الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الملفات السرية لأمريكا مشاع!.. وثائق جديدة لدى بايدن توقف خطط الديمقراطيين تجاه ترامب.. تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق وكتلة ديمقراطية تدافع عن الرئيس

جو بايدن
جو بايدن

يبدو أن عام 2023، سوف يكون عام الوثائق السرية داخل الولايات المتحدة الأمريكة، وذلك بعد سلسلة من التحقيقات حول اكتشاف وثائق سرية داخل أماكن تابعة للرئيس الأمريكي جو بايدن، ونائب الرئيس السابق مايك بنس، وهي التحقيقات التي تأتي بعد تحقيقات مماثلة مع الرئيس السابق دونالد ترامب لذات السبب، وهو ما يجعل معركة هذا العام حول الوثائق ساخنة بين الحزبي الجمهوري والديمقراطي قبل انتخابات الرئاسة 2024.

ووفقا لما أعلنته السلطات الأمريكية الثلاثاء، فقد استحوذت وزارة العدل على "عدد صغير" من الوثائق ذات العلامات السرية، والتي تم ضبطها لدى نائب الرئيس السابق مايك بنس في مقر إقامته في إنديانا في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك حسب ما قاله جريج جاكوب ، أمين سجلات بنس في البيت الأبيض، ففي رسالة بتاريخ 22 يناير إلى الأرشيف الوطني، أشار جاكوب إلى أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي جاءوا إلى منزل بنس في إنديانا ليلة 19 يناير لاسترداد الوثائق التي حددها نائب الرئيس السابق قبل أيام قليلة.

بنس لم يكن يعلم

وجاءت جهود وزارة العدل الأمريكية للحصول على الوثائق، بعد أيام من إخطار بنس الأرشيف الوطني بأنه اكتشفها في منزله في 16 يناير، وأشار جاكوب إلى أن بنس لم يكن على علم بوجود الوثائق وأنه استعان بمحامٍ خارجي بعد تقارير صحفية عن اكتشاف المزيد من الوثائق بمحل الإقامة الشخصية للرئيس جو بايدن، وفق ما نشرته صحيفة بوليتيكا الأمريكية.

وعن مدى حساسية الوثائق المكتشفة حديثًا فهي غير واضحة، ففي رسالته الأولى إلى الأرشيف، أشار جاكوب إلى أن محامي بنس لم يراجعها فور علمه أنها مصنفة كوثائق سرية، فيما يهدد إعلان بنس بقلب المشهد السياسي على جانبي شارع بنسلفانيا رأساً على عقب، فبالمثل، قام البيت الأبيض بتسليم وثائق سرية إلى الأرشيف الوطني تم العثور عليها في المنزل الشخصي للرئيس بايدن، حيث كانت بالمكتب الذي استخدمه بعد فترة توليه منصب نائب الرئيس.

الديمقراطيون في مرمى السهام

ويبدو أن الكشف عن مثل هذه الأخطاء على نطاق واسع قد جعل الديمقراطيين في مرمى السهام، حيث أعطت تلك الحوادث فرصة للجمهوريين لمقارنة وضع بايدن بموقف دونالد ترامب، والذي كان لديه أيضًا وثائق سرية على ممتلكاته الشخصية لكنه رفض تسليمها جميعًا عند سؤاله.

ويحاول الديمقراطيون مواجهة تلك الانتقادات، بمقارنة كيفية تعامل بادين وفريقه مع الحادث عبر تسليم الوثائق، في مقابل السعى لإخفائها كما فعل ترامب، وقال ديفيد بروك، القيادي الديمقراطي: "هذا الاكتشاف من قبل محامي بنس يعد تعزيزًا مثيرًا للاهتمام للتناقض بين كيفية تعاون بايدن وبنس بشكل صحيح وإعادة الوثائق مقابل سرقة ترامب لهم وإخفائهم وعرقلة العدالة في عودتهم".

الجمهوريون على خطى منافسيهم .. تشكيل لجنة

وعلى خطى الديمقراطيين في تعالمهم مع ترامب، يسير الجمهوريون في اتجاه تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق، فلم يُظهر رئيس لجنة الرقابة في مجلس النواب ، النائب جيمس كومر (جمهوري من كنتاكي) ، أي إشارة فورية إلى أنه سيتراجع عن تحقيقاته في أعقاب اكتشافات بنس.

