الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قد تصيبك بمرض نادر يأكل المخ.. أمريكا تحذر من غسل الأنف عبر مياه الصنبور فما القصة؟

مياه الصنبور
مياه الصنبور

"من حكمدار العاصمة إلى المواطن أحمد إبراهيم القاطن بدير النحاس، لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك في طلبه، الدواء فيه سم قاتل"، جملة شهيرة خطفت قلوب الملايين عبر الأجيال طيلة 68 عاما منذ عرض فيلم "حياة أو موت، ويبدوا أن هذا المشهد أصبح وصفا لما تشهده الولايات المتحدة الأمريكية، مع مقولة "احذر استخدام مياة الصنبور في غسيل جيوبك الأنفية .. فقد يصيبك بمرض نادر"، ولكن في تلك المرة ليست دراما السينما ولكنه واقع حدث بالفعل.

 

وترجع وقائع هذا التحذير الذي أطلقته السلطات الأمريكية في بعض الولايات، لحادثة حقيقية، حيث تسببت في وفاة رجل بسبب أميبا آكلة للدماغ، والتي أرجعتها الجهات الطبية إلى احتمالية أن يكون إصابته بهذا المرض بسبب شطف جيوبه بماء الصنبور العام، يمع احتمالية كبيرة لحدوث عدوى من مرض "aegleria fowleri" عندما يستخدم الناس مياه الصنبور الملوثة في شطف الأنف، فما تفاصيل تلك القصة؟.

 

البداية مع وفاة رجل في فلوريدا 

ترجع بداية تلك القصة إلى خبر وفاة رجل في جنوب غرب فلوريدا بعد إصابته بأميبا نادرة تأكل الدماغ، والتي يقول مسؤولو الصحة بالولاية إنها ربما نتيجة ممارسات شطف الجيوب الأنفية باستخدام ماء الصنبور، حيث أكدت وزارة الصحة في فلوريدا في مقاطعة شارلوت يوم الخميس أن الرجل المجهول توفي بسبب نايجلريا فوليري .

 

وأضاف مسؤولو الصحة، أن الوكالات الصحية والبيئية على مستوى الدولة والمحلية مازالت تواصل التنسيق بشأن هذا التحقيق الجاري، وتنفيذ الإجراءات الوقائية الضرورية في مثل تلك الحالات، حيث تم اتخاذ أي إجراءات تصحيحية ضرورية، وذلك وفق البرامج المعدة لتلك الحالات الطارئة داخل الولاية، وداخل كافة المؤسسات الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

حشرة تأكل الدماغ!!

ووفقا لما أعلنته الهيئات الطبية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الأميبا تعيش وحيدة الخلية في المياه العذبة الدافئة، وبمجرد تناولها عن طريق الأنف، يمكن أن تسبب عدوى دماغية نادرة ولكنها قاتلة دائمًا تُعرف باسم التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي (PAM)، فتلك الحشرة تزحف إلى الدماغ عبر الأنف ويسبب التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي، وهو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي نادر للغاية ولكنه دائمًا ما يكون مميتًا.

 

ويقول ويليام شافنر، خبير الأمراض المعدية الذي يرأس قسم الطب الوقائي في كلية الطب بجامعة فاندربيلت: "إنها أميبا، كائن بسيط وحيد الخلية، تعلم معظمنا عن الأميبا في علم الأحياء في المدرسة الثانوية، ويعيش في البيئة ويحب العيش في الماء، وإذا ارتفعت درجة حرارة الماء لفترة طويلة إلى حوالي 80 درجة ، وكان الماء قليل الملوحة ، فإن هذه الأميات تحبها، ويتكاثرون بها".

 

 

157 إصابة خلال 60 عاما

 

وقد أحصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، عدد إصابات هذا المرض، ووجدت أن هناك  157 إصابة بالعدوى في الولايات المتحدة بين عامي 1962 و 2022، لم ينجوا منها غير أربعة فقط معروفين، وهناك شخص خامس مراهق من فلوريدا، كان يقاتل من أجل حياته منذ الصيف الماضي، وذلك وفقًا لجمع التبرعات عبر الإنترنت من قبل أسرته، وذكر مركز السيطرة على الأمراض أن المرض يتطور بسرعة وعادة ما يتسبب في الوفاة في غضون خمسة أيام من ظهور الأعراض.

 

وتشير بيانات الوكالة إلى أن هذه هي أول إصابة من هذا النوع يتم الإبلاغ عنها في فبراير أو مارس، حيث تكون العدوى أكثر شيوعًا في الولايات الجنوبية وخلال الأشهر الأكثر دفئًا، وذلك عندما يسبح المزيد من الناس - ويغرقون رؤوسهم - في البحيرات والأنهار، ولكن يمكن أن تحدث أيضًا عندما يستخدم الأشخاص مياه الصنبور الملوثة لشطف الجيوب الأنفية، إما كجزء من طقوس دينية أو كعلاج للبرد في المنزل.

