الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تصريحات أثارت الجدل| هل زلزال تركيا وسوريا المدمر حدث بفعل فاعل؟ .. وهل هناك سلاح هو المسئول عن تلك الهزة الأرضية العنيفة| خبراء يردون

زلزال تركيا وسوريا
زلزال تركيا وسوريا المدمر

خبراء عن حدوث زلزال تركيا وسوريا بفعل فاعل:

جاد القاضي: لا علاق لـ «سلاح هارب» بالزلزال المدمر

عباس شراقي: لا أتوقع تسبب أحد به.. والزلازل ليست غريبة عن أنقرة

شريف الهادي: تكهنات بدون دليل 

 

ما زال زلزال تركيا وسوريا المدمر والذي وصلت قوته إلي 8.7 ريختر يلقي بظلاله حتي الآن رغم مرور عدد كبير من الأيام فقد حدث الزلزال يوم الإثنين الموافق 6 فبراير 2023، وفور حدوث الهزة الأرضية في تركيا خرج بعض من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يقولون إن السبب في زلزال تركيا هو سلاح يدعي “سلاح هارب”، بينما ذهب البعض ليقول انه بفعل أسلحة نووية؛ محاولين ربط النشاط الزلزالي في تركيا نتيجة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

وخرجت تلك الاتهامات من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نقلت وسائل إعلام تركيا، عن سردار حسين يلدريم، رئيس وكالة الفضاء التركية، تصريحات، يؤكد فيها أنه ربما يكون الزلزال المدمر الذي حدث في تركيا وسوريا، ربما لم تحدث بشكل طبيعي، وإنما بشكل «صناعي مصطنع».

وقال يلدريم خلال لقاء تلفزيوني على الهواء، نقلت عنه صحيفة "Sözcü"، أنه اصبح ممكن الآن حدوث زلازل تبلغ قوتها 7إلى 8 ريختر بشكل مصطنع، وأن الأمر يتم من خلال إرسال قضبان التيتانيوم الكبيرة بطول 10 أمتار من الفضاء إلى أي هدف من الفضاء إلى الأرض من خلال الأقمار الصناعية، وان تلك القضبان ستخترق الأرض حتى عمق 5 كيلومترات وتحدث زلزالا مدمرا.

وحول هذا أن يكون السبب في حدوث زلزال تركيا المدمر سلاح هارب أو من الوارد أن يكون بفعل تجارب نووية، قال الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن هذا الأمر غير صحيح لأن أي هزات تنتج عن نشاط صناعي أو تفجيري لا تصل أبدا إلي هذه الدرجة، ولا تخلف وراءها هذا العدد الكبير من التوابع، واننا لدينا في مجال الزلازل نسجل تفجيرات أو بمعني أدق نسجل زلازل صناعية نتيجة تفجيرات سواء تفجيرات المحاجر او تفجيرات لإنشاء عدد من المشروعات من الكباري والإنفاق إلي آخره، بالإضافة إلي أن هناك زلازل مستحسة نتيجة سحب البترول والغاز الطبيعي من طبقا الأرض وهناك زلازل مستحسة خلف كل السدود الصناعية والبحيرات التي تكونت خلفها، ولكن لا يمكن لأي من الأنشطة الزلزالية الصناعية أن تصل إلي درجة مدمرة بالشكل الذي رأيناه في منطقة تركيا وسوريا.

واضاف القاضي خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التجارب النووية التي تحدث من بعض الدول يقع فيها زلازل لكنها غير محسوسة إقليميا، والشعور بها يكون أقل من المتوسط، وأن ربط النشاط الزلزالي في تركيا نتيجة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا الآن ليس له علاقة بذلك إطلاقا.

 

وفي إطار متصل قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن فكرة أن يكون السبب في الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، أمر اصطناعي؛ هو في اعتقادي غير صحيح ومستبعد الحدوث، خصيصا وأن منطقة تركيا والتي شهدت الزلزال، منطقة نشطة زلزاليا وان هذا ليست المرة الأولي التي تشهد زلزالا بتلك القوة التدميرية، وأن هذا الكلام مثل الكلام الذي كان قد انتشر أثناء فترة كورونا وانه في تلك الفترة أيضا كان قد تحدث البعض أن يكون الفيروس مصنع من خلال احد المعامل.

وصرح الدكتور شراقي خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا ليس بغريب عن المنطقة وأنه كان قد حدث زلزال مماثل له في عام 1999، إضافة إلي حدوث زلزال آخر  في عام 1939 واسفر عن وفاة 33 الف شخص، بنفس قوة زلزال يوم 6 فبراير 2023، وهذا يا يجعلنا نقول أن زلزال تركيا وسوريا ليس بفعل سلاح.

وأشار أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن تركيا تقع عند التقاء ثلاث صفائح أرضية، الأفريقية مع الأوروآسيوية، وكذلك امتداد الأخدود الأفريقى الممتد من موزمبيق عابراً إثيوبيا والبحر الأحمر خليج العقبة والبحر الميت الى جبال الأناضول، مما يجعلها من أشد المناطق عرضة للزلازل فى أوروبا وأخطرها، وان تلك الفوالق تتحرك بمقدار 2 - 3 سم/سنة، والحركة أفقية أى أن الكتل تتحرك فى المستوى الأفقى عكس بعضهما فى الاتجاه كحركة قطارين فى اتجاهين مختلفين.

ولفت الدكتور عباس شراقي، الى أنه إذا كان صحيحا أن يكون زلزال تركيا بسبب أعمدة من قضبان التيتانيوم قد تم إطلاقها من الفضاء؛ فلماذا لم نرها في السماء، أو لم ترصدها الرادارات، أو نرى الحفرة التي قد أحدثتها جراء اختراق الأرض أو نشاهد أي آثر لتلك القضبان.

وأضاف: استطعنا تحديد مكان الزلزال ومركزه؛ حيث كان علي بعد 18 كم تحت سطح الأرض، وأن زلزال تركيا وسوريا المدمر، أقوى 1000 مرة من قنبلة هيروشيما النووية؛ حيث أن الطاقة المنبعثة منه تعادل 50 مليون طن متفجرات، ولذلك يصعب تصديق أو الاعتقاد ان يكون الزلزال بفعل فاعل.

ومن جانب آخر أكد الدكتور شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الكلام عن أن السبب في حدوث زلزال تركيا وسوريا بفعل “سلاح هارب” أو يكون بطريقة مصطنعة؛ أمر غير ممكن ولا يوجد أي دليل علمي عليه وأنها جميعها تكهنات لا يوجد عليها دليل.

وأضاف الهادي خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أنه وفقا للعلم وخلال دراساتنا ومتابعتنا فنحن نعرف أن منطقة زلزال تركيا يحدث فيها عدد كبير من الزلازل وانه ليس لأول مره يحدث فيها زلزال مدمر مثل الذي كان قد حدث يوم 6 فبراير 2023، وأنها تتكرر منذ آلاف وملايين السنين، وأن منطقة الزلزال كان متوقع أن يحدث فيها زلزال بتلك القوة ولكن لم نعرف متي يحدث بالتحديد.

زلزال تركيا وسوريا المدمر

وقتل أكثر من 46 ألف شخص في الـ زلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى، مع تدمير حوالي 264 ألف شقة في تركيا، وما زال الكثيرون في عداد المفقودين، بينما يستمع رجال الإنقاذ إلى علامات الحياة تحت الأنقاض.

وبينما تحاول تركيا إدارة أسوأ كارثة حديثة لها؛ تتزايد المخاوف بشأن ضحايا المأساة في سوريا، حيث يضغط برنامج الأغذية العالمي على السلطات في الشمال الغربي؛ لوقف “منع وصول المساعدات” إلى المنطقة، والتي ينتظرها مئات الآلاف من الناس الذين دمرت الزلازل منازلهم.