الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحقيق عسكري أمريكي يتهم البنتاجون بالكذب حول قتل مدنيين في أفغانستان

البنتاجون
البنتاجون

كشف تحقيق عسكري أمريكي رُفعت عنه السرية جزئياً عن تنفيذ الجيش ضربة جوية بطائرة مسيّرة في أفغانستان استندت إلى تقييمات غير دقيقة وأسفرت عن سقوط مدنيين وقدم التحقيق رؤى بشأن إدلاء المسؤولين حينها بتصريحات مضللة، تخفي تقييم الخسائر.

وأفاد التحقيق الذي حصلت عليه صحيفة "نيويورك تايمز" من خلال دعوى قضائية بموجب قانون حرية المعلومات، أن المسؤولين أصدروا "بيانات مضللة" بشأن تقييماتهم الأولية للضربة الجوية التي وقعت في كابول في أغسطس 2021، في الأيام الأخيرة التي شهدت فوضى خلال الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

وكان المحللون العسكريون الأمريكيون قد لاحظوا في ذلك الوقت سيارة بيضاء تتوقف، فظنوا أنه مجمع لتنظيم "داعش".

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمريكيين كانوا بالفعل في وضع متوتر للغاية، فقبل 3 أيام من الواقعة، قتل انتحاري عشرات الأفغان، و13 جندياً أمريكياً عند البوابة الرئيسية لمطار كابول.

وفي ذلك الوقت كان لدى المسؤولين معلومات استخباراتية تتوقع هجوماً آخر، وأنه سيشمل سيارة طراز "تويوتا كورولا" بيضاء اللون. وتعقبت القوات الأمريكية السيارة حول كابول لعدة ساعات، وبعد أن اتجهت إلى فناء محاط بسياج بالقرب من المطار، أذنوا بتنفيذ ضربة جوية بطائرة مسيرة، وبعد ساعات أعلن مسؤولون أمريكيون أنهم نجحوا في "إحباط هجوم".

ومع ظهور تقارير عن سقوط مدنيين في وقت لاحق من ذلك اليوم، أصدر المسؤولون الأمريكيون بيانات قالوا فيها إنه "ليس لديهم مؤشرات" بشأن ذلك، لكنهم "سيُقيّمون المزاعم، ويحققون في ما إذا كان انفجار ثانوي قد قتل مدنيين".

لكن أجزاء من تحقيق أجرته القيادة المركزية الأمريكية وحصلت عليه "نيويورك تايمز" تظهر أن محللين عسكريين أفادوا في غضون دقائق من الغارة، بأن مدنيين ربما سقطوا، وفي غضون 3 ساعات قدروا أن 3 أطفال على الأقل لقوا حتفهم.

وأوضحت وثائق التحقيق كيف أدت "الافتراضات والتحيزات إلى هذا الخطأ الفادح المميت" بعدة أمثلة مفصلة، منها ما خلص إليه محللون عسكريون على نحو خاطئ من أن الشحنة التي تم تحميلها في السيارة تحتوي على متفجرات بسبب "التعامل الدقيق معها وحجمها"، وأن "المسار غير المنتظم" للسائق كان دليلاً على أنه كان يحاول التهرب من المراقبة.

وذكرت الصحيفة أنه تم الانتهاء من التحقيق بعد أسبوع ونصف الأسبوع من الضربة الجوية ولم يتم نشره أبداً. لكن الصحيفة قالت إنها حصلت على 66 صفحة منقحة جزئياً منه، من خلال دعوى قضائية بموجب قانون حرية المعلومات ضد القيادة المركزية.

ورفضت القيادة المركزية الإدلاء بتعليقات إضافية بخلاف التصريحات التي أدلت بها سابقاً بشأن الضربة.

كانت وزارة الدفاع (البنتاجون) أقرت، في سبتمبر 2021، بأن الضربة الجوية كانت "خطأ مأساوياً" أسفر عن سقوط 10 مدنيين. وقالت للصحيفة إنها تنفذ خطة عمل جديدة تهدف إلى حماية المدنيين استفادت من الدروس المستقاة من الحادث.