 

 

ليس الصنبور فقط .. تحذيرات خاصة بالسباحة 

 

شافنر خبير الأمراض المعدية الذي يرأس قسم الطب الوقائي في كلية الطب بجامعة فاندربيلت، قال أيضا إن الأطفال يحبون الغوص في الأنهار والبحيرات، فإذا قفزوا بطريقة تدفع الماء إلى أعلى أنوفهم ، فإن الأميبا تكتسب الدخول بهذه الطريقة، وربما يمكنك السباحة دون أذى إذا كنت لا تقوم برمي قذائف المدفعية وما شابه ذلك مما يدفع الماء بقوة إلى أنفك، ويبدو أن هذا جزء أساسي من المعادلة.

تابع شافنر: "لهذا السبب هم في الغالب الأطفال الصغار هم من يحصلون عليها ، لأنهم الأكثر نشاطاً أثناء السباحة، لذلك على الجميع الحذر، وذلك رغم كون الإصابة بها نادرا جدا، حيث تعد الإصابة بـ Naegleria fowleri نادرة جدًا. الخطر حوالي 1 في 10 مليون، ويبدو أنه لا يوجد سوى ثلاث أو أربع حالات إصابة بفيروس Naegleria في الولايات المتحدة كل عام، ولكن الضحايا يموتون دائمًا تقريبًا".

 

تلك هي الأعراض .. ولا إصابة عبر شرب المياه بالفم 

يمكن أن تشمل الأعراض الأولى لهذا المرض، الصداع والحمى والغثيان والقيء، وعادة ما تبدأ بعد حوالي خمسة أيام من الإصابة، وذلك على الرغم من أنها يمكن أن تبدأ في أي مكان في غضون يوم إلى 12 يومًا، ويمكن أن تشمل الأعراض اللاحقة تيبس الرقبة والارتباك والنوبات والهلوسة والغيبوبة.

 

وحتى الآن لم يثبت أن Naegleria fowleri ينتشر من خلال بخار الماء أو قطرات الهباء الجوي أو انتقال العدوى من شخص إلى آخر أو مياه الشرب، فهي حقيقة أكدها مسؤولو الصحة في فلوريدا هذا الأسبوع، وقالوا إن "العدوى بالنيجلريا فوليري نادرة ويمكن أن تحدث فقط عندما تدخل المياه الملوثة بالأميبا الجسم عن طريق الأنف، وكذلك لا يمكن أن تصاب بشرب ماء الصنبور.

 

تلك أفضل طرق غسل الأنف حتى لا تصاب بالمرض

 

ويستخدم الكثير من الناس أواني neti - أو أجهزة الري الأنفي مثل المحاقن اللمبة وزجاجات الضغط - لطرد الجيوب الأنفية المسدودة عند الشعور بالطقس، وتقول إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إن هذه عادة ما تكون آمنة وفعالة، وذلك عند استخدامها وتنظيفها بشكل صحيح، وهذا يعني عدم الشطف بماء الصنبور، والذي قد يحتوي على مستويات منخفضة من الكائنات الحية الآمنة للبلع ولكن لا يتم ابتلاعها عن طريق الأنف.

 

وينصح بدلاً من ذلك، أن يتم استخدام الماء المقطر أو المعقم، والذي يباع في المتاجر، أو ماء الصنبور الذي تم غليه لمدة 3-5 دقائق ثم تبريده حتى فاتر، ويمكن بعد ذلك تخزينه في وعاء نظيف ومغلق واستخدامه في غضون 24 ساعة، ويمكنك أيضًا استخدام فلتر مياه خاص - يسمى "NSF 53" أو "NSF 58" - مصمم لإزالة تلك الجراثيم.

 

لا تتهاون مع الأمر ... ابقى حذرًا

ويحذر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) من أنه يجب على الناس أن "يفترضوا دائمًا" أن هناك خطرًا للإصابة بالعدوى عند دخول المياه العذبة الدافئة، حيث يقول المسؤولون: "الطريقة الوحيدة المؤكدة للوقاية من العدوى هي تجنب الأنشطة المتعلقة بالمياه في المياه العذبة الدافئة، خاصة خلال أشهر الصيف".

وذكر المركز، أن الأميبا القاتلة وجدت لأول مرة في إمدادات المياه البلدية، فإذا كنت ذاهبًا للسباحة، فحاول منع الماء من الصعود إلى أنفك، وهذا يعني عدم القفز أو الغوص في أجسام المياه العذبة الدافئة، وتجنب وضع رأسك تحت الماء في الينابيع الحارة وغيرها من المياه الحرارية الجوفية غير المعالجة، ويجب أيضًا أن تتجنب حفر أو تحريك الرواسب في المياه الضحلة، حيث من المرجح أن تعيش الأميبات، وإما أن تغلق أنفك أو تستخدم مشابك أنف أو تبقي رأسك فوق الماء أثناء السباحة.