الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف يتعامل الإنسان مع الفتن ليفوز بسعادة الدارين؟.. علي جمعة يوضح

علي جمعة
علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن مفهوم الفتن تعني الحيد عن الصراط المستقيم، موضحا أن الفتن هي مدخل جيد للدراسة والتعلم والتحليل أكثر من كونها مصائب حولنا.

كيف يتعامل الإنسان مع الفتن ليفوز بسعادة الدارين؟

وأوضح علي جمعة، خلال لقائه ببرنامج "من مصر" المذاع عبر فضائية سي بي سي، أن العلماء والمفكرين بدعوا لدراسة أمور الفتن بأمور علمية لتتبع الواقع وتحلله وتبنى عليه كيف يتعامل الإنسان ليفوز بسعادة الدارين.

ولفت إلى أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حذر من الفتن، كما حذر الرسول من عصر الفتن الذي يكثر فيه الهرج، لافتا إلى أن الهرج هو "القتل"، حيث يقتل الرجل أخاه وأباه وعمه وابن عمه وجاره، معقباً: "أهل هذا الزمان لا يمتلكون تفكيراً ولا منطقاً".

وأشار عضو هيئة كبار العلماء إلى أن المسلمين أولوا اهتماما بالغا بالفتن وجعلوا منها علما، معقبا: “نعيم بن حماد من المحدثين الكبار ألّف كتابا اسمه الفتن، ووضح فيه متى وقتها وشكلها وكيفية الخروج منها”، مؤكداً أن الفتن تعتبر علما من الممكن أن يتحول لدراسات عميقة لعلوم مختلفة تتبع علم الاجتماع البشرى. 

حديث النبي عن الفتن 

كما شرح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، حديث النبي الذي يتحدث فيه عن الهرج وكثرة القتل بين الناس.

وقال علي جمعة، في لقائه على فضائية "سي بي سي"، إن قديما كان الذي يموت في المعركة يفرح أهله بخبره، أما ما نراه من قتل الأهل لذويهم، فيقتل الرجل عمه وجاره، فهذا هو الهرج الذي أخبرنا به رسول الله، قائلا "حتى الجاهلية لم يحدث فيها هذا فكانوا يقفون بجوار بعضهم البعض".

وأشار إلى أن المخرج من هذه الأزمة ألا يذهب الرجل إلا لمن يحب أن يأتيه، فينشئ جو حوله يعينه على عبادة الله والالتزام بالتقوى، وألا ينفرط الحال معه.

واستشهد علي جمعة، بنص الحديث الذي يقول النبي فيه ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ لَهَرْجًا، قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْهَرْجُ؟ قَالَ الْقَتْلُ فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَقْتُلُ الْآنَ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ مِنْ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِقَتْلِ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا حَتَّى يَقْتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ وَابْنَ عَمِّهِ وَذَا قَرَابَتِهِ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَعَنَا عُقُولُنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا، تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ وَيَخْلُفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنْ النَّاسِ لَا عُقُولَ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ الْأَشْعَرِيُّ وَأيْمُ اللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّهَا مُدْرِكَتِي وَإِيَّاكُمْ وَأيْمُ اللَّهِ مَا لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجٌ إِنْ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا ـ خاصة معنى: لا، تنزع عقولهم، أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس).