الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عالمة مصرية تحقق معجزة علمية.. إزالة بلمرة البوليسترات من البلاستيك

عالمة مصرية تحقق
عالمة مصرية تحقق معجزة علمية.. إزالة بلمرة البوليسترات من ال

بين غابات تحترق، احتباس حراري، وجليد يذوب، والأسوأ بلاستيك يدمر الكائنات الحية أسفل البحار والمحيطات، يصرخ كوكب الأرض مستغيثًا من ندوبه التي مازال العالم أجمع يبحث لها عن علاج وحلول لإنقاذه، واليوم، حققت عالمة مصرية الأمل المنشود، بابتكار تقنية فريدة تعمل على إعادة تدوير النفايات البلاستيكية من نوع البوليستر في 10 دقائق فقط، وهو ما حصلت على براءة اختراع فيه تحت مسمى "إزالة بلمرة البوليسترات بتقنية عالية الإنتاجية".

دكتور «أوليفيا عدلي» حاصلة على الدكتوراه في مجال الكيمياء التحليلية في عام 2019 من كلية الصيدلة جامعة القاهرة، تخرجت أوليفيا من كلية الصيدلة جامعة عين شمس في عام 2010 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وقد ملأها الشغف منذ تخرجها بالبحوث التطبيقية التي تتبنى فكرة التنمية المستدامة، فقد حصلت على درجة الماجستير في التطبيقات البيئية لتقنية النانو من جامعة النيل عام 2013 من خلال منحة دراسية ممولة.


دعم الاتحاد الأوروبي والصين للعالمة المصرية
تقول د. أوليفيا لموقع «صدى البلد»: "في أغسطس 2020 وبالرغم من تحديات كورونا سافرت إلي أيرلاندا لأبدأ في العمل كباحث ما بعد الدكتوراه في الجامعة التكنولوجية بمنطقة شانون ميدلاندز في الغرب الأوسط، حيث كنت أقود فريق بحثي من طلبة دكتوراه وماجستير ومتدربين في أبحاث علمية وصناعية خاصة  بإعادة التدوير للنفايات البلاستيكية في مشروع ممول بقيمة 4,2 مليون يورو بين الاتحاد الأوروبي والصين بعنوان "الابتكار الحيوي للاقتصاد الدائري للبلاستيك".

تستكمل: "توالت المشاريع بعد ذلك خصوصًا بعد ابتكاري تقنية سريعة ومستمرة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية من نوع البوليستر بمساعدة الفريق البحثي الأيرلندي وتم فعليا تسجيل براءة اختراع لهذه التقنية تحت مسمى "إزالة بلمرة البوليسترات بتقنية عالية الإنتاجية".

سعت أوليفيا لجلب تمويلات لوضع التقنية الفريدة لإزالة بلمرة البوليسترات طور التنفيذ، وذلك من خلال المساعدة في كتابة المشاريع، وبالفعل تشغل أوليفيا عدلي الآن منصب مستشارًا تقنيًا لمشروع "PerPETual" بقيمة تمويلية 2,9 مليون يورو والذي يهدف إلى تطبيق مبدأ الاقتصاد الدائري في إعادة تدوير النفايات من أغلفة المواد الغذائية باستخدام تقنية ابتكرتها العالمة المصرية.

 

تقنية إزالة بلمرة البوليسترات

المشروع هو خطوة نموذجية في تقديم اقتصاد دائري للنفايات البلاستيكية والأقمشة من البوليستر، فالفكرة تعتمد على عملية/تقنية جديدة لإزالة البلمرة عالية الإنتاجية من البوليستر وتحويلها إلى المونومرات الخاصة بالمادة باستخدام تفاعل كيميائي بسيط حيث يمكن إعادة بلمرة المونومرات (مواد البناء الأساسية للبلاستيك) المنزوعة من إعادة تدوير النفايات البلاستيكية بعد الاستهلاك باستخدام التقنية المقترحة وبالتالي تقليل البصمة الكربونية.

 

تأثير المشروع

1. إزالة البلمرة الكاملة للنفايات البلاستيكية في أقل من 10 دقائق مما يسمح بالخلاص من كميات كبيرة من النفايات وتحويلها إلى مادة ذات عدة استخدامات وتطبيقات.

2. 50% من الطاقة المستخدمة و50٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مقارنة بإنتاج المونومرات من الوقود.

3. توفير مواد بلاستيكية معاد تدويرها يتم إسقاطها من أجل العلامات التجارية والمستهلكين المهتمين بالبيئة، مما سيصبح عاملاً تمكينيًا رئيسيًا للجيل التالي من المواد البلاستيكية الصديقة للبيئة والقابلة لإعادة التدوير.

معجزة أوليفيا

تقول العالمة المصرية أن الفكرة انبثقت من عملها في المشروع الخاص بالابتكار الحيوي للاقتصاد الدائري للبلاستيك "فأنا بطبيعتي أعمل على مزج العلوم ببعض وكنت أنا الكيميائي الوحيد بفريق عمل حافل بالمهندسين وقد طلب مني محاولة فهم ما يعملون عليه ووضع بصمتي الكيميائية".

ومن المعمل الهندسي الصغير، حصلت أوليفيا على فرصة لتجربة تقنيتها الجديدة على الآلات الخاصة ببلمرة البلاستيك في مصنع كبير، ورغم وصف البعض لها "بالمجنونة" إلا أنها استطاعت تحقيق معجزة علمية لا يصدقها عقل، فنقلت التفاعل الكيميائي من الصناديق الزجاجية داخل المعمل إلى أرض الواقع، وبعد تفكيك الآلات تمكنت من إضافة تقنيتها العلمية الفريدة إليها، وأذهلت الفريق البحثي والجامعة بأكملها عندما خرجت المادة السائلة للبلاستيك من الآلات على شكل قطع صلبة هي المادة الأولية للبلاستيك، والتي يمكن من خلالها تصنيع نوع جديد منه يسهل تشكيله بما يتناسب مع البيئة دون ضرر، حيث يمكنه التحلل بسهولة.


ردود الفعل على الفكرة 

تحكي أوليفيا لموقع صدى البلد: "كانت ردود الفعل مبهرة، إذ أصبحت أنا من يقود فريق بحثي في مجال إعادة التدوير الكيميائي بداخل المجموعة البحثية الكبيرة وتم الحصول علي منح تمويلية تبلغ 6 مليون يورو لبناء معمل خاص لتنفيذ الفكرة علي النطاق الصناعي، فقد وصلنا الآن إلى TRL 6-7  وتم عرض المشاريع في محافل علمية عديدة حظت باهتمام رجال أعمال من الصناعة وبالفعل تم تمويل feasibility study من شركة بيبسي لتقييم شراء ترخيص البراءة الخاصة بالتقنية".

ونتاجًا لذلك، شغلت أوليفيا منصب باحث رئيسي (Co-PI) لمشروع تجاري ممول من شركة بيبسي بقيمة 250 ألف يورو لإعادة تدوير نفايات الزجاجات البلاستيكية الخاصة بالشركة.

بداية أوليفيا في مجال البحث العلمي 
منذ تخرجها، تعمل أوليفيا في مجال البحث والتدريس الأكاديمي، ففي عام 2010 عملت كمساعد باحث بجامعة النيل، وفي 2013 بدأت رحلتها الأكاديمية بكلية الصيدلة جامعة هليوبليس إذ عملت كمدرس مساعد.

وفي عام 2016 حصلت أيضا على درجة ماجستير أخرى في مجال الكيمياء التحليلية الصيدلانية من جامعة القاهرة، وتم تمويل أطروحتها المعنية باستخدام المركبات النانوية لمعالجة مياه الصرف الصحي وتطبيقات تحلية المياه من خلال مشروع هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار المصرية.

وبعد حصولها على الدكتوراه في 2019 أصبحت أوليفيا مدرس بكلية الصيدلة بجامعة هليوبوليس، وفي نفس السنة عملت على مشاريع بحثية مشتركة مع الجامعة الأمريكية وتمكنت من نشر عدة أبحاث علمية.

جوائز دولية حصلت عليها أوليفيا

حصلت العالمة المصرية على العديد من الجوائز، من بينها: جائزة مراجع بحثي محترف للعديد من المجلات العلمية وتم تعيينها كمحرر لأحد المجلات العلمية الخاصة بالكيمياء البوليمرية .

كما أن لديها العديد من جوائز النشر الدولي والعروض التقديمية في المؤتمرات العلمية.

وهي حاليًا عضو في الجمعية الكيميائية الأمريكية والجمعية الملكية للكيمياء ومبادرة دورة حياة المواد والخدمات التابعة للأمم المتحدة.