بعد وقوع كارثة الزلزال الأيام الماضية وما خلفه من دمار بدولتي تركيا وسوريا ، وراح ضحيته الآلاف من الأشخاص والمئات من المصابين ، تبادر سؤال الى الأذهان يقول : هل ما حدث في تركيا وسوريا عقاب من الله ؟ .
“صدى البلد” توجهت بالسؤال الى الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا ، والذي قال: أن ما حدث لسوريا وتركيا إنما هي آيات يرسلها الله من الحين والآخر لتخويف عباده كما في قوله تعالى " وما نرسل بالآيات إلا تخويفا " ، وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي ولم يبقى الا هذه النذر .
وأضاف الأطرش: أن الله سبحانه وتعالى سخر السموات والأرض لمصالح عباده إن أطاعوه سعدوا في الدارين وإن أعرضوا فهو قادر على عقابهم في الدنيا قبل الآخرة ، والزلازل تنبيه من الغفلة حتى نقلع عن عصيان الله ، لافتا الى أن الأرض زلزلت في عهد عمر بن الخطاب فقال: وان عادت لا أسكنكم فيها ، فالمؤمن ينتفع بآيات الله ومنها الزلازل والعواصف والسيول والحر والبرد أما الكافر الملحد لا ينتفع بها ، فقال تعالى “ ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ” .
وتابع: يقولون أن الزلازل ظواهر طبيعية وليست عقوبة من الله ، فهؤلاء نقول لهم من الذي دبرها وأرسلها وفجرها أليس هو الله عز وجل القادر على ان يبعث عليكم عذاب من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا “ ، وأيضا قوله تعالى ” أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ، إذا هي عقاب من الله لكثرة المعاصي والذنوب .
ويقول البعض لماذا لا يذهب هذا الزلزال الى أمريكا أو إسرائيل او دول أوروبا التي بها معاصي كثيرة ، فهؤلاء أقول لهم ليس بعد الكفر ذنب بمعنى هؤلاء كفروا بالله فعندما يرتكب الذنب فهو أمر طبيعي ، أما أن تقول لا إله إلا الله وتعرف الحلال والحرام وترتكب الزنا وتشرب الخمر وتتعامل بالربا فهذا هو العصيان فتستحق العقاب .
وأوضح رئيس لجنة الفتوى بالأزهر السابق : عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه دخل على السيدة عائشة رضي الله عنها هو ورجل آخر ، فقال الرجل يا أم المؤمنين : حدثينا عن الزلزلة ، فقالت رضي الله عنها : " اذا استباحوا الزنا وشربوا الخمور وضربوا المعازف غار الله في سماءه فقال للأرض تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا وغلا أهدمها عليهم ، قال يا أم المؤمنين : أعذابا ونكالا ، فقالتـ : بلى انها موعظة ورحمة لمؤمنين وعذابا وسخطا على الكافرين ، فقال أنس : ما سمعت حديثا بعد رسول الله أنا أشد فرحا مني بهذا الحديث .
واستشهد الأطرش بما كتبه عمر بن عبد العزيز حيث قال : أما بعد فإن هذا الرجف شيء يعاتب به الله عز وجل به العباد ، وقد كتب الى سائر الأنصار ان يخرجوا فمن كان عنده شيء فليتصدق به فإن الله قال : “ قد أفلح من تزكى “ وطالبهم بأن يقولوا : ” ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ” أو كما قال نوح" وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين “ وقولوا كما قال يونس ” لا إله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين "
ويسأل سائل : ألا يوجد أناس صالحون في تلك البلاد التي يدمرها الله ، سألت السيدة زينب بنت جحش النبي ، فقالت : انهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث .
وعن عائشة رضي الله عنها : أن الله إذا انزل سطوته بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم أي بسببهم لإقال يا عائشة ان الله اذا انزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون فيصيرون معهم ، ثم يبعثون بنيتهم .
وفي حديث أن النبي صلى الله إذا سمع الرعد والبرق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك وفي الحديث إذا ظهر الربا والزنا فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله .
والنبي قال : السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه فعلينا ان نتعظ لما حدث للشقيقين ونبادر بالتوبة والرجوع ومساعدة هؤلاء ، فما حدث لا يدفعه سلا ولا قوة ولا إدارة ولا شيء لأنه من عند علام الغيوب .