الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي: من صبر على هموم الحياة كافأه الله

خطيب المسجد النبوي
خطيب المسجد النبوي

قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن من صبر على هموم الحياة اختياراً لا إكراهاً، واحتسب الأجر، كافأه الله خيراً على ما أصابه، وأخلفه الرضا.

الهمّ والغمّ والكرب ابتلاء

وأوضح «الثبيتي» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن الهمّ والغمّ والكرب ابتلاء قد يصيب المرء في حياته، فإن صبر واحتسب، ولزم طاعة ربّه يقيناً برحمته جلّ وعلا، فرّج الله همّه، ودفع عنه ما يضّره، ورفع درجته، وأثابه خيراً في دنياه وآخرته.

وأضاف أن الحياة المادية بلغت أوجها، لكنها لم تشف غليل النفس، ولم تشبع رغباتها المتناسقة مع طبيعتها التي خلقها الله عليها، فتزعزعت النفس، وقسا القلب، وانحسر معنى التوكل واليقين والرضا، وتسلّل إلى النفس الهم والقلق، وخيّم عليها الحزن .

الصلاة يناجي فيها المهموم ربّه

وتابع: هذه الهموم إذا تمكّنت من المرء فإنها تعيق انطلاقه، وتشتّت أفكاره، وتشلّ حركته، وتنخر في جسده، وتفسد عليه ابتهاج حياته، وتحشره في نفق الكآبة والاكتئاب، فتحيل حياته ضنكاً، وعيشه نكداً, وإذا اتّسعت مساحة الهمّ، فإنه يكسر من النشاط في الطاعة، ويقبض من عنان جواد سعي المسلم إلى مراضي الله عزّ وجل.

وأشار إلى أن الصلاة يناجي فيها المهموم ربّه، ويسكب بين يديه همومه، ويبثّ شكواه، ففوق العرش رحمن رحيم، أرحم بالعبد من نفسه، يسمع نجوى المهموم، وأنين المكلوم، ويستجيب الدعاء، قال تعالى: «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ».

المسلم المبصر

ونبه إلى أن من صبر على هموم الحياة اختياراً لا إكراهاً، واحتسب الأجر، كافأه الله خيراً على ما أصابه، وأخلفه الرضا, قال سبحانه: «وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ».

وأكد أن المسلم المبصر يقي نفسه من آفات الهموم، وآلام الغموم بالإحسان في الصدقات، ورفع كرب المكروبين من الفقراء والضعفاء والمساكين, فإن من فرّج كربة مسلمٍ فرّج الله كَرْبه، قال تعالى: «الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ».