الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسامة الأزهري: هكذا تكون منظومة القيم التي تصنع الحضارة

أسامة الأزهري
أسامة الأزهري

قال الدكتور أسامة الأزهري إن الرحلة المعتادة لمنظومة القيم، أنَّ كل قيمة منها تبدأ بكلمة، تتحول إلى قيمة، تتحول إلى مؤسسة؛ فتنهض الحضارة، ثم خرجت مؤخرًا تيارات التطرف، التي هجرت الحضارة، وأهدرت المؤسسات، واختزلت القيم في كلمات خاوية، ترددها الألسنة، ويبقى المجتمع رغم ذلك في أمية وتخلف ومرض وعنف؛ فإذا بمنظومة القيم قد صارت عاجزة عن توليد نتائجها، وعن إكمال رحلتها التي توصل إلى الحضارة، وانطمست مقاصد الشريعة التي جاءت للرحمة والراحة في الدنيا والآخرة، وانطلقت أمواج من الفكر الغاضب المضطرب، الذي أهدر كل ذلك، وحول الدين إلى تكفير، وصدام، وشقاء ودماء، ثم يسمي ذلك جهادًا.

واستشهد الأزهري بحديث نبوي شريف عن عبد الله بن سلام - رضى الله عنه- أنه سمع رسول الله ﷺ أول مقدمه المدينة مهاجرًا يقول: ( أيها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)، رواه البخارى ومسلم، ولما أنْ سأل هرقل أبا سفيان: ما الذي يأمركم به هذا النبي ﷺ؟، قال: ( ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة)، رواه البخاري.

شارك الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري في المجلس العلمي الذي نظمه البيت المحمدي احتفالاً بذكرى مولد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين رضي الله عنهما بحضور الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي، والشيخ المحدث محمد عبد الباعث الكتاني، والدكتور فتحي حجازي أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر.

وقال الأزهري، خلال كلمته، إن هذا الجمع لإظهار التعظيم لساداتنا أئمة البيت النبوي، وللحفاوة بسيدة من سيدات بيت النبوة السيدة سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

أضاف الأزهري: «الله عز وجل جعل من مكارم ومناقب سيدنا يوسف عليه السلام أنه نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي وأنه الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم سيدنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام، هذا الوصف المحمدي لسيدنا يوسف إشارة محمدية إلى أن من ملاحم عناصر المجد والفخر في سيدنا يوسف أنه تسلسلت فيه النبوة أبا عن جد عن أب عن جد، جيلا وراء جيل».

الاحتفال بمولد السيدة سكينة 
تابع الأزهري: «هذا الباب من أبواب الفضل والمجد والشرف لسيدنا يوسف عليه السلام جعل الله منه حظوظا ومواريث لأئمة البيت النبوي المطهر، إذ تنشأ السيدة فاطمة الزهراء أم أبيها لتستقي من أنوار نبوته قبل أن يسبق اليها أي سابق، وصنع الله مثل ذلك خصوصية لزوجها سيدنا علي بن أبي طالب الذي وعى الدنيا أول ما وعى في حجر النبي صلّى الله عليه وسلم ثم يتسلسل الفضل من الزهراء ومن سيدنا علي بن أبي طالب إلى سيدنا الإمام عبد الله بن الحسين ثم تصب تلك المواريث جميعاً في بنته وكريمته وقرة عينه السيدة سكينة عليها رضوان الله التي شربت الولاية والمجد والأنوار على يد أبيها سيدنا الحسين رضي الله عنهما».

وأكد الدكتور أسامة الأزهري أننا نفرح ونحتفل بمولدها وندعو الله أن يجعل فرحنا بها وبآل بيته حصنا وبركة وسرا وعناية وتجليا.