الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبراء تعليم يكشفون لـ"صدى البلد" أسباب نمو ظاهرة الغش بالمدارس.. ويؤكدون: فيروس يسبب نقص المناعة التعليمية والتربوية

الغش في الامتحانات
الغش في الامتحانات

خبراء التعليم:

  • أسباب نمو ظاهرة الغش لدى طلاب المدارس
  • أهم العوامل المساعدة على انتشار أعمال الغش بالامتحانات بين الطلاب
  • الغش بالامتحانات فيروس يسبب نقص المناعة التعليمية والتربوية
  • عدم الوعي بحرمانية الغش سواء من قبل الطالب أو من قبل الأهل

 

الغش في الامتحانات لم يعد حالة استثنائية بالمدارس، ولكنه تحول إلى ظاهرة خلال السنوات القليلة الماضية، وقد فشلت جميع الجهود حتى الآن في مواجهة هذه الظاهرة التي أدت إلى تخريج أجيال وكأنهم لم يتحصلوا على أي تعليم، وفي محاولة لمواجهة هذه الظاهرة بشكل حاسم لجأت الدولة إلى تشديد العقوبات على الغشاشين وكل من يسهل هذه العملية بأي وسيلة كانت.

وتعتبر ظاهرة الغش في الامتحانات، من أكثر الظواهر السلبية المنتشرة في المدارس في الوقت الحالي، وتختلف طريقة التعامل مع تلك الظاهرة من مكان لآخر، فهي تعد من أخطر المشكلات التي يواجهها التعليم، وأكثرها تأثيرًا في المجتمع.

أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن الامتحانات أحد أهم عناصر التقويم ونجاحها ضرورة ملحة لضمان أن يأخذ کل طالب حقه.

وأوضح أن ذلك يدل على مصداقية العملية التعليمية في المدارس وفي العقدين الآخرين أدى ظهور وسائل تكنولوجية حديثة إلى تعرض الامتحانات إلى مشاکل کثيرة، أهمها إساءة استخدام التكنولوجيات الحديثة في تعريض مصداقية الامتحانات للخطر.

وأشار الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، إلى أن الغش من أخطر المشاكل التي يواجهها التعليم، وأكثرها تأثيراً على المجتمع وعلى الطالب نفسه، وغالبا ما يجمع الطالب الغشاش صفة الكذب مع الغش لمحاولته تبرير الغش بحجج واهية وكاذبة.

وأضاف أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن الغش في الامتحانات سواء کان الغش التقليدي الفردي أو الغش الإلكتروني الفردي والجماعي يعرض مصداقية الامتحانات للخطر.

وأوضح الدكتور حسن شحاتة، أن هناك بعض العوامل المهمة التي تلعب دورا أساسي في وجود ظاهرة الغش والتي تتمثل فيما يلي:

- شعور الطالب بالضيق من الدراسة وعدم الرغبة بها مما يؤدي إلى ضعف تحصيله الدراسي وصعوبة فهمه للمنهج.

- ومن الممكن أن يكون للطالب أهداف أخرى أو ميول أخرى غير الدراسة والعلم. أن يكون الطالب قليل الثقة في قدراته الذهنية ولذلك يجد أن من الصعب فهم المنهج الدراسي.

-الضغط المعنوي من قبل الأهل على الطالب لكي يحصل على درجات عالية في الامتحانات.

-عدم الوعي بحرمانية الغش سواء من قبل الطالب أو من قبل الأهل، بالإضافة إلى عدم الخوف من المولى عز وجل وموت الضمير وعدم الأمانة.

-انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي تدفع الطالب الغير مقتدر على اتباع أساليب الغش لكي يصل إلى نفس مستوى الطلاب الآخرين.

-عدم تنظيم الوقت والاستعداد للمذاكرة والانشغال بأعمال أخرى غير مفيدة. 

-شعور الطالب بأن الدراسة لا فائدة لها وأنها لا تعود على الفرد بأي فائدة أو نتيجة إيجابية، نظرًا لأن هناك أعداد هائلة من البطالة في المجتمع.

-عدم تطبيق العقوبات الصارمة على من يقوم بالغش والتسامح والتساهل معه خاصة بين الطبقات التي لديها نفوذ اجتماعي.

-الإهمال في توضيح خطورة الغش على الفرد والمجتمع.

ومن جانب اخر أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبير التربوي أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن التعامل مع ظاهرة الغش في الامتحانات، ومحاولة القضاء عليها، لا بد من تشجيع الطلاب على الحفاظ على تعبهم ومجهودهم، وعمل أكثر من نسخة مختلفة من الاختبار، كما يجب إرغام الطالب الغشاش على التواصل مع المشرف التربوي للتوصل إلى حل لسلوكه الخاطئ.

