الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لجنة المساعي الحميدة بمطروح كلمة السر لحل الصراعات القبلية في مصر وليبيا

الجلسات العرفية بمطروح
الجلسات العرفية بمطروح

 

تعد "دربة أولاد علي"  كلمة السر في نجاح لجنة المساعي الحميدة لفض المنازعات  بين ابناء القبائل حيث تساهم بجانب القانون فى حل العديد من النزاعات القبلية .

ومؤخرا تم  الاستعانة بلجنة المساعى الحميدة ودربة اولاد على في فض النزاعات والصراعات في محافظات مصر بعد نجاحها  فى حل الصراعات بمطروح مما انعكس من خلال التكريمات من جهات ومؤسسات مختلفة، سواء حكومية أو مدنية.

توريث الاحكام العرفية 

يقول العمدة عبد الرحمن عبد الجواد العميري ، على الرغم من مواكبة قبائل أولاد على الحياة العصرية والدخول أبنائها المدارس والجامعات والكليات العسكرية وتقلدهم مناصب في الدولة المصرية، إلا أنهم يحافظون على أحكامهم العرفية ويورثون قوانينهم للأبناء ويحافظون عليها، بل يلجأ الوافدون إلى حل مشاكلهم من خلال جلسات عرفية، واحتكامهم إلى عواقل مطروح، لسرعة الوصول إلى الحل بين الأطراف المتنازعة، وضمان عدم تعدي أي منهم على الآخر، والخروج من الجلسة بشكل مرض للطرفين.

تنظيم الحياة القبلية

واشار ان الاحكام العرفية هى وثيقة عرفية منظمة للحياة القبلية في صحراء مصر الغربية منذ القدم إلى الآن، واشتهرت قبائل مطروح بأحكامها العرفية المنضبطة داخل مصر وخارجها، وتمت الاستعانة بهم في فض النزاعات والصراعات في محافظات مصر المختلفة، من خلال لجنة المساعي الحميدة، المنبثقة من مجلس عمد ومشايخ محافظة مطروح.

برقة نقطة انطلاق الدربة 

وقال العميرى ان تاريخ إنشاء دربة أولاد علي يرجع الى  عام 1064، حينما اجتمعت عواقل القبائل العربية في ذلك الوقت بمنطقة البطنين بإقليم برقة، لوضع قانون يحكم بينهم، واستمرت الاجتماعات طيلة ستة أشهر، للخروج بقانون ينظم الحياة بين القبائل، حيث إنه لم يكن في ذلك الوقت أداره حكومية أو شرطة تنظم الحياة وتؤمن المواطن، وبرغم وجود قوانين وعدالة تحكم المواطنين الآن، إلا أن استمر لجوء القبائل لهذه الأحكام العرفية، لسرعتها في إنهاء أي خلاف.

التنسيق مع الجهات الامنية 

واشار ان دربة اولاد على  لا تتعارض مع المنظومة الأمنية، بل يلجأ رجال الأمن إلى عمد وعواقل القبائل للتدخل في بعض الخلافات وحلها عن طريق الجلسة العرفية التي توفر الوقت الذي قد تقتضيه هذه الخلافات التي قد تصل إلى سنوات داخل المحاكم.

ابرز الشخصيات فى اللجنة

واضاف العميرى إن أبرز الأعضاء المتطوعين في تشكيل اللجنة لحل النزاعات والخصومات القبلية هم: الشيخ فرج علي العبد، وكل من العمد جمعه بدر نوح، ناصر سليمان أبو بيضه، عبد الحفيظ حوسه حفيظ حكيم متموج المعبدي، جمعه هامل القطعاني، فرج دعبوب داوود، العمدة عمران امبيوة القماشي، العمدة عبد الكريم بو خريط القطعاني، عبد المنعم إسرافيل عيسى، عيد عوض أوحيته، كامل عبدالرواف أبوظاوة، مطرود يصادم حميدة، عبد الله عبد اللطيف عبد المالك.

لا يجوز التخلف عن الميعاد 

العمدة عمران أمبيوة القناشي، أحد أعضاء لجنة المساعي الحميدة يقول، أن الجلسة العرفية عند البدو تسمى ب "الميعاد" وهو وجهة نظر القضية ويحضر بهذه الجلسة كل من له علاقة بالقضية في الزمان والمكان المحددين في الخلاف من الخصوم والموقع ولا يجوز التخلف عن الميعاد ولا مخالفة حكمه إلا بالاستئناف في مجلس آخر.

اسباب اختيار عواقل مطروح 

واضاف  إن أسباب اختيار عواقل ومشايخ وعمد محافظة مطروح لحل النزاعات عرفياً بين القبائل العربية في محافظات مصر وليبيا، إن قبائل محافظة مطروح لديها دربة مكتوبة تحتوي على 105 بند، تم وضعها وتوثيقها قبل ما يزيد عن 400 عام، فيما يعرف بدربة "الحقة" أي الكهف، حيث أجتمع عواقل ومشايخ القبائل، وقاموا بوضع الدربة  المذهب المالكي وطبقاً للشريعة الإسلامية، وذلك بهدف إدارة الصرعات بين سكان الصحراء الغربية، من القبائل العربية التي تسكنها، لذا فهي أصبحت رائدة في صنع الحلول العرفية.

واضاف ان  المرونة والخبرة التي يبديها المحكمون من أبناء مطروح في حل أي نزاع أو صراع قبلي. بالاضافة الى عدم وجود عرف قبلي بمواد ثابتة ومحددة لدي القبائل العربية في باقي محافظات مصر، بسبب الاختلاط مع أبناء الحضر، جعل من محافظة مطروح قبلة ومرجع لجميع القبائل في مصر وليبيا، وذلك على الرغم من وجود 3 ملايين من أبناء القبائل العربية في مصر موزعين على محافظات مصر وغيرها من المحافظات، ألا أن محافظة مطروح تُعد المرجع الأول للحلول العرفية.

وأشار عمران امبيوة، أن اللجنة ليس لها تشكيل ثابت بل يتغير حسب الرغبة في المشاركة، وبشكل تطوعي من أعضاء مجلس عمد ومشايخ مطروح، نظراً للمشقة والجهد الذي يبذل في إتمام المصالحات بين الأطراف المتنازعة، سواء داخل محافظة مطروح المترامية الأطراف أو خارجها.

حل مشكلات بعدد من المحافظات 

وأكد، قمنا بحل العشرات من نزاعات ثأرية في محافظات أسيوط وشمال سيناء والإسماعيلية، الإسكندرية، فضلاً عن السفر إلى ليبيا لحل النزاعات بين قبائل ليبيا، منذ أن بدأنا عملنا في بداية عام 2014م.