الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل زلزال تركيا وسوريا عقاب من الله؟ أزهري يرد بالدليل

صدى البلد

بعد وقوع كارثة الزلزال الأيام الماضية وما خلفه من دمار بدولتي تركيا وسوريا ، وراح ضحيته الآلاف من الأشخاص والمئات من المصابين ، تبادر سؤال الى الأذهان يقول : هل ما حدث في تركيا وسوريا  عقاب من الله ؟ .

“صدى البلد”  توجهت بالسؤال الى الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا ، والذي قال:  أن ما حدث لسوريا وتركيا إنما هي آيات يرسلها الله من الحين والآخر لتخويف عباده  كما في قوله تعالى " وما نرسل بالآيات إلا تخويفا " ، وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي ولم يبقى الا هذه النذر .

 

وأضاف الأطرش: أن الله سبحانه وتعالى سخر السموات والأرض لمصالح عباده إن أطاعوه سعدوا في الدارين وإن أعرضوا فهو قادر على عقابهم في الدنيا قبل الآخرة ، والزلازل تنبيه من الغفلة حتى نقلع عن عصيان الله ، لافتا الى أن الأرض زلزلت  في عهد عمر بن الخطاب فقال: وان عادت لا أسكنكم فيها  ، فالمؤمن ينتفع بآيات الله ومنها الزلازل والعواصف والسيول والحر والبرد أما الكافر الملحد لا ينتفع بها ، فقال تعالى “ ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ” .

 

وتابع: يقولون أن الزلازل  ظواهر طبيعية وليست عقوبة من الله  ، فهؤلاء نقول لهم من الذي دبرها وأرسلها وفجرها أليس هو الله عز وجل  القادر على ان يبعث عليكم عذاب من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا “ ، وأيضا قوله تعالى ” أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون ، إذا هي عقاب من الله لكثرة المعاصي والذنوب .

ويقول البعض لماذا لا يذهب هذا الزلزال الى أمريكا أو إسرائيل او دول أوروبا التي بها معاصي كثيرة ، فهؤلاء أقول لهم ليس بعد الكفر ذنب بمعنى هؤلاء كفروا بالله فعندما يرتكب الذنب فهو أمر طبيعي ، أما أن تقول لا إله إلا الله  وتعرف الحلال والحرام وترتكب الزنا وتشرب الخمر وتتعامل بالربا فهذا هو العصيان فتستحق العقاب .  

وأوضح رئيس لجنة الفتوى بالأزهر السابق : عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه دخل على السيدة عائشة رضي الله عنها هو ورجل آخر ، فقال الرجل يا أم المؤمنين : حدثينا عن الزلزلة ، فقالت رضي الله عنها : " اذا استباحوا الزنا وشربوا الخمور وضربوا المعازف غار الله في سماءه فقال للأرض تزلزلي بهم ، فإن تابوا ونزعوا وغلا أهدمها عليهم ، قال يا أم المؤمنين : أعذابا ونكالا ، فقالتـ : بلى انها موعظة ورحمة لمؤمنين وعذابا وسخطا على الكافرين ، فقال أنس : ما سمعت حديثا بعد رسول الله أنا أشد فرحا مني بهذا الحديث . 

 

واستشهد الأطرش بما كتبه عمر بن عبد العزيز حيث قال : أما بعد فإن هذا الرجف شيء يعاتب به الله عز وجل به العباد ، وقد كتب الى سائر الأنصار ان يخرجوا فمن كان عنده شيء فليتصدق به فإن الله قال : “ قد أفلح من تزكى “ وطالبهم بأن يقولوا : ” ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ” أو كما قال نوح" وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين “ وقولوا كما قال يونس ” لا إله الا انت سبحانك إني كنت من الظالمين " 

ويسأل سائل : ألا يوجد أناس صالحون في تلك البلاد التي يدمرها الله ، سألت السيدة زينب بنت جحش النبي ، فقالت : انهلك وفينا الصالحون ؟ قال نعم إذا كثر الخبث .

وعن عائشة رضي الله عنها : أن الله إذا انزل سطوته بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم أي بسببهم لإقال يا عائشة ان الله اذا انزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون فيصيرون معهم ، ثم يبعثون بنيتهم .

 

وفي حديث أن النبي صلى الله إذا سمع الرعد والبرق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك وفي الحديث إذا ظهر الربا والزنا فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله .

والنبي قال : السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه فعلينا ان نتعظ لما حدث للشقيقين ونبادر بالتوبة والرجوع ومساعدة هؤلاء ، فما حدث لا يدفعه سلا ولا قوة ولا إدارة ولا شيء لأنه من عند علام الغيوب .