وشددت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، علي ضرورة وضع عقوبات صارمة وواضحة تجاه الغشاشين، وعلى المراقبين داخل اللجان التعليمية وأن يكونوا حاسمين، حيث أن دور المعلم مهم جدا، وجزء أساسي وتربوي في العملية التعليمية، ولا بد أن يكون خير موجه للطلاب للنهي عن الغش، والحث على المذاكرة وقوة الهمة والتحصيل.

وأشارت الخبيرة التربوية، إلى أن هناك العديد من الوسائل التي تعمل على تقليل الغش في الامتحانات، ومنها إعطاء الطالب تعليمات خاصة، تعمل على تقليل التوتر في حالة عدم وجود إجابة حاضرة في ذهنه حتى لا يلجأ إلى الغش.

وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن تنوع الأسئلة في الامتحانات مهم، ويجب على الأقل أن يكون هناك سؤالا مقاليا، يساعد على تقليل الغش، لكن فكرة أن الأسئلة جميعها اختيار من متعدد، أثبتت أنها أسهل طرق في الغش.

ولفتت الدكتورة سامية خضر، إلى أنه ينبغي أن يكون هناك سؤالا مقاليا للطالب داخل الامتحان، بحيث يكون لديه مهارات عرض الأفكار والكتابة السليمة، من ضمن مهارات التعلم.

وأوضحت الخبيرة التربوي، أن من أهم أسباب انتشار الغش في الامتحانات:

2. شعور الطالب بالخوف والتوتر من الامتحان.

3. قلة الوازع الديني.

4. عدم شعور الطالب بالمسؤولية تجاه الدراسة.

5. عدم وجود أهداف وطموحات لدى الطالب.

6. وجود الجو المناسب للغش في الامتحانات.

7. ضعف التحصيل العلمي للطالب.

8. عدم امتلاك الوقت المناسب لإجابة الأسئلة.

ومن جانب اخر أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، الغش في الامتحانات لم يعد حالة استثنائية بالمدارس، ولكنه تحول إلى ظاهرة خلال السنوات القليلة الماضية، وقد فشلت جميع الجهود حتى الآن في مواجهة هذه الظاهرة التي أدت إلى تخريج أجيال وكأنهم لم يتحصلوا على أي تعليم.

وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن رغم محاولة الدولة لمواجهة هذه الظاهرة بشكل حاسم ورغم تشديد العقوبات على الغشاشين وكل من يسهل هذه العملية بأي وسيلة كانت، إلا أن هذة الظاهرة منتشرة وبقوة، موضحًا أن ظاهرة الغش تضر المجتمع بكامله لأن الطالب الذي ينجح عن طريق الغش ويصل إلى مكانة لا يستحقها فإنه لا يستطيع أن ينجح بها ولا يقدم للمجتمع أي فائدة.

وقال الخبير التربوي، إن الوزارة تأخرت عن اصدار هذا الخطة حيث كان يجب إصداره منذ سنوات عديدة، مشيرًا إلى أنه يجب توفير إدارة رقابية لمباشرة حالات الغش بدلًا من إصدار القوانين فالغش يساوي بين كل الطلاب، قائلًا: "الغش حرام فالرسول صلي الله عليه وسلم حرم الغش وجعل الغشاشين ليسوا من المسلمين".

وأوضح الدكتور محمد فتح الله، أن يوجد العديد من الأضرار التي تترتب على كلا من الفرد والمجتمع بسبب ظاهرة الغش، وتشتمل تلك الأضرار على ما يلي:

-زيادة نسبة الكسالى في المجتمع، وبالتالي نجد أن هناك أعداد هائلة تعتمد على غيرهم في الوصول إلى أهدافهم دون بذل أي مجهود.

-تدني المستوى التعليمي للطلاب وخروج جيل لا يصلح للقيام بأي مهام وظيفية.

-تدهور حال المجتمع أجمع وينتشر الفساد وتعم الفوضى على الجميع.

-تدني أخلاق الطلاب وابتعادهم عن القيم الدينية والأخلاقية، كما يحثهم على ارتكاب الكثير من الأخطاء الأخرى.

-إحباط الطلاب المجتهدين الذين يدرسون بجد طوال العام لان من الممكن أن يتفوق عليهم وهو لا يستحق.

-ارتكاب العديد من الأمور السيئة الأخرى مثل السرقة والكذب والخداع وغيرها من الأمور التي يكرهها الدين.