الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التغيرات المناخية تهدد حياة 18 مليون شخص من ذوي الإعاقة.. ماذا يحدث؟

ارشيفية
ارشيفية

التغيرات المناخية أصبحت الخطر الوجودي الذي يهدد كل من على الأرض، والجميع يعاني بلا استثناء جراء التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على كل مناحي الحياة، ولكن ومن المعروف أيضاً أن هناك أشخاص أكثر تضرراً من تغير المناخ، من بينهم الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة الذين يعيشون في المناطق الفقيرة.

نزوح 18 مليون بسبب تغير المناخ

حسب منظمة الصحة العالمية فهناك مليار شخص في جميع أنحاء العالم يتعايشون مع إعاقة ما، 80% منهم في البلدان النامية، وغالباً ما يتم استبعاد الأشخاص ذوي الإعاقة من المحادثات حول كيفية الاستجابة للتحديات التي يفرضها تغير المناخ، مما يخلق حلقة مفرغة يتعرض فيها الأشخاص ذوي الإعاقة لمزيد من الفقر والجوع.

كما تتوقع المنظمة نزوح 18 مليون شخص من ذوي الإعاقة بسبب الأحداث المناخية بحلول عام 2050.

ويرى الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، أن إدماج ذوي الاعاقة يمكن أن يساعد في تطوير مسارات قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية وتأمين الغذاء لهم، حيث أن الأشخاص ذوي الإعاقة يتسمون بالقدرة على الصمود وحل المشكلات اليومية، ويمكن لخبراتهم أن تساعد العالم على إعادة التفكير في التنمية المستدامة.

ذوي الإعاقة مع التغيرات المناخية

هناك شاب يدعى ليونارد موراني بكينيا يعاني من إعاقة جسدية منعته الإعاقة من جمع مياه لمحاصيله، بعد نقص هطول الأمطار ولكن بفضل مشروع إدارة الموارد الطبيعية في مستجمعات تانا العليا، الذي يموله الإيفاد، ضخت أنظمة الري المياه من النهر إلى مزرعة ليونارد، مما ساعده على زراعة نباتات مغذية ومستدامة، وتحقيق الإمكانات الاقتصادية للمزرعة ومواجهة ندرة المياه في المستقبل.

عندما ضرب إعصار كاترينا الولايات المتحدة في عام 2005 ، تقطعت السبل بالعديد من الأشخاص الذين يستخدمون الكراسي المتحركة حيث لم تكن هناك خطة لإجلائهم.

عندما ضرب إعصار ساندي في عام 2012، تكررت نفس المشكلات للعديد من مستخدمي الكراسي المتحركة، و رداً على ذلك، رفع المعوقون بمدينة نيويورك أمرهم إلى المحكمة بسبب الإغفال وإجبارهم على إجراء تغييرات في السياسة و توفير ملاجئ عامة يمكن الوصول إليها بواسطة الكراسي المتحركة.

مجال جديد في الأبحاث العلمية 

قام طالب الماجستير ديفيد ليبمان بجامعة هارفارد بنشر الوعي بهذا التهديد، وقال أن دراسة هذا المجال الجديد امر في غاية الأهمية، حيث أن تغير المناخ يعد القضية السياسية والأخلاقية المركزية في القرن الحادي والعشرين، وسيؤثر على الجميع، ولكن ليس بالتساوي، على سبيل المثال: يشير أحد التقديرات التي يُستشهد بها كثيرًا إلى أن 200 مليون شخص سيكونون من لاجئي المناخ بحلول عام 2050.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني 15٪ من سكان العالم من إعاقة ذهنية أو جسدية، لذا فإن 30 مليونًا من هؤلاء اللاجئين بسبب المناخ الذين يحتاجون إلى أنواع مختلفة من الدعم، والبداية يجب أن تكون المعلمين هم أول عن طريق تثقيف جميع الطلاب حول تغير المناخ وعلوم المناخ والتكيف مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، خاصة للطلاب من ذوي الاعاقة.

وفقاً لصحفية الجارديان، قال سيباستيان جودوين، الأستاذ في جامعة ماكجيل في كندا: "كان الأشخاص ذوو الإعاقة من بين الأكثر عرضة لتأثيرات المناخ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى طبيعة إعاقتهم وأيضًا بسبب الحرمان الاجتماعي، هؤلاء هم الأشخاص الأكثر تهميشًا لديهم موارد أقل، و يواجهون بالفعل خطر أزمة المناخ".

ماذا يقول ذوي الاعاقة عن أزمتهم

أكّدت المقرّرة الخاصة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كاتالينا ديفانداس أغيلار أنّ تغيّر المناخ من المخاطر الأساسيّة التي تهدّد البشرية، ولكنّ الأشخاص ذوي الإعاقة لم يشاركوا في المناقشات. كما أنّ الأبحاث حول آثار تغير المناخ على حقوقهم بالكاد متوفّرة. وأضافت أنّه يجب أن يأخذ العمل المناخي احتياجات ذوي الإعاقة في الحسبان فنشمل الجميع من دون أيّ استثناء.

وقالت ديبورا أيوت أويو، باسم التحالف الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، بلغة الإشارة: "ليس تغير المناخ السبب الأساسيّ لمعاناتنا، بل الاستبعاد الاجتماعي الذي نعيشه يوميًا، وحرماننا من حقوقنا وغياب الحماية القانونية، يجب أن تعالج الحلول المطروحة الأسباب الجذرية للظلم الاجتماعي والتمييز وعدم المساواة التي تؤثر على الأشخاص ذوي الإعاقة".

وقالت أماليا ديسينا، رئيسة رابطة ذوي الإعاقة في كاجايان بالفلبين، التي تشهد 20 إعصارًا استوائيًا سنويًا "إنّ الحكومة بالفلبين أطلقت حملات بشأن شمل الأشخاص ذوي الإعاقة في التدابير الخاصة بمواجهة الكوارث". 

تغير المناخ يمكن أن يسبب الإعاقة 

حسب دراسة نشرت مؤخراً فإنه من المتوقع أن تؤدي العديد من العوامل المرتبطة بتغير المناخ إلى زيادة حدوث وانتشار الإعاقات المؤدية إلى الإعاقة مثل:

-الملاريا يمكن أن بدورها أن تتسبب في إصابة طفل من بين كل عشرة أطفال تقريبًا من ضعف عصبي بعد إصابته بالملاريا الدماغية، وبالتالي حدوث (الصرع، إعاقة التعلم، التغيرات في السلوك، فقدان التنسيق، ضعف الكلام).

- تسمح درجات الحرارة المرتفعة مع زيادة المياه السطحية والرطوبة ، بزيادة تكاثر البعوض الذي ينشر الملاريا (وأمراض أخرى مثل حمى الضنك والحمى الصفراء).

وقدرت منظمة الصحة العالمية عام 2000 أن تغير المناخ كان مسؤولاً عن 6٪ من الملاريا في بعض البلدان.