن الهدف الرئيسي للمصنع عمرة وإصلاح المحركات وملحقاتها، ويستغل طاقته الإنتاجية وقدراته التكنولوجية لخدمة المشروعات القومية والتنموية.

أضاف رئيس مصنع المحركات، أن المصنع يعمل على إنتاج الفرامل ومعدات للسكة الحديد، وقطع غيار المصانع والشركات الكبرى للمساهمة في عمل المصانع ودعم الاقتصاد القومي، فضلا عن محطات المياه والصرف الصحي، والطلمبات لصالح المشروعات التنموية.

وأشار إلى أن المصنع يمتلك 16 خط عَمرة لمحركات مختلفة، معتمدة من كبرى الشركات العالمية، ومنها شركة جنرال الكتريك الأمريكي وشركة رولز رويس الإنجليزية وآخرى، ومن بينها محركات الطائرات.

 

وتابع أنه يتم تعمير محركات كل الطائرات من طرازات عاملة في العالم بمصر، مشيرا إلى توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتشكيل لجنة لتقييم منتجات الهيئة العربية للتصنيع، وتم التوصية بزيادة الطاقة الإنتاجية لتصبح 200 طلمبة شهريا بدلا من 2 طلمبة شهريا، ليتم إنشاء مركز التصنيع الرقمي بتكلفة 230 مليون جنيه، بمكون محلي يزيد على 78%.

ونوه بأنه يتم توطين محطات تحلية المياه والصرف باستخدام تكنولوجيا الطحالب، مع التعاون مع شركة أوربية عاملة في صناعة الطلمبات مع زيادة العمر الافتراضي لها.

مركز بأحدث التكنولوجيات العالمية 

وأكد اللواء مهندس مختار عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، أن مركز التصنيع الرقمي الذي يفتتحه الدكتور مصطفى مدبولي، سيسهم في زيادة إنتاجية طلمبات الصرف الصحي بدلا من استيرادها من الخارج، وإتاحتها للاستخدامات المختلفة في المشروعات القومية والتنموية، وفي المبادرة الرئاسية لتطوير الرف "حياة كريمة".

وأضاف أن مركز التصنيع الرقمي هو تتويج لجهود وشراكة مستمرة يعتز ويشرف بها بين الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإسكان بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، بما أدى لتوطين تكنولوجيا تصنيع الطلمبات بكل الأنواع والاستخدامات.

وشدد على أنَّ المركز مزود بأحدث التكنولوجيات العالمية بمعايير الثورة الصناعية الرابعة لتلبية احتياجات وزارة الإسكان والمشروعات التنموية للدولة، والتصدير للدول العربية والإفريقية، مع توافر كوادر فنية مدربة، مشيراً إلى قدرة الهيئة على تصنيع 200 طلمبة شهريا بنسبة تصنيع محلي 78%، تحت شعار "صُنع في مصر".

تعميق التصنيع المحلي وتقليل الواردات

وأشار إلى أن مركز التصنيع الرقمي يأتي ضمن خطة مستمرة تنتهجها الهيئة العربية للتصنيع لتنفيذ توجيهات الرئيس بتعميق التصنيع المحلي وتقليل الواردات، واستغلال قدرات الهيئة، وزيادة فرص الاستثمار بالشراكة مع كبرى الشركات والخبرات العالمية.

ولفت إلى وجود توجيهات من القيادة السياسية لتوطين تكنولوجيا صناعة الطلمبات، بالاستفادة من القاعدة الصناعية المتطورة بمصنع المحركات وخبراته لتوطين هذه التكنولوجيا بالتعاون مع الشركات العالمية المتقدمة، الأمر الذي أسفر عن إنتاج أنواع مختلفة من الطلمبات بقدرات وطاقات مختلفة واعتمادها من الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي.

وشدد على وجود متابعة مستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لجهود الهيئة وأعمالها، معاهدا الله والرئيس بأن تبذل الهيئة كل جهد لخدمة الوطن في كل المجالات.

مصر تنهض بتكنولوجيا التصنيع 

في هذا الصدد قال الدكتور عبد النبي عبدالمطلب خبير الاقتصاد الدولي ووكيل وزارة التجارة والصناعة للبحوث الاقتصادية، إن هذا الافتتاح الذي تم اليوم يأتي في إطار توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة مواصلة العمل لتفعيل استراتيجية توطين الصناعة، لافتاً إلى أن هذه الاستراتيجية أحد أهم مخرجات المؤتمر الإقتصادي مصر 2022 الموسع الذي عقد بأكتوبر 2022.

وقال خبير الاقتصاد الدولي في تصريحاته لـ"صدى البلد" عندما تقوم مصر على توطين الصناعة في مجال المحركات وطلمبات المياه ومحطات تحلية المياه باستخدام أحدث الأساليب العالمية فهذا يمثل تطور كبير تقوم به الدولة المصرية للنهوض بتكنولوجيا التصنيع، حيث أن صناعة المحركات كانت إلى فترة قريبة حكراً على الدول الصناعية الكبرى، حتى أنه قبل ذلك عندما كان يتم تصنيع محركات موضوعة بالمواتير وأجهزة تحلية المياه كان لا يتم ذلك إلا من خلال بيوت خبرة عالمية أو بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة في هذا المجال.

وأختتم - هناك دلالة لاختيار منطقة حلوان حيث أن حلوان كانت أحد أهم قلاع التصنيع بمصر الحديثة، كما أنها تحتوي على عدد كبير من المصانع والموارد الصناعية ومراكز التدريب فضلاً عن جامعة حلوان، وبالتالي هذا الافتتاح يعيد الاهتمام بالصناعة مرة أخرى في مصر بوجه عام وصناعة المحركات بشكل خاص.

الاستراتيجية الوطنية للصناعة 

في أكتوبر 2022 أنطلقت فاعليات "المؤتمر الاقتصادي - مصر 2022" الذي نظمته الحكومة المصرية لمناقشة أوضاع ومستقبل الاقتصاد المصري، بمشاركة واسعة لنخبة من كبار الاقتصاديين.

كان من بين مخرجات هذا المؤتمر عدة بنود خاصة بتطوير القطاع الصناعي بمصر مثل سرعة الانتهاء من الرؤية المتكاملة لاستراتيجية الصناعة الوطنية، واستهداف بعض الصناعات المهمة، وتعميق التصنيع المحلي، خاصة في الصناعات الهندسية والكيميائية والنسيجية والغذائية، وتطوير القطاع الصناعي و تفعيل قانون تفضيل المنتج المحلي بهدف تعزيز المنتج المحلي والمشروعات القومية للدولة.

أهداف الاستراتيجية الوطنية للصناعة 

و حسب ما أكده وزير التجارة والصناعة منذ يومين، فإن هذه الاستراتيجية تستهدف إحراز 5 أهداف أساسية بحلول عام 2026- 2027، تشمل تحقيق نسبة 8% لمعدل النمو الصناعي، وزيادة نصيب الصناعة إلى 20% من الناتج المحلي الإجمالي، مع الوصول إلى معدل نمو للصادرات ما بين 18 إلى 25% سنوياً، والتوسع في التحول نحو الصناعات الخضراء والاقتصاد الدائري، وذلك من أجل تحقيق الهدف المنشود للدولة المصرية والمتمثل في تحقيق صادرات بنحو 100 مليار دولار، وجذب استثمارات لتعميق الصناعة، باستهداف قطاعات صناعية ذات أولوية تمتلك مصر فيها قاعدة تصنيعية وفرصاً ومزايا تنافسية على المستويين الإقليمي والعالمي، وغيرها من الأهداف.