الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فرج ورزق من حيث لا تحتسب.. خطيب المسجد النبوي: تقوى الله كفاية ووقاية

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي ، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن التقوى عروة لا تنفصل ومعقد لا ينحلّ وثوب لا يخلق وحبل لا يرثّ فهي كفاية ووقاية.

 عروة لا تنفصل

واستشهد “ الحذيفي”  خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما قال الله تعالى: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) ،  قائلاً: أيها المؤمنون والمؤمنات إننا حين نتصفح كتاب الكون ونقلب صحائفه ونسرح طرف التأمل فيه لنتملّى بدائعه ولطائفه ليصيبنا الدهش .

وأضاف أنه يتملكنا العجب من هذا الإبداع الرباني الجامع بين الكمال والجمال كمال الصنعة وجمال الصورة وبين الدقة والرقة  ،  دقة النسج ورقة الوشي في وزان دقيق بين كمال الصنعة وإحكام إنشائها وجمال الصورة وحسن بهائها فلا غلبة لأحدهما ولا طغيان، فقال تعالى: ( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ) .

ذو الفطرة السوية

وتابع: ولا يسع ذو الفطرة السوية حين يتأمل هذا الخلق إلا أن يخر لله ساجداً في محراب العبودية، لما تدعو إليه شواهد الربوبية الناطق بها هذا الخلق العجيب، المنتثرةُ في كل ذرة من ذرات هذا الكون الرحيب، مضيفًا: أيها المؤمنون إنكم لتنعمون هذه الأيام بما درّت السماء من مائها، وأنبتت الأرض من خضرائها، وما ازَّين به وجهها من حسنها وبهائها، فاغتسلت الأرض بماء المزن.

واستطرد: واختالت في ثياب الحسن، وإنكم لتتقلبون في خصب الديار بعد جدبها، وبفيض السماء بعد قحطها، فكأن مبسم السماء قد افتر بعد عبوس، تعرف في وجهها نضرة النعيم بعد البؤس، وكأن ظهر الأرض قد بدّل لبوساً بلبوس، وكأنك تسمع للكائنات سروراً به صوت غير صوتها، (فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها).

دلائل على ربوبية الله 

وأشار إلى أن نزول الغيث من أعظم الدلائل على ربوبية الله وقدرته ووحدانية، وانفراده بالخلق والتدبير، دلالة تستلزم توحيده بالعبادة والألوهية، فالمنفرد بالربوبية هو المستحق وحده للعبادة، ألا وإن المؤمن يتذكر بنزول الغيث وتبدل الأحوال من الخصب إلى الجدب أن هذه الدنيا لا تدوم شدائدها ولا تمتد مسراتها.

وواصل: فتعظم رغبته في دار النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، ولا يبتئس بما قد يعرض له، ولا يعظم في صدره ما قد ينزل به، قال تعالى: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).