وقال كومر: "تواصل معنا نائب الرئيس السابق مايك بنس اليوم بشأن الوثائق السرية التي عُثر عليها في منزله في إنديانا، ولقد وافق على التعاون الكامل مع إشراف الكونجرس وأي أسئلة لدينا حول هذا الموضوع، ولكن شفافية نائب الرئيس السابق بنس تظهر التناقض الصارخ مع موظفي البيت الأبيض في بايدن الذين يواصلون حجب المعلومات عن الكونجرس والشعب الأمريكي ".

الديموقراطيون قلقون بشأن التعامل مع وثائق بايدن

وينتقد الديمقراطيون في مجلس الشيوخ تعامل الرئيس جو بايدن مع الوثائق السرية، وذلك بالرغم من سعيهم للتمييز بين الرئيس الحالي والرئيس السابق دونالد ترامب، ففي المقابلات التي أجريت مساء أمس الاثنين، أثار أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون مخاوف بشأن أحدث اكتشاف للوثيقة ، حيث قدم السناتور جو مانشين من وست فرجينيا أقسى انتقاد للبيت الأبيض: "لا يمكن أن يصبح الأمر أسوأ من ذلك".

ولم يكن مانشين وحده، فقد قال السناتور مارك كيلي (ديمقراطي من أريزونا) ببساطة: "لا يجب أن تكون أي وثيقة سرية في منزل شخص ما"، فيما قال رئيس السلطة القضائية في مجلس الشيوخ ، ديك دوربين (ديمقراطي عن ولاية إلينوي)، إن تعامل البيت الأبيض مع المعلومات السرية يعد "تناقض حاد" مع الطريقة التي يتعامل بها الكونجرس مع مثل هذه الوثائق.

صدمة التسريبات تفسد خطط الديمقراطيين تجاه ترامب

ولقد كانت صدمة للديمقراطيون في مجلس الشيوخ عندما عادوا يوم الاثنين بعد عطلة طويلة، الإعلان على عثور وزارة العدل على وثائق سرية إضافية خلال بحث استمر 13 ساعة لمنزل بايدن في ويلمنجتون، هذا بخلاف المواد السرية التي تم العثور عليها في نوفمبر وديسمبر، والتي تسببت في صداع سياسي لهم بعد أن سعوا لمهاجمة ترامب بسبب تعامله مع المواد السرية.

ووفقا لتقرير الصحيفة الأمريكية، فقد أفسدت هذه خطط الحزب الديمقراطي، حيث سعى الديمقراطيون إلى تركيز انتباههم على البداية الفوضوية للجمهوريين في مجلس النواب للكونغرس،  علاوة على ذلك، فساد مخططهم للنيل من ترامب في قضية الوثائق، هذا بجانب تخوفهم من إمكانية أن تكون لتلك القضية تأثير بالحملة الرئاسية إذا ترشح بايدن لولاية ثانية ، كما هو متوقع.

جبهة من البيت الأبيض وكتلة ديمقراطية تدافع عن بايدن

وحاول البيت الأبيض، وعدد من النواب الديمقراطيين الدفاع عن بايدن، فعند سؤاله عن انتقادات أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، قال المتحدث باسم البيت الأبيض إيان سامز للصحفيين أمس الاثنين، إن بايدن يتعامل مع هذا بالطريقة الصحيحة، حيث هناك تعاون كامل، وهي الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذا الأمر.

وهجوم بعض الديمقراطيين ليس تمردا كاملا، حيث يرفض بعض الديمقراطيون المقارنات مع ترامب، والذي يخضع للتحقيق لاحتفاظه بوثائق أمن قومي شديدة الحساسية في منزله بفلوريدا، ولزعم إعاقة المحققين الذين يسعون لاستعادتها، فهم يجادلون بأنه على عكس ترامب، قام فريق بايدن القانوني بتسليم الوثائق فور اكتشافها ودعا وزارة العدل للبحث عن المزيد.

ودافع أعضاء ديمقراطيون آخرون في مجلس الشيوخ عن بايدن ولا يزالون يسلطون الضوء على التناقض مع ترامب. وقالت السناتور المتقاعد ديبي ستابينو من ميشيغان ، الزعيمة الديمقراطية رقم 3، إن بايدن كان "يفعل الشيء الصحيح تمامًا" ، مضيفة: "أتمنى أن يكون الرئيس السابق ترامب قد فعل ذلك بدلاً من القول بأنها أوراقه".